الصفقة من «التفاوض» إلى الفرض

الصفقة من «التفاوض» إلى الفرض؟

المغرب اليوم -

الصفقة من «التفاوض» إلى الفرض

بقلم - حسن البطل

هل كان يومك منحوساً؟ ربما في الصباح نزلت من فراشك بالقدم اليسرى! دعكم من التخريفات والمتطيّرين.. المشروع العربي للسلام من خطوتين متلازمتين: القدم اليمنى هي الانسحاب الإسرائيلي ودولة فلسطينية؛ واليسرى هي سلام عربي إسرائيلي، تام وشامل مع إسرائيل. باختصار، دولة فلسطين هي "ألف" المشروع، والسلام الكامل هو "الياء" فيها!
على ما يظهر، كانت إدارة الرئيس أوباما حاولت مقاربة ذلك عبر مهمة الوزير كيري المكوكية خلال تسعة شهور (كما هي فترة حمل أنثى الإنسان!) وأخفقت في ذلك العام 2014، لأن نتنياهو "كرسح" خطوات الخطة. مع ذلك، أنهت تلك الإدارة ولايتها الثانية بمنح إسرائيل أكبر صفقة مساعدات أمنية عشرية السنوات.
ربما يحمل ترامب عقدة شخصية أو عنصرية من أوباما، وسياسية من رؤساء سبقوه، وادعى أنه سيطرح مقاربة أخرى لحل أكبر معضلات العصر، وأطلق عليها "صفقة القرن" وكلّف بها "سيبة ثلاثية" من شخصيات يهودية عقارية مقربة منه ومن إسرائيل، باشرت خطواتها بالقدم اليسرى السياسية: القدس عاصمة لإسرائيل، والجولان جزء من سيادتها، وأمّا "حل الدولتين" أو "الدولة الواحدة"، فأميركا تقبل ما يقبله الجانبان، أي ما تقبل به إسرائيل، التي ترفض هذا وذاك.
أوباما أنهى منصبه بأكبر مكافآت مالية لأمن إسرائيل؛ وترامب بدأ منصبه بأكبر مكافآت سياسية لإسرائيل، مصحوبة بعقوبات مالية وسياسية على السلطة الفلسطينية والشعب الفلسطيني.
في البداية، قالت إدارة ترامب، إن "الصفقة" للفرض وليس للتفاوض، والآن تقول على لسان غرينبلات، إن على الجانبين التفاوض حولها، وإن "الصفقة" وحدها لن تنهي المشكلة بين إسرائيل والفلسطينيين لأنهما يفهمان "حل الدولتين" بشكل مختلف، علماً أن الفهم الفلسطيني والدولي واضح، والإسرائيلي صار أكثر وضوحاً ورفضاً بعد المكافآت السياسية الأميركية لإسرائيل، والعقوبات على الفلسطينيين.
خطة "الصفقة" ذات شقين، الاقتصادي منها أشبه بمشروع مارشال إقليمي، كلفته المقدرة مئات المليارات من الدولارات، يتم تأمينه بأموال خليجية أساساً، وبه تبدأ مراحل "الصفقة"، ويليه الشق السياسي، الذي هو أقرب إلى كيان سياسي فلسطيني أقل من سيادة كاملة، وأكثر ازدهاراً من حكم ذاتي موسّع. شرط "الصفقة" ذات الشقين أن لا تعرّض أمن إسرائيل للخطر، بينما ترى إسرائيل في "حل الدولتين" يشكل خطراً عليها.
واضح أن أميركا انضمت إلى التكتيك التفاوضي الإسرائيلي: لنعرض نحن وليرفضوا هم بالنيابة عنّا، وتقدّر أميركا أن إسرائيل ستقول "نعم ولكن" للصفقة، وأن الفلسطينيين لن يقولوا مثل هذا، لأن أميركا خرجت من دور "الوسيط" إلى دور "المنحاز".
التوقيت الأخير لإعلان صفقة ذات شقين قد لا يكون الأخير، والتأجيلات في إعلانها رهان أميركي على "فرقعة" فلسطينية تنقل الصفقة من التفاوض إلى الفرض. هذا هو رهان أميركي ـ إسرائيلي، وربما عربي، أيضاً. ليس أمامنا إلاّ العناد والصبر.. والتماسك على "لا".

سلح يفل سلاحاً!
يبدو، حسب مصادر صحافية روسية من جهة، وإسرائيلية من جهة أخرى، أن آخر إغارة جوية على أهداف عسكرية في سورية، أظهرت قصوراً في كفاءة صواريخ S300 على إعاقة هجوم استخدم فيه سلاح الجو الإسرائيلي صواريخ "روبيج"!
هل باشرت روسيا تسليم صواريخ S300 لأطقم سورية، بينما القواعد الروسية محمية بصواريخ S400 الأكثر تطوراً، والتي هي موضع خلاف تركي ـ أميركي في التزوّد بها، وموضع تأجيل سياسي روسي من تزويد إيران بها!
يُذكّرني ذلك بأمرين؛ الأول: كيف تمكّن سلاح الجو الإسرائيلي من تدمير صواريخ (سام 5) في البقاع اللبناني، قبل حرب الاجتياح الإسرائيلي للبنان؛ والثاني: بمعركة جوية قبالة الساحل السوري، قبل حرب 1973، حيث سقطت 13 طائرة سورية، قلت للفلاح "أبو الجليل" من قرية راشيا الوادي البقاعية إن لكل سلاح آخر يفلّه، رداً على قوله: لن تمرّ "ذبابة" إسرائيلية في سماء لبنان بعد الآن!
الذي حصل، أن الطائرات الإسرائيلية أطلقت طائرة صغيرة مسيّرة، فشغل الجنود السوريون رادار بطارية الصواريخ، ومن ثم أبيدت البطاريات بصواريخ جو ـ أرض إسرائيلية.
في معركة الساحل السوري الجوية قبل حرب 1973، قال أحد الطيارين السوريين لأخي، رحمه الله: لم نرَ الطائرات المغيرة، فسقطت طائراتنا بصواريخ أطلقتها "F16" من "وراء الأفق"، وليس نتيجة اشتباك مهارشة (دوغ فايت ـ قتال كلاب).. عُرف لاحقاً أنها صواريخ "هيل فاير ـ نيران الجحيم" الأميركية.
لكلّ سلاح سلاح مضاد.. ومع ذلك، ففي قتال دبّابات أثناء اجتياح لبنان، تفوقت دبّابة “T72” على دبّابة "ميركفاه 3" الإسرائيلية.

ولادات غزة!
نقلت "يديعوت أحرونوت" عن مصادر السجل الإسرائيلي للسكان، أن وفيات الأطفال في قطاع غزة كانت 2.5% وتفاقمت أربعة أضعاف إلى 8.75% العام 2018.
معروف أن الولادات والوفيات الفلسطينية يتم تسجيلها في الحاسوب المركزي الإسرائيلي، أيضاً، مثلها مثل الهويات وجوازات السفر.
حسب الأرقام الإسرائيلية، ازداد سكان غزة العام الفائت بأكثر من 52 ألف ولادة، أكثر من 4,900 حالة وفاة، كما هاجر من غزة حوالي 30 ألف شاب عبر معبر رفح، غير آلاف سواهم غادروا عن طريق معبر اللنبي (الكرامة) ووقّعوا على إفادة بأنهم لن يعودوا خلال عام واحد في الأقل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصفقة من «التفاوض» إلى الفرض الصفقة من «التفاوض» إلى الفرض



GMT 15:02 2020 الأحد ,09 شباط / فبراير

أنصار اسرائيل في اميركا يهاجمون المسلمين

GMT 16:11 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

من يفوز بالرئاسة الاميركية هذه المرة

GMT 17:21 2020 الجمعة ,07 شباط / فبراير

ايران وحادث الطائرة الاوكرانية

GMT 14:46 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

من دونالد ترامب الى اسرائيل

GMT 17:46 2020 الثلاثاء ,04 شباط / فبراير

أخبار مهمة للقارئ العربي - ٢

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 11:14 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج القوس

GMT 15:51 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج العذراء

GMT 11:04 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج العذراء

GMT 00:58 2020 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

دراسة تحدّد الأطفال الأكثر عرضة لخطر السكري من النوع الثاني

GMT 19:55 2019 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

رشيد دلال مساعدا للكيسر في تدريب أولمبيك آسفي

GMT 05:10 2016 السبت ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران تستضيف أعمال الفن العربي الحديث في متاحفها

GMT 07:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

غوايدو يدعو الفنزويليين للاحتجاجات ضد مادورو

GMT 17:50 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وهبي يراسل وزير الصحة بشأن غياب دواء مرضى السرطان

GMT 01:40 2018 السبت ,10 آذار/ مارس

رجل يشكو زوجته لسوء سلوكها في طنجة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya