ست الدنيا بيروت

"ست الدنيا" بيروت

المغرب اليوم -

ست الدنيا بيروت

بقلم - جهاد الخازن

أمضيت في بيروت أياماً. بيت العائلة لا يزال موجوداً، ولنا بيت أمام البحر فأتذكر زجلاً قديماً هو: يا بيتي يا بويتاتي/ يا مستّر لي عويباتي/ فيك ولدت وفيك كبرت/ وفيك اقضي حياتي.

بيروت مدينة جميلة يستطيع مَن يسكنها أن يسبح في الصباح (في نيسان- أبريل مثلاً) وأن يتزلج على الثلج بعد الظهر، فالمسافة بين العاصمة وميادين التزلج لا تتجاوز ساعة واحدة بالسيارة.

أجمل ما في بيروت الأصدقاء. من جيراني نجيب ميقاتي، رئيس الوزراء الأسبق، وأخوه طه، ورياض كمال الذي بنت شركته برج خليفة في دبي، أعلى مبنى في العالم، وبوب مانوكيان وراي إيراني. في الطائرة إلى بيروت وجدت أنني أجلس إلى يمين رياض العائد من عمل في الولايات المتحدة. هناك أيضاً يوسف أبو خضرا ولينا، وجورج بخعازي ورنده، ولا أنسى باسل عقل ومهى.

عبرت الطريق من بيتي إلى فندق فينيسيا لأشرب قهوة، ووجدت في الفندق الصديق العزيز تمام سلام، رئيس الوزراء السابق. أذكر أيامنا في الجامعة الأميركية في بيروت، وقد رأيته في لندن وغيرها، وعرفت والده صائب بك سلام، رحمه الله، وزرته في بيروت وجنيف.

بيروت ربما كانت الحبيب الأول إلا أنني أحب القاهرة كثيراً، ولعلها ضرّة بيروت، كما أحب مدن الخليج العربي، ومعها الدار البيضاء وتونس. وخارج وطننا هناك لندن وباريس وروما وغيرها. لو ذهبت إلى المنامة أو دبي أو أبو ظبي أو الكويت لاستطعت أن أسجل أسماء أصدقاء ربما يزيدون عدداً على ما عندي في بيروت. هؤلاء بينهم سياسيون ورجال أعمال وبعض الأقارب وقلة من زملاء الدراسة.

أحاول في بيروت أن أغمض عيني عمّا أكره. المتاجر في منطقة ساحة النجمة (البرلمان) أكثرها مغلق. لكن الأسواق الجديدة مزدهرة، وملأى بالزوار. نعرف أن «الحلو ما يكملش» ووجدت في الأسواق الجديدة أن «سوبرماركت» هائل الحجم يوفر للزائر كل ما يطلب قد أغلق ولا أدري السبب. في المناسبة، نشرت «الاندبندنت» الإنكليزية على موقعها الإلكتروني مقالاً طيباً عن بيروت لمن يرغب في زيارتها.

سرت مع المتنزهين على الكورنيش، وصعدت من بوابة البحر إلى حرم جامعتي، الجامعة الأميركية في بيروت. الملعب الأخضر كما تركته وكانت هناك لعبة كرة قدم عندما مررت به، ومباني كلية الهندسة زيد عليها، ووصلت إلى «كولدج هول» حيث كنت أقابل أساتذتي في التاريخ والأدب العربي. أين إحسان عباس ونقولا زيادة؟ توقفت أمام مبنى رئيس الجامعة. هو الآن اللبناني الدكتور فضلو خوري. عرفت رئيس الجامعة الدكتور كيركوود وساعدته في إضراب كبير للطلاب. أكثر أساتذتي قضى ومضى فأدعو بطول العمر للدكتور وليد الخالدي الذي درست معه يوماً وهو أستاذ زائر.

خرجت من البوابة الرئيسية للجامعة وعبرت شارع الحمراء إلى شارع مدام كوري، حيث كان بيت العائلة يوماً، وقربه شجرة صنوبر كبيرة. كنت أشتري البطيخ في الموسم من بائع يتفيأ بظلها. فندق بريستول القريب ذكرني بيوم كنت أتزلج على الجليد فيه، إلا أن هذا كان في زمان آخر. وقفت أمام صخرة الروشة المشهورة، وكان يُفترض أن العاشق الفاشل ينتحر بإلقاء نفسه في البحر أمامها. عدت ووجدت أن منطقة الزيتونة تغيرت والملاهي الليلية ذهبت، إلا أن المنطقة مسكونة عامرة.

تذكرت: يا ست الدنيا يا بيروت/ من باع أسوارك المشغولة بالياقوت. تذكرت نزار قباني وقصيدته. ماجدة الرومي وأغنيتها. بيروت ليست ست الدنيا، إلا أنها من سيدات الدنيا وتنافسها مدن عربية وغربية كثيرة. بيروت الجميلة لا تخرج من أزمة هذه الأيام إلا وتدخل أخرى، إلا أنها تبقى جميلة، وأنا باقٍ معها ما بقيت وبقيت.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ست الدنيا بيروت ست الدنيا بيروت



GMT 00:03 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إذا كانت إيران حريصة على السنّة…

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يطرد المدعي العام

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نَموت في المجاري ونخطىء في توزيع الجثث!

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

فى واشنطن: لا أصدقاء يوثق بهم!

GMT 00:02 2018 السبت ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

استعدوا للآتى: تصعيد مجنون ضد معسكر الاعتدال

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 01:30 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

وفاء عامر توضّح أسباب تأخر عرض مسلسل"السر"

GMT 21:02 2017 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

الاتحاد المغربي يحرم الوداد من منحته السنوية

GMT 13:41 2016 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

ليلى أحمد زاهر تهنئ هبة مجدي بخطوبتها

GMT 22:26 2017 الإثنين ,04 أيلول / سبتمبر

وفاة فتاة تحت عجلات قطار الدار البيضاء

GMT 09:19 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

شالكه يحصل على خدمات موهبة مانشستر سيتي رابي ماتوندو

GMT 07:52 2018 الجمعة ,14 كانون الأول / ديسمبر

رحيل الممثل المصري ومغني الأوبرا حسن كامي

GMT 12:58 2018 السبت ,08 كانون الأول / ديسمبر

فنانات مغربيات يحققن نجاحًا كبيرًا في بلدان الخليج

GMT 09:47 2018 الجمعة ,28 أيلول / سبتمبر

مقتل عارضة الأزياء الشهيرة تارة فارس في بغداد

GMT 22:20 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

العثور على رضيع متخلى عنه في أحد شوارع مدينة وزان

GMT 07:02 2018 السبت ,08 أيلول / سبتمبر

فوائد العسل الأبيض في نظام الرجيم الغذائي

GMT 08:15 2018 الإثنين ,27 آب / أغسطس

عطور الفانيلا لرائحة منعشة تسحر شريك حياتك

GMT 04:57 2018 الإثنين ,06 آب / أغسطس

ظهور دولفين مهجن آخر في هاواي
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya