ماذا يريد الأردنيون

ماذا يريد الأردنيون؟

المغرب اليوم -

ماذا يريد الأردنيون

بقلم : شهاب المكاحله

أكاد أجزم أن الدوامة التي مر بها الأردنيون من مختلف المنابت والأصول خلال العام 2018 وحتى ساعات كتابة هذه المقالة لم يتعرض لها أحد في العالم إلا في فترة انعدام وسائل الإعلام والانترنت والاتصال من تعتيم إعلامي. دوامة أدخلت الجميع في دوامات واحدة تلو الأخرى، بمقالة تناشد الأردنيين عدم السؤال عن مليكهم  بتذكيرهم بتاريخ هم أعلم به من اي كاتب صحفي أو إعلامي لأنهم خاضوه بأنفسهم ورووا التراب بدمائهم.

كل ذلك لا يهم، لأن المهم هو معرفة الحقيقة التي هي من باب المكاشفة وهذا حق لك مواطن أردني. فبعد كل ما أشيع من إعلام مغرض وحاقد يسعى لتشويه صورة الأردن وتعكير صفو اللحمة الوطنية بزرع بذور الفتنة بين أبنائه والفضل لماكينة الإعلام الأجنبية في ذلك مدعومة بأذرع داخلية تتيح لها التوغل والتغلغل إلى بيوت الأردنيين بل وتصديقها على حساب الإعلام الأردني لأن إعلامنا مُغيب.

وهنا لا بد من الوقوف على الإعلام الأردني الذي لي عليه الكثير من التحفظات منذ العام 2000. عملنا في الصحافة وكنا نغطي كل الأنشطة ونكتب حتى نعجز عن الكلام المباح وغيره. اللوم كل اللوم على كادر المسؤولين عن الإعلام اليوم في الديوان الملكي.

لقد كان تطور الصحافة الأردنية مواكباً لتطور الدولة الأردنية، إذ قام الإعلام بدور تنموي. في العام 1923 تم إصدار أول صحيفة رسمية مطبوعة وهي الشرق العربي ومن قبلها  صدرت صحيفة “الحق يعلو” وكان الملك المؤسس عبدالله بن الحسين رائداً في ذلك لأنه أدرك دور الإعلام. فإذا كنا رواد الإعلام العربي، لِمَ كل هذا التعتيم الإعلامي حتى بات الأردنيون يتسابقون لاستسقاء الخبر من عدوهم؟

هل هي قلة الخبرة أم قلة الإمكانيات المادية أم قلة الإعلاميين المخضرمين وغير المُسيسين؟ هي جميعاً. فالكفاءات الأردنية الإعلامية غادرت في أسراب لتنهض بمجتمعات أجنبية لأنها تركت الجمل بما حمل لمن اعتبروا أن الإعلام ساحة حرب لا تتسع لغيرهم. واليوم وبعد التغطية الركيكة للرد على تساؤلات الأردنيين المشروعة بموجب الدستور والقانون وغيرهما وبعد طول تردد كان الخطاب الإعلامي موجهاً ضد من تساءلوا حباً بقيادتهم وحرصاً عليها من المؤامرات بالتشكيك في تساؤلاتهم ومدى مشروعيتها.

ما هكذا يُجازى الأردنيون الذين بادلوا الحب بالحب. ما هكذا يُجازى الأردنيون بتغييبهم وتغريبهم عن الواقع والحقيقة. أعلم أن الكاتب قصد أن الإلحاح قد يضر لكن حرص الشعب الأردني المخلص لقيادته دفعه — حين لم ير مناصاً إلا اللجوء لإعلام معادٍ لمعرفة ما يجري – للتساؤل. فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان.

شعب  الأردن جبار تحمَل ولا يزال يتحمَل: سرقات وفساد ومحسوبيات ويرفع سقف المطالب المحقة دون تجاوز الخط الأحمر ومتمسكاً بالخطوط العريضة ومنها القيادة الأردنية. 

ما هكذا يجازى الشعب الأردني الذي تحمل ما تنوء عن حمله جبال. طالب بالإصلاح والتحول عبر المؤسسات الرشيدة إلى دولة تقوم على النهج المدني الحديث؛ فلم يطالب بالمحظورات ولم يرفع شعارات بذيئة. طالب من جملة ما يطالب بعقد اجتماعي على نهج جان جاك روسو ما بين القيادة والشعب دون وسيط.  وهو ما نحتاجه اليوم في ظل الأوضاع الصعبة التي نمر بها.

انتهى عهد البقرات السمان اللاتي أكلن مخزون السنين السابقات واللاحقات. وانتهى عهد الدولة الريعية وابتدأ عهد الدولة المنتجة. فهل جزاء الأردنيين بعد صبرهم الاتهام بنعت من صنف الـ”ديدان” وغيرها من الأوصاف التي لا تليق بشعب صبر مثل أيوب على ضيم الزمان.

يوم الحراك نادى الشارع الأردني بالطلاق البائن بينونة كبرى بين السلطة ومصادر الدخل تمهيداً للتحول الديمقراطي وتحكم الشعب بالثروة الوطنية. فإذا كان الشعب مصدر السلطات، وإذا كانت المكاشفة والشفافية هما سياج الوطن الحقيقي لأنه بذلك يتم اشراك المواطنين بتلك العلاقة الوطنية،  فما هو الغريب في سؤال المواطن عن الملك من باب الاطمئنان؟

‏لا نريد أن نعيش في عصور الجليد الإعلامي فاقدين البوصلة،  بلوانا “نخبة”سياسية مترفعة عن الشعب تنظر دونما رؤية للوضع الإعلامي وهي من الأبجدية الإعلامية براء. تناسى شعبنا الفساد والمحسوبية والوضع المزري للمنطقة والظروف الاقتصادية الصعبة ورفعوا شعار الإيثار لا الأثرة لقيادتهم معبرين عن تفانيهم للوطن والملك، فما جزاء الإحسان إلا الإحسان.

وحبذا لو كان هناك فريق إعلامي متخصص للرد على رسائل العدو المسمومة ورفع سقف الشفافية والمكاشفة مع الشعب الذي ضحَى بالغالي والنفيس ويستحق كل الاحترام والتقدير لا التحقير ولنرفع لهذا الشعب القبعة لأنه يستحق كل الاحترام.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا يريد الأردنيون ماذا يريد الأردنيون



GMT 00:03 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إذا كانت إيران حريصة على السنّة…

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يطرد المدعي العام

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نَموت في المجاري ونخطىء في توزيع الجثث!

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

فى واشنطن: لا أصدقاء يوثق بهم!

GMT 00:02 2018 السبت ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

استعدوا للآتى: تصعيد مجنون ضد معسكر الاعتدال

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 19:14 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج العقرب

GMT 11:55 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 15:33 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج الجوزاء

GMT 19:14 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

جون تيري يكشف مميزات الفرعون المصري تريزيجيه

GMT 17:27 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وضع اللمسات الأخيرة على "فيلم مش هندي" من بطولة خالد حمزاوي

GMT 22:05 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك كل ما تريد معرفته عن PlayStation 5 القادم في 2020

GMT 05:54 2017 الأربعاء ,12 إبريل / نيسان

بسمة بوسيل تظهر بإطلالة العروس في أحدث جلسة تصوير

GMT 09:38 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

خلطات منزلية من نبات الزعتر الغني بالمعادن لتطويل الشعر

GMT 16:41 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

لمحة فنية رائعة من صلاح تسفر عن هدف

GMT 12:21 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

محمد يتيم يعود للكتابة بالدعوة إلى "إصلاح ثقافي عميق"

GMT 13:01 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

رودريجو يكشف عن شعوره الأول لحظة مقابلة زين الدين زيدان

GMT 16:29 2019 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

مغربي يقدم على قطع جهازه التناسلي لسبب غريب

GMT 09:59 2019 الإثنين ,26 آب / أغسطس

"رئيس الوصية"..على أبواب قصر قرطاج
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya