الشعب مصدر الأزمات

الشعب مصدر الأزمات

المغرب اليوم -

الشعب مصدر الأزمات

عباس البخاتي
بقلم: عباس البخاتي

يختلف العراق عن بقية بلدان المنطقة فضلا عن بعض دول العالم، فنظام الحكم فيه ديموقراطي ويشهد تداولا سلميا للسلطة.
بنفس الوقت يعيش ازمات قل نظيرها في العالم.. بالرغم من وجود عوامل اخرى يمكن وضعها بخانة محفزات التقدم والاستقرار والرفاهية، كالموارد الطبيعية والثروة المعدنية والأيدي العاملة والموقع الجغرافي.

يضاف إلى ذلك التعددية الفكرية وحرية الرأي والتعبير التي أقرها الدستور، ناهيك عن البعد العقائدي الذي يجعل الفرد والمجتمع مواكبا للحدث، ونقصد به التعددية المذهبية التي تلزم الأتباع بتبني أفضل الخيارات ذات الإنعكاس الإيجابي على مجمل الوضع العام.

بالرغم من وجود كل تلك العوامل، إلا أن الوضع مهدد بالأنهيار في اي لحظة، فما هو السبب ؟

قبل بيانها لا بد من الإعتراف باستحالة جمع الناس واجبارهم على تبني فكرة واحدة، اذ ان ذلك مناف لمباديء الديمقراطية وحرية التعبير، وهو ما لم يتمكن منه حتى الانبياء فضلا عن النظم الديموقراطية المتقدمة.

تعتبر الشراكة التوافقية اهم أسباب الاخفاق الحاصل، حيث إن العملية السياسية بنيت على المرتكزات الثلاث(الشيعة _السنة _الكورد )، وبالرغم من ذلك إلا أن الساحة الشيعية هي المؤثرة في المشهد العام كونها تمثل الاغلبية السكانية لكنها تعاني ازمة قيادة سياسية من جهة أخرى.

ربما يعترض احدهم عن وصف المشهد بازمة القيادة بالرغم من كثرة القادة والرموز والمسميات الحزبية، وهو إعتراض مردود كون المتلقي الشيعي تعامل مع المسألة بنوع من الإفراط من ناحية وبتفريط من جهة أخرى.

حيث إن المسار الدستوري أتاح للجميع حق تشكيل الجمعيات والمنتديات والأحزاب، ولم يضع ضوابط للمشاركة في العمل السياسي، خصوصا أن ذلك جاء بعد عقود من الكبت والحرمان والتهميش، فحصل نوع من الفهم العشوائي للقضية وكأنها مغنما لا بد من الحصول عليه، ساعد في ذلك انعدام الثقة بين المتصدين خصوصا مع تبني الاعم الاغلب منهم ايدلوجيات فقهية متباينة.

ان ما أشير اليه آنفا هو حالة من الإفراط تتحملها القواعد الشعبية التي سمحت للافكار الدخيلة على الفهم الشيعي، من التحكم بقدرات بمقدرات البلد والمخاطرة بمصير الشعب، الأمر الذي ادى لزعزة الثقة بين تلك القواعد المنظمة وبين المؤسسة الدينية الشرعية التي تمثل العمق الأيديولوجي للفكر الشيعي، على مستوى الحكم الشرعي والذي يعتبر الموقف السياسي ورصانته، اهم موارده لعلاقته وتاثيره بمصالح الناس وأمنهم.

بناء على تلك المعطيات، لا يمكن للجماهير التنصل من المسؤولية وتحميل الطبقة السياسية الفاسدة وحدها تداعيات الاخفاق الحاصل كونها إنعكاس لرغبات تلك الجماهير ونتاج خياراتهم الإنتخابية ولو نسبيا، برغم مرارة التجربة التي طالما حذرت المرجعية الرشيدة من العواقب الوخيمة لسوء الاختيار الخاطيء.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشعب مصدر الأزمات الشعب مصدر الأزمات



GMT 15:02 2020 الأحد ,09 شباط / فبراير

أنصار اسرائيل في اميركا يهاجمون المسلمين

GMT 16:11 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

من يفوز بالرئاسة الاميركية هذه المرة

GMT 17:21 2020 الجمعة ,07 شباط / فبراير

ايران وحادث الطائرة الاوكرانية

GMT 14:46 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

من دونالد ترامب الى اسرائيل

GMT 17:46 2020 الثلاثاء ,04 شباط / فبراير

أخبار مهمة للقارئ العربي - ٢

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 21:49 2019 الثلاثاء ,05 آذار/ مارس

وفاة والد خالد بوطيب مهاجم الزمالك

GMT 03:17 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

أهم المعالم السياحية في "مانيلا" عاصمة الفيلبيين

GMT 23:36 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

"بوضوح" يستضيف "شارموفرز" و"منيب باند" في حوار فني ممتع

GMT 01:18 2014 الجمعة ,18 إبريل / نيسان

"فسيفساء الرُّكام" ابتكار مصري

GMT 04:15 2014 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرّفي على "الزومبا" رقص رياضي
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
Libya Today News
Libya Today
Salah Eldain Street
Hay Al-Zouhour
Tripoli
Tripoli, Tripoli District, 218 Libya