مناورة الملكة

مناورة الملكة

المغرب اليوم -

مناورة الملكة

بقلم : خالد منتصر

رقعة الشطرنج ساحة حياة وحلبة صراع، ٦٤ مربعاً هى اختزال لكل نبض وإيقاع وأنفاس البشر، مسلسل رائع من 7 حلقات فقط استطاع أن يأسر ويحرر المشاهد فى الوقت نفسه، استطاع أن يحبس أنفاس متابعه بعمل لا تستطيع أن تحسبه على الإنتاج التليفزيونى، فهو مثل الأعمال الهوليوودية الضخمة تصويراً وإخراجاً وتمثيلاً، كل العناصر موزونة بميزان الذهب، القصة عن بطلة شطرنج، عاشقة لتلك اللعبة، مغرمة، متيمة بها، لكن لها فلسفتها فى ذلك الهيام بالشطرنج، تقول إنها فى الشطرنج على عكس الحياة تستطيع السيطرة والتحكم وتحس بالأمان، تقول إذا خسرت فلن ألوم إلا نفسى، لن تلوم قدراً أو حظاً، قصتها تبدأ باليتم حين فقدت أمها فى حادث سيارة، وذهبت لدار أيتام تابعة للكنيسة، حزم وتدجين ورقابة شديدة وانضباط صارم، ولتحقيق ذلك يعطون الأطفال مهدئات، أدمنتها إليزابيث هارمون حتى إنها اقتحمت صيدلية الدار والتهمت محتويات العلبة حين منعوها عنها، كانت تدخل إلى القبو حيث يقبع الحارس «شايبل» وحيداً يلاعب نفسه الشطرنج، استهوتها اللعبة، استوعبتها وتعلمتها وكسبت شايبل العجوز الماهر وهى ما زالت فى التاسعة، رحلة المسلسل مع هذا الانغماس فى الشطرنج، مد وجزر، انتصار وانكسار، غرق فى إدمان المهدئات والكحول والشطرنج، ومحاولات للإقلاع، علاقات فى منتهى الرقة والشجن مع صديقتها ذات الأصل الأفريقى ومع السيدة التى تبنتها، التى ماتت أثناء إحدى رحلات بطولات الشطرنج، قالت لها هذه السيدة التى هجرها زوجها: «الحياة والنضج هما الأهم، ليس ما تعرفين وما تتقنين هو المهم»، كانت تريدها أن تحيا خارج سجن تلك الرقعة المربعة، وتنطلق، لقد وجدتها أثناء اللعبة متعطشة لدماء خصومها، هذا الصراع للتحرر، هو محور الأحداث، تلك المراهقة تنافس وتحارب، ولكن المدهش فى تلك اللعبة أن المنافسين وقفوا معها حتى انتصرت على وحش اللعبة الرهيب وأستاذها الروسى «بورجوف»، والذى هو أيضاً صفق لها فى النهاية، ليس مطلوباً منك أن تكون ضليعاً فى الشطرنج أو موهوباً فيه لكى تستمتع بهذا المسلسل وتتذوق جماله وإبهاره، المطلوب منك فقط أن تترك مسام فضولك مفتوحة للمتابعة بكل يقظة ومتعة، أقف عند بعض التفاصيل الصغيرة التى تعبر عن حرص المخرج الفنان على بلوغ قمة الكمال الإبداعى، البطل فى المسلسل ليس الشخصيات بقدر ما هى عيون الشخصيات خاصة البطلة. عينا البطلة وكأنهما تحتلان وتبتلعان الوجه كله!!، الحدقة مستديرة وحادة النظر ومتربصة بشكل مرعب، باغتتك العينان فجأة حين بكت عند موت حارس دار الأيتام واكتشافها أن شايبل كان يتتبع أخبارها ويقص قصاصات الصحف والمجلات، حيث نسقها على حائط قبوه المظلم، عينا بورجوف الروسى أيضاً الباردة الحيادية، مباراة عيون مدهشة، أما حركة الممثلة الشبيهة بالروبوت وطريقة نطقها المقتضب للكلمات، إلى آخر تلك التفاصيل تنم عن منتهى الجدية فى العمل الفنى، الشبيه بالمعركة الحربية، الدقة والتخطيط المحكم على مستوى موضوع العمل، الشطرنج قمة الألعاب الذهنية الدقيقة والخططية، أنا واثق من أن مبيعات الشطرنج بعد هذا المسلسل تضاعفت آلاف المرات، وواثق من استمتاعكم بهذا العمل الفنى الرائع على منصة نتفليكس، التى تثبت كل يوم أن ملل الثلاثين حلقة الرمضانى لا بد أن ينتهى ويحل محله تلك الوجبات السريعة المركزة والممتعة

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مناورة الملكة مناورة الملكة



GMT 19:41 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

الاهتمام بلبنان في ظلّ إعادة تأسيسنا صاروخيّاً!

GMT 19:39 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ثلاثية الكويت

GMT 19:36 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

محاكمة لجنة التحقيق!

GMT 19:35 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

فكرة بديلة فى الرى!

GMT 19:32 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ما نعرفه حتى الآن

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 19:14 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج العقرب

GMT 11:55 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 15:33 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج الجوزاء

GMT 19:14 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

جون تيري يكشف مميزات الفرعون المصري تريزيجيه

GMT 17:27 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وضع اللمسات الأخيرة على "فيلم مش هندي" من بطولة خالد حمزاوي

GMT 22:05 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك كل ما تريد معرفته عن PlayStation 5 القادم في 2020

GMT 05:54 2017 الأربعاء ,12 إبريل / نيسان

بسمة بوسيل تظهر بإطلالة العروس في أحدث جلسة تصوير

GMT 09:38 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

خلطات منزلية من نبات الزعتر الغني بالمعادن لتطويل الشعر

GMT 16:41 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

لمحة فنية رائعة من صلاح تسفر عن هدف

GMT 12:21 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

محمد يتيم يعود للكتابة بالدعوة إلى "إصلاح ثقافي عميق"

GMT 13:01 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

رودريجو يكشف عن شعوره الأول لحظة مقابلة زين الدين زيدان

GMT 16:29 2019 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

مغربي يقدم على قطع جهازه التناسلي لسبب غريب

GMT 09:59 2019 الإثنين ,26 آب / أغسطس

"رئيس الوصية"..على أبواب قصر قرطاج
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya