إدارة ترامب في الحضيض

إدارة ترامب في الحضيض

المغرب اليوم -

إدارة ترامب في الحضيض

بقلم - جهاد الخازن

دونالد ترامب يعاني، أو إن مشاكله من صنع يديه، فبعد ستة أشهر في البيت الأبيض نجد أن بعضاً من كبار مساعديه طرِد من العمل أو استقال، وهذا يشمل كبير الموظفين رينس بريبوس ونائب رئيس الموظفين كاتي والش ومدير الاتصالات مايك دوبكي والناطق الرئاسي شون سبايسر والمساعد للاتصالات مايكل شورت.
لم يحدث في تاريخ الرئاسة الأميركية أن حصل مثل هذا التغيير خلال أشهر، ولعل أهم ما فيه أنه مستمر. الرئيس عيّن الجنرال جون كيلي، وكان وزير الأمن الداخلي، في مكان بريبوس، ثم طرد أنطوني سكاراموتشي، مدير الاتصالات بعد عشرة أيام فقط من تعيينه، وقبل أن يتسلم عمله رسمياً في 15 من هذا الشهر.
كان سكاراموتشي أجرى مقابلة مع مجلة «نيويوركر» وهي مطبوعة محلية امتلأت شتائم وإهانات لبريبوس، ما لا يمكن نشر أي جزء منه، وأرى أنه يستحق الطرد، فهو أصلاً نصير للمرشحة الديموقراطية للرئاسة هيلاري كلينتون.
مشاكل ترامب تتجاوز الأفراد الذين اختارهم بنفسه للعمل، ثم انهال عليهم لوماً كما حدث مع وزير العدل جيف سيشنز (المدعي العام رسمياً)، فقد هاجمه لأنه سحب نفسه من التحقيق في علاقة ترامب مع روسيا، وهي ثابتة جداً وهناك ألف دليل عليها. ربما نسمع قريباً أن سيشنز استقال أو طُرِد.
وكان ترامب وعد في حملته الانتخابية بإلغاء قانون الرعاية الصحية الذي صدر عن باراك أوباما، إلا أن جهوده فشلت وثلاثة أعضاء جمهوريين في مجلس الشيوخ صوتوا ضد الرعاية البديلة التي اقترحها ترامب، وتميل إلى الأثرياء مثله.
أيضاً وأيضاً فاجأ ترامب أنصاره وخصومه بتغريدة يقول فيها إنه سيمنع «المتحولين جنسياً» من دخول القوات المسلحة، وهو تعرض لحملات إدانة لا تحصى. والجيش نفسه انتقد موقف ترامب من المتحولين الذين انتصرت لهم المحكمة العليا الأميركية.
الكونغرس وقف ضد ترامب وشدد العقوبات على روسيا وإيران وكوريا الشمالية، وكانت إدارة ترامب طلبت من روسيا سحب ديبلوماسيين يعملون لها في الولايات المتحدة، وردّ فلاديمير بوتين بطلب سحب حوالى 755 ديبلوماسياً أميركياً يعملون في روسيا. قرأت أن السفارة الأميركية في موسكو تضم أكثر من ألف موظف، وهو رقم يعادل كتيبة في جيش.
طبعاً المواجهة مع كوريا الشمالية مستمرة وهي أطلقت تجربة أخرى لصاروخ عابر للقارات، وردت القوات الأميركية في المنطقة بتدريبات معلنة لمواجهة ما تزعم أنه خطر عليها وعلى حلفائها. ثم هاجم ترامب الصين واتهمها بأنها لا تساعده ضد كوريا الشمالية وزاد أن الصين لها تجارة مع بلاده بمئات بلايين الدولارات، وهذا الوضع لا يمكن، أو لا يجب، أن يستمر.
ثم هناك إيران، وترامب كان وعد خلال حملته الانتخابية بأن يمزق الاتفاق النووي معها، إلا أنه لم يستطع حتى الآن، ووزير الخارجية ريكس تيلرسون أعلن رسمياً أن إيران تلتزم شروط الاتفاق النووي. الآن أقرأ أن إدارة ترامب تريد قلب النظام في إيران، والسناتور توم كوتون، أحد أنصار ترامب، قال إن الولايات المتحدة ليست في أمان طالما أن في إيران نظام ديكتاتورية دينية. وزير الدفاع جيم ماتيس قال إن أكبر ثلاثة أخطار على بلاده هي «إيران، إيران، إيران».
الآن مجلس الشيوخ الأميركي، وهو كنيست باسم آخر، يدرس إصدار قانون يمنع مقاطعة إسرائيل، وقد ثار جدل في الميديا الأميركية حول مدى شرعية مثل هذا القرار. يبدو أن التعديل الأول للدستور الذي يضمن حرية الرأي لا يؤيد مقاطعة من نوع ما يلف العالم ضد دولة الجريمة والإرهاب إسرائيل، إلا أن التعديل يضمن حق المطالبة بمثل هذه المقاطعة والنتيجة أنني أقرأ أن اسم الولايات المتحدة الأميركية في زمن ترامب هو «الولايات المتحدة الفوضوية»، كما أقرأ أن أسس العمل الحكومي بدأت تنهار في ولاية ترامب.
دونالد ترامب كارثة أميركية، إلا أنها كارثة تلف العالم كله.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إدارة ترامب في الحضيض إدارة ترامب في الحضيض



GMT 00:03 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إذا كانت إيران حريصة على السنّة…

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يطرد المدعي العام

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نَموت في المجاري ونخطىء في توزيع الجثث!

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

فى واشنطن: لا أصدقاء يوثق بهم!

GMT 00:02 2018 السبت ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

استعدوا للآتى: تصعيد مجنون ضد معسكر الاعتدال

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 15:55 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج الميزان

GMT 04:16 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

زكي يوجه رسالة قوية إلى مسؤولي الدفاع الحسني الجديدي

GMT 14:34 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

"بريزنتيشن" تؤكد أن مُبررات "صلة" في شأن فسخ تعاقدها غير الصحة

GMT 08:32 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

"الأساور العريضة" تصلح لمختلف مناسبات صيف 2018

GMT 11:37 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ياسمين جمال ترتدي فستان الزفاف للمرة الثانية بعد الطلاق

GMT 01:48 2016 السبت ,08 تشرين الأول / أكتوبر

علاج الشيب نهائياً وبألوان مختلفة

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 04:16 2019 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

المغرب يشهد نهضة غير مسبوقة في مجال التنقيب عن النفط

GMT 06:33 2019 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على الفوائد المذهلة لثمرة الرمان على الصحة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya