من الفاشية الكروية إلى الفاشية الدينية

من الفاشية الكروية إلى الفاشية الدينية

المغرب اليوم -

من الفاشية الكروية إلى الفاشية الدينية

بقلم : خالد منتصر

المتعصب الكروى صار هو الصيد السهل للتنظيمات الدينية المتطرفة، وأظنه سيصبح حصان طروادة الجديد الذى تراهن عليه تلك التنظيمات، وعلى رأسها تنظيم الإخوان، لمحاولة العودة والتوغل والتغول فى قطاعات كبيرة ومؤسسات كثيرة داخل الدولة فى خطة للسيطرة على مفاصل الدولة.

تجولت كثيراً فى صفحات السوشيال ميديا وحاولت بقراءة تحليلية أن أتابع الشباب المتطرف الذى يشتم ويسب ويروج لمقولات الإخوان وينخرط فى لجانها الإلكترونية، وجدت معظمهم يضع صور لاعبى كرة أو أندية على البروفايل الخاص، ومعظم بوستاته تتأرجح ما بين الكروى والدينى، العبارات حادة وعنيفة، واللغة السوقية الخشنة هى السائدة والغالبة، والشجارات تصل إلى سب الأم والأب بأقذع الألفاظ!!، لكن ماذا يجمع ما بين الفاشية الكروية والفاشية الدينية؟، وما الذى يجعل المتطرف والمتعصب كروياً هو الجاهز للتجنيد والانخراط فى تنظيمات التطرف الدينى؟

هناك أوجه شبه، وهناك نقاط التقاء كثيرة، المتعصب الكروى ابن بار لثقافة القطيع، وتلميذ مخلص فى مدرسة السمع والطاعة، لا يستطيع أن يشجع وحيداً، ولا يطرح أسئلة عن أسباب الفشل أو الخطأ، دائماً ما يبرر، دائماً ما يلتمس الأعذار، لا يمتلك المنهج النقدى فى التفكير، مغمض العينين عن السلبيات، يحتاج فى كل تحركاته إلى صنم يقدم إليه القرابين، يتحرق شوقاً إلى مرشد يقبِّل يديه كل صباح ومساء، يدافع عنه حتى ولو أجرم، يحلل له كل محرماته ويقلب خطاياه إلى لمسات ملائكية، المتعصب الكروى لا يقبل الحوار، يكره آلياته، حواره أصم، فى اتجاه واحد، يشخصن الأمور، مخاصم للموضوعية، لا يعترف بالإنصاف، وغرضه ليس الحقيقة، لكن غرضه الانتصار لفريقه، مستعد لممارسة العنف فى أى لحظة، عنف اللاعبين داخل الملعب الذى أحياناً ما تبرره المنافسة ويكون غير مخطط أو بحسن نية، يصير عند المتعصب مشروعاً بل مطلوباً، صار العنف طقساً عنده، وصارت الفوضى فريضة لديه، وصار العنف اللفظى والجسدى مطلوباً لتحقيق الانتصار حتى ولو على حساب مبادئ الرياضة نفسها.

ما نراه من صراع إعلامى على الساحة الرياضية فى بعض القنوات صار ردحاً لا يليق حتى بالجهلة والمسجلين خطر فما بالك بأصحاب مهن محترمة ومناصب رفيعة يدخلون فى خناقات وألفاظ غير لائقة وتلويث سمعة وتجريس! كله من أجل عيون الفريق والكرة، لا بد أن ننتبه إلى أن ظاهرة التعصب الألتراساوى، وتغذية النار لتأجيجها، هو انتحار، ليس للرياضة فقط، ولكن لمستقبل هذا الوطن وشبابه، وكما نادينا بعدم الخلط بين الدين والسياسة، ننادى بعدم الخلط بين الرياضة والسياسة، البعض يظن أنه يربى قطاً أليفاً، الحقيقة لا، ففى النهاية سينقلب نمراً شرساً يلتهم أول ما يلتهم مَن ربَّاه وسمَّنه وروى أرض التعصب فيه وضخ دماء التطرف فى شرايينه، بدعوى الانتماء وهو فى الحقيقة انتهاء

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من الفاشية الكروية إلى الفاشية الدينية من الفاشية الكروية إلى الفاشية الدينية



GMT 19:41 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

الاهتمام بلبنان في ظلّ إعادة تأسيسنا صاروخيّاً!

GMT 19:39 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ثلاثية الكويت

GMT 19:36 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

محاكمة لجنة التحقيق!

GMT 19:35 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

فكرة بديلة فى الرى!

GMT 19:32 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ما نعرفه حتى الآن

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 18:57 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الثور

GMT 14:07 2016 الجمعة ,16 أيلول / سبتمبر

الأبنوس

GMT 15:05 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

نيمار يبلغ سان جيرمان برغبته في الرحيل هذا الصيف

GMT 14:42 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

السالمية الكويتي يبدأ مشواره العربي بلقاء الشبيبة الجزائري

GMT 15:23 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

سنوات يفصلها رقم

GMT 11:24 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك محمد السادس يرسل برقية تعزية إلى الرئيس الكاميروني

GMT 13:45 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

أول صالون تجميل يستقبل المحجبات في نيويورك

GMT 23:50 2019 الأحد ,02 حزيران / يونيو

باتريس كارتيرون يُراقِب العائدين من الإعارة

GMT 00:14 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

السعودية تنفذ حكم القتل تعزيرًا في حق صدام حسين

GMT 20:47 2018 السبت ,08 كانون الأول / ديسمبر

"الوطني للسكك الحديدية "يعلن عن تخفيضات في تذاكر القطار

GMT 10:42 2018 الثلاثاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

حركة إعفاءات وتغييرات جديدة في صفوف الدرك الملكي

GMT 02:26 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

ورق جدران بألوان جذابة لديكورات غرف معيشة مبهجة

GMT 22:03 2018 الإثنين ,06 آب / أغسطس

صعقة كهربائية تودي بحياة شاب في سلوان
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya