طاقية الإخفا ولجام العفة

طاقية الإخفا ولجام العفة

المغرب اليوم -

طاقية الإخفا ولجام العفة

بقلم : خالد منتصر

هل المطلوب أن ترتدى البنت المصرية «طاقية الإخفا» قبل النزول للشارع حتى لا تصبح حلوى مكشوفة للذباب كما يقول ويردد السلفيون دائماً؟! وهل المفروض أن يصدر قانون يُلزم «صيّع» النواصى ومتحرشى الشوارع بارتداء لجام العفة حتى لا يتم التحرش؟! بنت يتم سحلها، وسيدة تُغتصب أمام زوجها.. إلخ، كلمات نابية توجَّه إلى أى بنت تمشى فى حالها حتى ولو كانت ترتدى أطناناً من اللفائف كالمومياوات، فضلاً عن اللمس بعد الغمز واللمز، تحرش لزج وسمج وسافل ووضيع، وكما قلت من قبل الشارع صار لهم وليس لنا، صار للمتحرشين السلطة والسطوة والنفوذ، صادروا الشارع لصالحهم، البنت ليس من حقها الشارع أو الرصيف أو السلم، صدر فرمان البلطجية أن تظل فى بيتها، مدفونة فيه، مسجونة بين جدرانه، حتى لا تُدهس كرامتها، وتهان، أو تدان.

كنت أتمنى دائماً طيلة حياتى أن أكون أباً لبنت، تكون صاحبتى وصديقتى، تصبح مصدر الحنية والطبطبة فى الكبر، نسمة الهواء الجميلة فى صيف الوحدة، نقطة الندى فى زمن الجفاف، لكن ما يحدث فى مصر للبنات والذى جعل كل أب «عايش مرعوب» على بنته من غول اسمه الشارع، مع هؤلاء الزومبى الذين يعتبرون البنت مشروع فريسة، لا يستطيع المرء إلا أن يتنازل عن أمنية «أبوالبنات»، ذلك الحلم الجميل الذى يداعب الآباء الذين يبخل عليهم الزمن بحنان وعواطف واحتضان تاء التأنيث.

لا بد من حماية البنات فى الشارع، والاقتناع بأن الشارع للجميع، ولا نرضخ لتلك المصادرة الإجبارية التى يفرضها بعض شباب البلطجية، ولا بد أن يفهم كل مواطن من خلال المدرسة والشاشة والمنبر والأسرة أن اللفظ الجارح تحرش، أن العين اللزجة تحرش، أن الحشرية فى الشأن الخاص تحرش. ليس التحرش بالضرورة هو فيلم بورنو كامل فى الشارع، ليس المفروض أن تنتظر كل التفاصيل ومشهد النهاية وستارة الختام حتى تعترف بأن ما يحدث هو تحرش، المفهوم لا بد أن يتسع، والتعريف لا بد أن يكون أشمل، البنت المصرية غلبانة ومظلومة فى تلك الظروف الخانقة التى يدينها فيها رجل الدين فينتقد ملابسها ويلقى عليها اللوم ويعتبرها شيطان الغواية، ويدينها الرجل العاطل بأنها السبب فى بطالته وعدم حصوله على فرصة عمل، ويدينها راكب الأوتوبيس بأنها السبب فى الزحمة، ويدينها الواقف فى طابور العيش بأنها السبب فى نفاد مخزون الفرن.. إلخ.

صارت البنت تعد اللفتات والحركات وتراقب الأنفاس والهمسات، حتى لا يساء التفسير وتُتهم بالإثارة والإغواء والإغراء، صوتها عورة، وضحكتها رشوة علاقة، ومشيتها مقدمة ليلة حمراء!! مجتمع مريض وضع كتالوجه السيكوباتى وحوّلها إلى أسيرة محبوسة داخل قضبان العيون فاغرة الأحداق، سائلة اللعاب، مكبوتة الغدد!!، أطلقوا سراح البنت المصرية من سجن كبتكم وعقدكم وكلاكيعكم وهلاوسكم وضلالاتكم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طاقية الإخفا ولجام العفة طاقية الإخفا ولجام العفة



GMT 19:41 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

الاهتمام بلبنان في ظلّ إعادة تأسيسنا صاروخيّاً!

GMT 19:39 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ثلاثية الكويت

GMT 19:36 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

محاكمة لجنة التحقيق!

GMT 19:35 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

فكرة بديلة فى الرى!

GMT 19:32 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ما نعرفه حتى الآن

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 15:03 2014 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد الجوز " عين الجمل " لا يعلمها إلا القليلون

GMT 12:28 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

الفرسان يتطلعون للفوز بثاني جولات بطولة "هذاب"

GMT 06:07 2017 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

سيت الأفضل لقضاء شهر عسل لتميزها بالمناظر الجذابة

GMT 03:45 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

مديرة الأزياء جين ماكفارلاند تستعرض مجموعة كافالي

GMT 06:22 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تصنف المغرب أبرز مُصدّري اليهود منذ استقلال المملكة

GMT 00:00 2014 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

" أوراق بوكافر السرية " جديد الكاتب ميمون أم العيد

GMT 23:10 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رشيد غفلاوي سعيد بانضمامه إلى فريق الساحل النيجيري

GMT 23:08 2017 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

المهاجم فيصل عجب يثبت جدارته مع نادي التضامن

GMT 17:14 2016 الجمعة ,01 إبريل / نيسان

سر إغماض العيون أثناء تبادل القبل على الشفاه

GMT 10:51 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنان أمير كرارة يفاجئ المعجبين بإطلالة مختلفة تمامًا

GMT 17:38 2015 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عبدالفتاح الجريني يحضر لديو غنائي مع العالمي مساري

GMT 03:16 2015 الجمعة ,22 أيار / مايو

شاطئ مرتيل يلفظ أحد ضحايا موسم الاصطياف

GMT 08:17 2017 الأربعاء ,30 آب / أغسطس

إخلاء السفارة الكندية في برلين
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya