حلقات «توم وجيري» جديدة للمرشد خامنئي

حلقات «توم وجيري» جديدة للمرشد خامنئي

المغرب اليوم -

حلقات «توم وجيري» جديدة للمرشد خامنئي

أمير طاهري
بقلم: أمير طاهري

هل الصدام العسكري بين الولايات المتحدة وإيران أمر حتمي؟
منذ يناير (كانون الثاني) الماضي، عندما اغتال الأميركيون الجنرال قاسم سليماني، تصدت الدوائر السياسية في العواصم الكبرى لهذا السؤال من دون التوصل إلى توافق في الآراء.
في وقت كتابة هذه السطور، كان السؤال يرتد مرة أخرى، حيث تخاطر الناقلات الإيرانية التي تنقل النفط إلى فنزويلا بالالتفاف على طوق أميركي مصمم لإبعادها.
هدد الملالي «بعواقب وخيمة» إذا حاولت الولايات المتحدة إيقاف الناقلات. وبما أن الجمهورية الإسلامية تفتقر إلى القوة البحرية لمرافقة الناقلات وصولاً إلى الموانئ الفنزويلية، فإن «العواقب الوخيمة» لن تأتي في شكل معركة بحرية في منطقة البحر الكاريبي. وبدلاً من ذلك، بحسب صحيفة «كيهان» اليومية التي تعبر عن آراء المرشد علي خامنئي، فقد ذكرت في افتتاحية الاثنين، أن الانتقام قد يأتي في شكل مصادرة واحدة أو أكثر من ناقلات النفط الأميركية في مضيق هرمز. خيار آخر هو استهداف جميع ناقلات النفط في المجرى المائي لفترة محددة كما فعلت إيران في عام 1988.
وقد جادل حشمت الله فلاحات بيشة، الرئيس السابق للجنة الأمن القومي في المجلس الإسلامي، بأن الصدام أمر لا مفر منه؛ لأن الصراع بين طهران وواشنطن «فريد في نوعه» ولا يترك أي مجال للتراجع من قبل أي من الجانبين أو محاولة وساطة من قبل طرف ثالث. وهكذا عندما يصل التوتر إلى نقطة معينة، فإن الطريقة الوحيدة لتخفيفه هي تفجير الجزء العلوي من الغلاية.
ويعرض عالم الاجتماع الإيراني سعيد مؤيدفر حجة من زاوية مختلفة، حيث يدعي أن النظام الخميني يدرك أنه يقترب من يوم البيع، وأنه سيفعل أي شيء لتأخير ما لا مفر منه لفترة أطول ولو قليلاً، وأن كلمة «أي شيء» يمكن أن تشمل صداماً عسكرياً قصيراً وحاداً مع الولايات المتحدة قد يثير مشاعر وطنية إيرانية، لكنه يترك النظام في مكانه بقشرة جديدة من الشرعية.
يثير تحليل موقع «فارس» الإخباري التابع لفيلق «الحرس الثوري» أيضاً احتمال حدوث صدام بالادعاء بأن الولايات المتحدة أضعف وأكثر تأثراً بأزمة فيروس «كورونا» من أن تسعى لحرب طويلة الأمد مع الجمهورية الإسلامية. ونقل الموقع عن نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب الأميركي، قولها إن «الناس يتضورون جوعاً في جميع أنحاء أميركا»، وبالتالي فهم لا يرغبون في الانجرار إلى حرب خارجية. كما نقل الموقع عن باربرا سلافين، التي وصفتها وسائل الإعلام الإيرانية بأنها «مثقفة أميركية رائدة»، قولها إن طهران قد هزمت بالفعل سياسة «أقصى ضغط» للرئيس ترمب، وبالتالي لا تحتاج إلى تقديم أي تنازلات خوفاً من اشتباك عسكري.
كثيراً ما صدر عن وسائل الإعلام في طهران تلميحات حول «مفاجأة أكتوبر» لتعطيل ترمب عن ترشحه لانتخابات الولاية الثانية.
على الرغم من كل ذلك، فمن الوراد التخمين بعدم حدوث اشتباك عسكري، لكن علينا أيضاً ألا ننسى أن جيش طهران عرضة لارتكاب زلات مثل إسقاط طائرة ركاب أوكرانية بثلاثة صواريخ ومأساة «النيران الصديقة» الأخيرة في خليج عُمان والتي حدثت كلها عن طريق الخطأ.
هناك ثلاثة أسباب لذلك:
السبب الأول هو أن الشاغل الأكبر للنظام الخميني، شأن أي أنظمة آيديولوجية أخرى، هو الحفاظ على الذات.
لم تكن أي حكومة عادية لتوقع معاهدة «بريست ليتوفسك» التي أمر لينين تروتسكي بالتوقيع عليها مع الألمان الذين يتخلون عن جميع «ممتلكات» روسيا الأوروبية تقريباً. ابتلعت الصين الشيوعية في عهد ماو حبة «التطبيع» المريرة مع النمر الورقي الأميركي بعد أن قضى على الروس في معركة نهر ووسولي عام 1969. وبعد ثمانية أشهر، بدأت بكين محادثات سرية مع واشنطن، في وجود إيران وباكستان وسيطين. في عام 1991، أجبر الخوف من الاستهداف القادم الرئيس السوري حافظ الأسد على الانضمام إلى الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق.
سمع العديد من العقائديين الذين قد لا يكونون على دراية بقصته نصيحة لينين لفريقه في أبريل (نيسان) 1918 حول «الصمود لمدة 100 يوم أخرى مهما كانت».
السبب الثاني الذي يجعل الملالي يتجنبون الاشتباك العسكري هو أن نظامهم الآن في أضعف حالاته منذ أربعة عقود.
قد يتغلبون على العاصفة الاقتصادية الناجمة عن إعادة فرض العقوبات عن طريق تجميد جميع المشاريع التنموية، ورفع أسعار المرافق المملوكة للدولة، وبيع الفضة العائلية بأسعار زهيدة. وما لا يستطيعون مواجهته هو خسارة الشرعية وتآكل مستمر لقاعدة دعمهم.
السبب الثالث أنه على الرغم من الجدل الأخير، فقد يلعب الملالي ببطاقتهم الرابحة، لا أقصد الإهانة، ليثبتوا مرة أخرى أن «المرشد الأعلى» آية الله علي خامنئي يمسك الآن بجميع مفاصل السلطة كما لم يحدث من قبل.
تتكون الورقة الرابحة المعنية من تقاليد الملالي بالاستسلام في اللحظات الأخيرة. فآية الله الخميني، الرجل الذي أنشأ النظام، لعب بالورقة في كل مرة استند فيها ظهره إلى الحائط، في عامي 1980 و1988.
يطلق الخميني على ذلك اسم «المرونة البطولية»، وقد كتب على نطاق واسع لإعطاء التكتيك بعض المرجعية اللاهوتية مع إشارات إلى الإمام الحسن بن علي.
اليوم لم يعد خامنئي يخشى أن يستخدم خصومه داخل المؤسسة الحاكمة التطبيع مع العالم الخارجي، وهو أمر لا يمكن أن يحدث من دون بعض التطبيع مع الولايات المتحدة كسلاح لصالحهم. بعد قيامه بعملية تطهير واسعة النطاق في الجيش، عزز خامنئي مكانته كوجه سياسي للمؤسسة العسكرية. وعلى صعيد رجال الدين، فإن الملالي الذين ربما دخلوا في تحدٍ معه إما ماتوا، أو سنهم أصغر من أن يدخلوا معه في مواجهته علنية. وقد عيّن رجاله الذين تم انتقاؤهم بدقة في مناصب السلطة الرئيسية. ومنذ آخر انتخابات للمجلس، كان له أيضاً هيمنة كاملة على البرلمان المصطنع الذي ضم بعض العناصر الجامحة في الماضي.
الأسبوع الماضي، دعا المرشد خامنئي إلى تشكيل «حكومة حزب الله» الصغيرة، ويلاحظ أن الرئيس حسن روحاني و«أولاد نيويورك» باتوا من كبار السن ولم يعودوا يحاكون «حزب الله» بما فيه الكفاية، ويتجهون نحو الخروج.
قارن خامنئي صراعه مع «الشيطان الأكبر» الأميركي بصراعات توم وجيري في عالم كرتون هوليوود. في الكثير من المناسبات، يعتقد المشاهدون أن الفأر المرح قد صنع له خصيصاً لكي يتفادى القط ويرتد بحيلة جديدة.
مرت أربعة عقود من صراع القط والفأر على الطراز الإيراني بسبب السذاجة ونفاد صبر الأميركيين الذين أرادوا دائماً نتائج سريعة وأخذوا ما تمنوه في الواقع، وسمحوا للفأر المؤذي اللعوب بالعيش ليوم آخر من أجل مغامرة أخرى. فهل سيعيد التاريخ نفسه؟

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حلقات «توم وجيري» جديدة للمرشد خامنئي حلقات «توم وجيري» جديدة للمرشد خامنئي



GMT 19:41 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

الاهتمام بلبنان في ظلّ إعادة تأسيسنا صاروخيّاً!

GMT 19:39 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ثلاثية الكويت

GMT 19:36 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

محاكمة لجنة التحقيق!

GMT 19:35 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

فكرة بديلة فى الرى!

GMT 19:32 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ما نعرفه حتى الآن

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 15:03 2014 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد الجوز " عين الجمل " لا يعلمها إلا القليلون

GMT 12:28 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

الفرسان يتطلعون للفوز بثاني جولات بطولة "هذاب"

GMT 06:07 2017 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

سيت الأفضل لقضاء شهر عسل لتميزها بالمناظر الجذابة

GMT 03:45 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

مديرة الأزياء جين ماكفارلاند تستعرض مجموعة كافالي

GMT 06:22 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تصنف المغرب أبرز مُصدّري اليهود منذ استقلال المملكة

GMT 00:00 2014 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

" أوراق بوكافر السرية " جديد الكاتب ميمون أم العيد

GMT 23:10 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رشيد غفلاوي سعيد بانضمامه إلى فريق الساحل النيجيري

GMT 23:08 2017 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

المهاجم فيصل عجب يثبت جدارته مع نادي التضامن

GMT 17:14 2016 الجمعة ,01 إبريل / نيسان

سر إغماض العيون أثناء تبادل القبل على الشفاه

GMT 10:51 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنان أمير كرارة يفاجئ المعجبين بإطلالة مختلفة تمامًا

GMT 17:38 2015 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عبدالفتاح الجريني يحضر لديو غنائي مع العالمي مساري

GMT 03:16 2015 الجمعة ,22 أيار / مايو

شاطئ مرتيل يلفظ أحد ضحايا موسم الاصطياف

GMT 08:17 2017 الأربعاء ,30 آب / أغسطس

إخلاء السفارة الكندية في برلين
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya