اشتية الانفكاك مثل سيارة رباعية الدفع

اشتية: الانفكاك مثل سيارة رباعية الدفع

المغرب اليوم -

اشتية الانفكاك مثل سيارة رباعية الدفع

بقلم - حسن البطل

كأن رئيس الحكومة الفلسطينية، محمد اشتية يقود سيارة رباعية الدفع (4X4)، فقد حدّد أربعة مفاصل للانفكاك عن السيطرة الاقتصادية الإسرائيلية، ومثلها مواجهة أربعة أشكال لحروب يشنها الاحتلال على السلطة الفلسطينية.
على صعيد الانفكاك، زار وفد برئاسته بالتعاقب ثلاث عواصم عربية: الأردن، العراق ومصر، أسفرت عن اتفاقيات على رفع حصة الجارتين العربيتين: مصر والأردن في تغذية فلسطين السلطوية بالكهرباء، ومع العراق على استيراد النفط. هذا تفعيل لبروتوكول باريس الاقتصادي 1994.
الانفكاك الاقتصادي هو المفصل الرابع والأخير، بعد الأول السياسي المعلّق، والثاني الأمني الذي ضربته إسرائيل عرض الحائط بعد الاجتياح 2002، والمفصل الثالث قانوني متعلق بالاعتراف المتبادل.
الطريق طويلة لأي تكافؤ في التبادل الاقتصادي بين اقتصاد إسرائيلي ناتجه الإجمالي 430 مليار دولار، وفلسطيني ناتجه 14 مليارا وحسب، أي بين الحوت الإسرائيلي وسمك السردين الفلسطيني. الحل التدريجي هو تعزيز المنتج الوطني، والاستيراد والتصدير إلى العمق العربي.
إلى مفاصل الانفكاك الأربعة، هناك أربع حروب تشنها إسرائيل، بشكل ممنهج: حرب الجغرافية والاستيطان، (المستوطنون صاروا 24% من إجمالي سكان الضفة). حرب الماء (إسرائيل تسرق 600 مليار م3 من أصل 800 مليار م3). حرب الرواية اليهودية للمقدسات، وأخيراً الحرب المالية. هكذا، من جدل الانسحاب بعد أوسلو إلى جدل الاستيعاب والضمّ الإسرائيلي!
مفصل سياسة الانفكاك هو الاقتصادي، ومفصل حروب إسرائيل الأخير هو المالي، أي التحكم بأموال المقاصة وفواتيرها للماء والكهرباء والنفط طبعاً، والتحويلات الطبية وفواتيرها غير المدققة. مثلاً: دفعنا فواتير إقامة 494 يوماً في مستشفى إسرائيلي كأنه فندق وليس مستشفى.
يقول: المشكلة مع «حماس» أن منظورنا للمصالحة هو وحدة الشرعية، ومنظورها هو التقاسم الوظيفي: السلطة تدفع المال للرواتب، و»حماس» تحصّل الرسوم والضرائب. عندما بدأنا تسوية فوارق الرواتب بين الموظفين لتوحيدها، اعتقلت «حماس» أعضاء اللجنة. السلطة قررت الاحتكام إلى الانتخابات، وليس إلى اتفاقيات المصالحة، لكننا جاهزون لتطبيق اتفاقية العام 2017.
محمد اشتية هو ثالث رئيس حكومة منذ الانقلاب «الحمساوي»، وهو «فتحاوي» وسياسي قادم من «بكدار»، ويقود حكومته مثل سيارة رباعية الدفع للانفكاك الاقتصادي ما أمكن، ولمواجهة أربع حروب: استيطانية، ومائية، وروائية، ومالية تشنها إسرائيل لمنع وعرقلة تحول السلطة الفلسطينية إلى دولة فلسطينية.
حكومة أشكال الانفكاك، ومواجهة أشكال الحروب الإسرائيلية على فلسطين هي حكومة إجراء الانتخابات الثالثة.
قبل سنوات، كنت ضمن مجموعة من المثقفين الفلسطينيين، الذين كلفهم محمد اشتية بالإسهام في كتابة ما صار، بعد جهد جهيد، «موسوعة المصطلحات الفلسطينية»، سواء السائدة في مرحلة الثورة والمنظمة، أو مرحلة بدايات السلطة الفلسطينية.
حتى الآن، عقدت ثلاث اتفاقيات مع ثلاث دول عربية لتحقيق درجة من الانفكاك الاقتصادي، كان أشملها وأكثرها تفصيلاً زيارة لمصر. هل ستكون هناك اتفاقية اقتصادية أخرى مع دول عربية غيرها؟ ومتى سنرى اتفاقية اقتصادية مع سورية، وبموجبها نرى في السوق الفلسطينية بضائع سورية رخيصة وجيدة تنافس إغراق السوق الفلسطينية ببضائع إسرائيلية وصينية وتركية!
تحديد مفاصل الانفكاك الاقتصادي، وأشكال حروب إسرائيل على فلسطين، وردت في مقابلة مع «القدس ـ دوت كوم».
اتفاق أو بروتوكول باريس الاقتصادي (أحمد قريع ـ ابراهام شوحاط) بإشراف فرنسي، كان جزءاً من اتفاق مبادئ أوسلو، وأول الانفكاك هو تحصيل الحقوق الفلسطينية المهضومة، ثم تعديل البروتوكول، وفق التطورات الاقتصادية والسياسية منذ توقيعه.
نحن نواجه حكومة إسرائيلية تدعمها إدارة أميركية تحاول نقل الصراع مع إسرائيل ليصبح صراعاً عربياً ـ إيرانياً، ونتنياهو يريد ضمّ الأغوار لإسرائيل لقتل إمكانية إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وهو لم يعد شريكاً لنا، خاصة في المشهد السياسي، وإدارة ترامب لم تعد وسيطاً، ولا بد من الانتقال من الاحتكار الأميركي إلى مؤتمر دولي متعدد الأطراف والأقطاب.

حسن البطل

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اشتية الانفكاك مثل سيارة رباعية الدفع اشتية الانفكاك مثل سيارة رباعية الدفع



GMT 15:17 2020 الأربعاء ,12 شباط / فبراير

أخبار مهمة للقارئ العربي - ١

GMT 15:15 2020 الثلاثاء ,11 شباط / فبراير

أخبار اسرائيل سيئة مثلها

GMT 18:43 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

ديكارت ومحافظ البصرة

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 19:14 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج العقرب

GMT 11:55 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 15:33 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج الجوزاء

GMT 19:14 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

جون تيري يكشف مميزات الفرعون المصري تريزيجيه

GMT 17:27 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وضع اللمسات الأخيرة على "فيلم مش هندي" من بطولة خالد حمزاوي

GMT 22:05 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك كل ما تريد معرفته عن PlayStation 5 القادم في 2020

GMT 05:54 2017 الأربعاء ,12 إبريل / نيسان

بسمة بوسيل تظهر بإطلالة العروس في أحدث جلسة تصوير

GMT 09:38 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

خلطات منزلية من نبات الزعتر الغني بالمعادن لتطويل الشعر

GMT 16:41 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

لمحة فنية رائعة من صلاح تسفر عن هدف

GMT 12:21 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

محمد يتيم يعود للكتابة بالدعوة إلى "إصلاح ثقافي عميق"

GMT 13:01 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

رودريجو يكشف عن شعوره الأول لحظة مقابلة زين الدين زيدان

GMT 16:29 2019 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

مغربي يقدم على قطع جهازه التناسلي لسبب غريب

GMT 09:59 2019 الإثنين ,26 آب / أغسطس

"رئيس الوصية"..على أبواب قصر قرطاج
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya