لما كنتُ

لما كنتُ..؟

المغرب اليوم -

لما كنتُ

حسن البطل
الرباط - المغرب اليوم

سأصير، يوماً، في خبر كان (الشاعر قال: سأصير يوماً ما أريد). دعكم من صيغ الأفعال: ماض، حاضر، ومضارع في بعض اللغات وبعض لغتنا.. والحياة والتاريخ والمستقبل. الهلوسة والأحلام (وردية او كوابيس) وانفصام الشخصية تخلط حالات الفعل الثلاث (وهذا زمن الرؤية بالأبعاد الثلاثة).

١- هل رأيتم إبليس؟

في المخيلة يرسمونه بقرنين وذيل مقرّن وأنياب ويد تحمل مذراة مقرّنة، وفي الحلم لكل كابوسه وشيطانه وإبليسه، ودعكم من صورته في الديانات السماوية الثلاث.

لإبليس صورة واقعية طفولية. إنه حشرة أو دويبة قميئة لونها من لون تراب الأرض، وذات ذراعين - كلابتين كما للعقرب أو سرطان الماء.

يقولون في الديانات إن الشيطان أو إبليس الرجيم يراودنا، ولكننا كنّا صغاراً ونراوده. تحفر هذه الدويبة كميناً للحشرات في التراب الرخو والجاف مثل النمل، وشكل الكمين هو قمع، فإن سقطت الفريسة الغبية في القمع الترابي، خرج «إبليس» من المخبأ أسفل القمع وجرها بكلابتيه!

كنا نراوده بنملة أو بقشة رهيفة، ثم نحتفن تراب القمع والكمين ونفعصه. ماذا يسمونه في العربية الفصيحة؟ لا أعرف. ماذا يسمونه في الإغريقية واللاتينية، وهما أصل وعماد أسماء الحشرات والزواحف والديناصورات والنباتات؟ لا أعرف!

صِبية، أولاد صغار لاهون يمارسون على إبليس مكراً يفل مكر هذه الدويبة القميئة، أو الحشرة ذات لون التراب.

للعناكب شبكاتها لاصطياد فرائسها ويسهل صيدها ويصعب خداعها، ولحشرات أُخرى كمائن أُخرى في زهور كبيرة تفرز سائلاً حلواً لجذب فرائسها الى حتفها.

لم أعد أرى هذه «الأباليس» ربما لأنني كبرت عن فضول الطفولة ولهوها واكتشافاتها المدهشة.

٢- هذه «سكوتر» وكانت «زحيطة»

من كنا في عمرهم صاروا يلهون على آلات وأدوات تشبه التي كنا نلهو عليها. تراهم يكرجون و«يزحطون» على هذه «السكوتر» ذات عجلات المطاط، والمصنوعة من خليط معادن خفيفة.

قدم على «السكوتر» وأُخرى قوة دافعة على الأرض. خفيفة متينة، سهلة التوضيب والطيّ في صندوق سيارة تذهب بالعائلة الى نزهات خلوية.

في مثل عمرهم كنّا، وكنّا نضع «سكوتر» من خشب ونسميها «زحيطة» تكرج على عجلتين من «الرولمان» نلتقطها مرمية في مشاغل تصليح السيارات. ماذا ايضاً؟

قطعتا حديد بهما ثقبان في وسطهما ما يشبه قضيباً حديدياً، يصنعهما لنا الحداد بسعر بخس او «بالبلاش» وتصيران مثل مقود (ديركسيون)، حركة «الزحيطة» لليسار او لليمين .. وبالطبع كثير من المسامير التي تشد العارضات الخشبية بعضها الى بعض .. وهيا نبرطع كما يبرطع أولاد اليوم .. سوى؟ سوى هذا الصوت من دوران «الكلل» في هذه «الرولمانات». أزيز يشبه او هدير خفيض كأنه صوت طائرة نفاثة، مثلاً صوت طائرة «كفير» الإسرائيلية.

٣ - .. وأما هذه الطابة!

المخيلة تبقى، وأما إبليس التراب فصار في خبر كان، و«الطيارة أم الجناحين» صارت «ايرباص» أو «الطائرة - الشبح» و«الزحيطة» صارت «سكوتر» .. وأما؟

.. أما الطابة فتبقى طابة، وتبقى لعبة اثيرة للصغار والكبار، تركلها بقدميك، او تطوح بها بذراعيك، او تضربها بالعصا في لعبة البلياردو، او تتقاذفها في الماء .. أو؟

كان حلمنا وكنا صغاراً أن نركل طابة القماش (طابة الشراب) في الأزقة والحارات، ثم نركل طابة مطاط صغيرة .. وأخيراً هذه الكرة المسماة «فوتبول».

نبكي حتى يشتري لنا الوالد طابة المطاط، ثم نكبر ونشتري بـ «خرجية العيد» هذه الكرة المسماة «فوتبول» كان «فوتبول» الولدنة رخيصاً، مثلا بخمس ليرات سورية، وكانت الطابة المطاطية بربع ليرة .. لكن «الفوتبول» الرخيص ننفخه بالمنفاخ، فاذا به «مبعوج» غير تام الاستدارة.

لا بأس، إنه يدور في كل حال، ويعلو ويطير، ويدخل المرمى أيضاً .. لكنه «لا يضاين» فيهترئ بين مباريات أزقة عيد ومباريات عيد آخر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لما كنتُ لما كنتُ



GMT 04:12 2018 الثلاثاء ,04 أيلول / سبتمبر

الإرهاب والفساد السياسي

GMT 04:38 2018 الثلاثاء ,24 تموز / يوليو

بين سياسة ترمب وشخصيته

GMT 04:35 2018 الثلاثاء ,24 تموز / يوليو

استئذان فى إجازة

GMT 04:32 2018 الثلاثاء ,24 تموز / يوليو

غضب الشباب ويأس الشيوخ

GMT 02:59 2018 الإثنين ,23 تموز / يوليو

العراق نموذجا!

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 15:03 2014 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد الجوز " عين الجمل " لا يعلمها إلا القليلون

GMT 12:28 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

الفرسان يتطلعون للفوز بثاني جولات بطولة "هذاب"

GMT 06:07 2017 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

سيت الأفضل لقضاء شهر عسل لتميزها بالمناظر الجذابة

GMT 03:45 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

مديرة الأزياء جين ماكفارلاند تستعرض مجموعة كافالي

GMT 06:22 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تصنف المغرب أبرز مُصدّري اليهود منذ استقلال المملكة

GMT 00:00 2014 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

" أوراق بوكافر السرية " جديد الكاتب ميمون أم العيد

GMT 23:10 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رشيد غفلاوي سعيد بانضمامه إلى فريق الساحل النيجيري

GMT 23:08 2017 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

المهاجم فيصل عجب يثبت جدارته مع نادي التضامن

GMT 17:14 2016 الجمعة ,01 إبريل / نيسان

سر إغماض العيون أثناء تبادل القبل على الشفاه

GMT 10:51 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنان أمير كرارة يفاجئ المعجبين بإطلالة مختلفة تمامًا

GMT 17:38 2015 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عبدالفتاح الجريني يحضر لديو غنائي مع العالمي مساري

GMT 03:16 2015 الجمعة ,22 أيار / مايو

شاطئ مرتيل يلفظ أحد ضحايا موسم الاصطياف

GMT 08:17 2017 الأربعاء ,30 آب / أغسطس

إخلاء السفارة الكندية في برلين
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya