الشعب المتدين بطبعه والسيناريو المختلف

الشعب المتدين بطبعه والسيناريو المختلف

المغرب اليوم -

الشعب المتدين بطبعه والسيناريو المختلف

خالد منتصر
بقلم : خالد منتصر

السيدة إيمان طالبة كلية علوم المنصورة التى قتلها السيد العجلاتى المتنكر فى زى منتقبة، فلنترك تفاصيل ما حدث فعلاً ولنتخيل معاً، لو تم تنفيذ السيناريو كما كان مخططاً له، ونجح الزوج العاشق للتعدد فى خطته بتوريط زوجته فى جريمة زنا مفتعلة، ثم ادعاء القبض عليها متلبسة بعد الصراخ والنداء على الجيران وأهل الحى للفرجة على الجريمة وحضورهم شهوداً فى النيابة، هل تعرفون شعبى الطيب المتدين بطبعه ما هى تفاصيل المشهد، وماذا كان سيحدث؟، ما هى ردود فعلكم المتوقعة والمحفوظة، الجاهزة والمعلبة؟، فلنضغط الآن على زر «بلاى»، كنتم ستصمون آذانكم عن سماع أى دفاع للزوجة التى يبكى رضيعها بجانبها جوعاً للحليب، كما هى تبكى جوعاً للحب والاهتمام فى مجتمع بخيل بالمشاعر غنى بالنميمة، كنتم ستنهالون عليها ضرباً وتمزيقاً بالعصى والسكاكين والأيدى والأرجل، كل منكم يأخذ «نسيرة لحم» لتكون حافز إثارة عند حكايته لتفاصيل القصة المختلقة على المقهى فى سمر ليالى الصيف الحارقة التى لا يرطبها إلا النهش فى أعراض وسير النسوة، كنتم ستكذبون أعينكم التى ترى امرأة منهارة تبكى مذعورة، والمشهد أمامكم لا يكشف ولا ينم عن أى ميعاد متعة، لكنكم كنتم ستكملون تفاصيل اللوحة الناقصة من خيالكم المريض، وتلوكون هلاوسكم السمعية والبصرية عن أنكم ومن فرط إيمانكم لم يرض الله إلا أن ينصفكم ويقدم لكم الجريمة كاملة بإخراج وسكريبت المرود والمكحلة!!، كنتم ستكذبون وأنتم تسحلون الزوجة المظلومة إلى غياهب الموت، وتخترعون أكاذيب عن السمعة والعلاقة الآثمة التى تهتز لها السماوات السبع، الزوج الذى بكى بدموع التماسيح بعد أن رقص قلبه فرحاً بخبر قتل صديقه المستأجر لها بعد اغتصابها، كنتم ستبكون معه وتطبطبون عليه، فهو الضحية المسكين الذى رفض أن يكون ديوثاً، وكان لديه كل الحق فى التعدد وكسر أنف الزوجة الرافضة لما شرعه الله وحلله الدين، ذبح الضحية التى تحمل تاء التأنيث صار للأسف لدينا عقيدة قبل العقيدة، وأصبح اضطهاد المرأة ديناً فوق الدين، الله لا يرضى عما نفعله ببناتنا، وأنتم تصرون على أن تلك هى رغبة الرب، الإنسانية لا تقبل ما نفعله بنسائنا، وأنتم تصرون على أنها نصف إنسان، هذه الزوجة تم طعنها بسكيننا قبل أن تُطعن بسكين العجلاتى، اغتصبتها واستباحتها أعراف وتقاليد وفتاوى قبل أن يغتصبها الرجل المنتقب، ومن يرفض هذا التحليل فليجبنى عن تلك الأسئلة الحائرة التى قبلناها ونقبلها بشكل عادى وطبيعى، زوجة ما زالت فى بداية دراستها الجامعية ولديها طفل!!، من غسل دماغها وزيف وعيها بأنها لا بد أن تلحق بالقطار وتستظل بظل الذكر الفحل وهى ما زالت تتعلم وتبنى مستقبلها؟!، التعدد الذى لا نقبل أى مساس به ونخوض من أجله معارك الدم ودونه خرط القتاد، طلبه الزوج كحق وفريضة وحذف من المشهد الزوجة المكلومة المظلومة والطفل الرضيع الذى ننجبه سد خانة وإثبات ذكورة، النقاب الذى صعد به المجرم الأجير، قبله الشارع بل وأضفى نورانية الإيمان التى لا تقبل الشك على من ترتديه فتصعد إلى البيت وتفتح لها الزوجة آمنة مطمئنة، كانت تجلس لتذاكر دروسها ليلاً على اللاب توب بعد أن أرضعت ونظفت وغسلت ومسحت ونشرت وطبخت للزوج الشره الذى يخونها مع عاملة المحل، مفهوم الأمه الجارية السبية الملتى سيستم المطلوب منها أن تنتظر الفحل بعد كل تلك المعاناة بكل محفزات الإغراء وإلا تعكر مزاج شهريار ولعنتها الملائكة ولعنها المجتمع!!، هل لو كانت قد طلبت الطلاق كنتم ستتسامحون معها ولا تعلقون على جسدها لقب المطلقة سيئة السمعة التى رفست النعمة؟!، السؤال الأخير والمهم من قتل إيمان ويقتل كل إيمان وكله بالإيمان؟.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشعب المتدين بطبعه والسيناريو المختلف الشعب المتدين بطبعه والسيناريو المختلف



GMT 19:41 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

الاهتمام بلبنان في ظلّ إعادة تأسيسنا صاروخيّاً!

GMT 19:39 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ثلاثية الكويت

GMT 19:36 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

محاكمة لجنة التحقيق!

GMT 19:35 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

فكرة بديلة فى الرى!

GMT 19:32 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ما نعرفه حتى الآن

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 19:14 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج العقرب

GMT 11:55 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 15:33 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج الجوزاء

GMT 19:14 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

جون تيري يكشف مميزات الفرعون المصري تريزيجيه

GMT 17:27 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وضع اللمسات الأخيرة على "فيلم مش هندي" من بطولة خالد حمزاوي

GMT 22:05 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك كل ما تريد معرفته عن PlayStation 5 القادم في 2020

GMT 05:54 2017 الأربعاء ,12 إبريل / نيسان

بسمة بوسيل تظهر بإطلالة العروس في أحدث جلسة تصوير

GMT 09:38 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

خلطات منزلية من نبات الزعتر الغني بالمعادن لتطويل الشعر

GMT 16:41 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

لمحة فنية رائعة من صلاح تسفر عن هدف

GMT 12:21 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

محمد يتيم يعود للكتابة بالدعوة إلى "إصلاح ثقافي عميق"

GMT 13:01 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

رودريجو يكشف عن شعوره الأول لحظة مقابلة زين الدين زيدان

GMT 16:29 2019 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

مغربي يقدم على قطع جهازه التناسلي لسبب غريب

GMT 09:59 2019 الإثنين ,26 آب / أغسطس

"رئيس الوصية"..على أبواب قصر قرطاج
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya