تركيا تنتصر لقطر ثم تتوسط

تركيا تنتصر لقطر ثم "تتوسط"

المغرب اليوم -

تركيا تنتصر لقطر ثم تتوسط

بقلم - جهاد الخازن

مضى وقت كنت أنتظر الأخبار فيه من تركيا فقد وجدت أن حزب العدالة والتنمية فتح صفحة جديدة مع العرب، وكان هناك أسطول الحرية والانتصار للفلسطينيين في قطاع غزة وعمل لعلاقات أفضل مع مصر ودول الخليج. تركيا تنحدر نحو دولة حزب واحد وخصومها يتهمونها بتأييد الإرهاب.

النائب أنيس بربروغلو من حزب الشعب الجمهوري المعارض حُكم بالسجن 25 سنة لأنه أعطى جريدة «جمهورييت» فيديوات عن نقل أسلحة بسيارات شحن إلى المعارضة في سورية. الحكومة التركية لم تنكر صحة الفيديوات وإنما اتهمت النائب بالتجسس.

تركيا أوقفت حكم الإعدام أملاً بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، ولو أن النائب المعارض قتل مواطناً تركياً لكان حُكم بالسجن 25 سنة، ثم أنزل الحكم إلى 15 سنة وربما خرج من السجن بعد عشر سنوات تقديراً لحسن سلوكه. الآن يحكم على بربروغلو بالسجن مدى الحياة لارتكابه «خبراً» ضد النظام. في خبر آخر، سيحاكم 12 من الحرس الذي رافق الرئيس أردوغان في زيارته الرسمية للولايات المتحدة الشهر الماضي بتهمة مهاجمة متظاهرين خارج بيت السفير التركي في واشنطن وإيقاع إصابات بينهم. الحراس أصبحوا مطلوبين للعدالة في الولايات المتحدة بسبب الحادث أمام بيت السفير في 16 أيار (مايو)، وهناك مذكرات اعتقال أصدرتها شرطة العاصمة الأميركية إلا أن أردوغان لن يسلم أحداً للأميركيين، ولا أدري كيف ستختتم هذه القضية.

في سوء ما سبق أن السفارة التركية في واشنطن اتهمت المتظاهرين بالاعتداء، وهم غير مسلحين، ويبدو أن السفير وحرس الرئيس نسوا أن إبداء الرأي حق للمواطن الأميركي، بقدر ما هو جريمة يُعاقب عليها بالسجن المؤبد في تركيا.

هل أزيد؟ السلطات التركية طردت من العمل رجال شرطة وقضاة وموظفين حكوميين ومعلمين، والرقم يزيد على مئة ألف، متهمين بالولاء للداعية فتح الله غولن. هناك تمثال لحقوق الإنسان في أنقرة أزيح الستار عنه عام 1990، وكان يجتمع حوله عدد قليل من الموظفين المطرودين والأساتذة للمطالبة بإعادتهم إلى عملهم. التمثال الآن محاط بأسلاك شائكة، وبعض الموظفين المطرودين أضرَب عن الطعام واعتقل ثم أفرج عنه. تركيا كانت تضم 75 ألف مسجد وحزب العدالة والتنمية جاء إلى الحكم عام 2002 وبنى بين 2006 و2009 أكثر من تسعة آلاف مسجد جديد. الدين فوق الجميع ولا أناقش الولاء الديني فهو واجب ومستحب، ولكن كنت أتمنى لو أن حزب أردوغان بنى أيضاً تسعة آلاف مدرسة في الوقت ذاته.

أساليب أردوغان مفضوحة. بعد قطع العلاقات بين خمس دول عربية وقطر قررت تركيا أن تتوسط بين قطر وخصومها مع أن تركيا تأخذ جانب قطر في كل قضية، فهي متهمة ولا تصلح لأي وساطة، وأردوغان نفسه رفض عزل قطر. إذا كان لي أن أستعين بمعلومات وزعتها «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي) وهي ليست متهمة بشيء فتركيا أرسلت إلى قطر بعد المقاطعة كميات كبيرة من الحليب واللبن والبيض والعصير. المبادلات التجارية بين البلدين، وآخر المتوافر منها يعود إلى عام 2015، تظهر أن تركيا صدّرت إلى قطر بضائع بقيمة 424 مليون دولار واستوردت منها نفطاً ومشتقاته بقيمة 361 مليون دولار، وقد زادت صادرات تركيا إلى قطر منذ 2011 بنسبة 126 في المئة، وزادت صادرات قطر إلى تركيا بنسبة 25 في المئة.

وكما يرى القارئ فإنني لم أدخل في التحالفات السياسية وتأييد جماعات متهمة بالإرهاب، مفضلاً أن أكتفي بمعلومات صحيحة مئة في المئة وعندي المراجع التي نقلت عنها.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تركيا تنتصر لقطر ثم تتوسط تركيا تنتصر لقطر ثم تتوسط



GMT 00:03 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إذا كانت إيران حريصة على السنّة…

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يطرد المدعي العام

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نَموت في المجاري ونخطىء في توزيع الجثث!

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

فى واشنطن: لا أصدقاء يوثق بهم!

GMT 00:02 2018 السبت ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

استعدوا للآتى: تصعيد مجنون ضد معسكر الاعتدال

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 15:55 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج الميزان

GMT 04:16 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

زكي يوجه رسالة قوية إلى مسؤولي الدفاع الحسني الجديدي

GMT 14:34 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

"بريزنتيشن" تؤكد أن مُبررات "صلة" في شأن فسخ تعاقدها غير الصحة

GMT 08:32 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

"الأساور العريضة" تصلح لمختلف مناسبات صيف 2018

GMT 11:37 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ياسمين جمال ترتدي فستان الزفاف للمرة الثانية بعد الطلاق

GMT 01:48 2016 السبت ,08 تشرين الأول / أكتوبر

علاج الشيب نهائياً وبألوان مختلفة

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 04:16 2019 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

المغرب يشهد نهضة غير مسبوقة في مجال التنقيب عن النفط

GMT 06:33 2019 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على الفوائد المذهلة لثمرة الرمان على الصحة

GMT 17:22 2019 الثلاثاء ,24 أيلول / سبتمبر

احصلى على أسنان ناصعة البياض فى المنزل

GMT 13:30 2019 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

عربية السيدات تعتمد جوائز خاصة للفرق الرياضية

GMT 23:33 2018 الأحد ,21 تشرين الأول / أكتوبر

موعد الكشف عن "بوجاتي تشيرون سوبر سبورت" الجديدة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya