حوارمع الكاتب عبده حقي لجريدة بيان اليوم على هامش معرض النشروالكتاب 2018

حوارمع الكاتب عبده حقي لجريدة بيان اليوم على هامش معرض النشروالكتاب 2018

المغرب اليوم -

حوارمع الكاتب عبده حقي لجريدة بيان اليوم على هامش معرض النشروالكتاب 2018

بقلم -عبده حقي

ـــ ماذا يشكل بالنسبة إليك هذا الحدث، وكيف تفضل أن يكون، من حيث التنظيم والإعداد والبرمجة ؟

في رأيي المتواضع يشكل هذا الحدث السنوي المؤشر القوي على تطور أو تراجع التقاليد والقيم الثقافية والحداثية للمجتمع المغربي بكل فئاته العمرية وشرائحه الطبقية إذا كانت ماتزال هناك في بنية المجتمع المغربي طبقات تقليدية هرمية تسهم أنشطتها الفكرية والإنتاجية في تقدمه وتطوره وتحديثه ... غير أنه ما يحز في نفسي باعتباري مثقفا وكاتبا ورقيا ورقميا مفترضا مهتما

بشأن النشروالكتاب في زمن الثورة الرقمية والتكنولوجية هو أن هذا المعرض الدولي للنشروالكتاب في العاصمة الاقتصادية الدارالبيضاء لاتخرج علاقة جمهورالزوار به عدا كونه ملتقى للترويح عن النفس والتنفيس عن ستريس همومها اليومية والسياحة المكانية وتنويع الفرجة وترتيب المواعيد بين الأصدقاء والصديقات وعقد الصفقات السرية والتقاط الصورالتذكارية للتباهي بها في مواقع التواصل الاجتماعي ..إلخ ويبقى الشغف بالقراءة واقتناء الكتب بنهم وشراهة وتقييم الحصيلة السنوية لحركية النشر بالمغرب في ندوات المعرض آخر البرامج التي قد تجلب

الزوار لمواكبتها .. فما الفائدة الأساسية إذن من معرض دولي للكتاب يتجول فيه عشرات الآلاف من الزوار كبارا وصغارا بأيادي فارغة إلا من هواتفهم الذكية وبعض المطويات والملصقات أو في أحسن الأحوال بعض كتب الطبخ والكتب الصفراء التي ما يزال يروج لها في كل دورة ومازل يغتني على تجارتها لوبيات المطابع السلفية على مرأى ومسمع من الجهات المسؤولة والوزارة الوصية على قطاع الثقافة والنشر ببلادنا.. أيضا كيف سيرتفع الإقبال على اقتناء الكتاب في هذه الدورة في ظل ارتفاع أسعار المواد اليومية الاستهلاكية الأساسية وبالتالي أعتقد أن كل هذه الإكراهات الإجتماعية والسياسية ستؤثر سلبا على حركية هذه الدورة .  

من جهة أخرى يبدو لي أن موعد انعقاد المعرض في شهر فبرايرغير ملائم زمنيا بعلاقته مع منظومة القراءة بشكل عام وخصوصا مع القطاع التعليمي بمختلف مستوياته وأسلاكه على اعتبار أن الفئة العريضة المستهدفة والمعنية بفعل القراءة والإقراء تكون في فترة دراسة وبالتالي فجل طالبي العلم والمعرفة لايتوفرون على فائض من الوقت الثالث للاستفادة من الفرص التي يقدمها المعرض على مستوى التواصل مع الكتاب والمثقفين والناشرين أوالتفاعل مع الندوات واللقاءات وأيضا على مستوى اقتناء الكتب بأسعار تفضيلية وفي مستوى القدرة الشرائية للجميع .
وأخيرا وبهذه المناسبة أدعو إدارة المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدارالبيضاء لاستثمار مختلف الوسائط السمعية البصرية والرقمية للتواصل مع الجمهور داخل المغرب وخارجه كإنشاء صفحة على الفيسبوك وإطلاق قناة يوتيوب ومحطة إذاعية تبث أنشطة المعرض على مدى ثماني ساعات يوميا من 12 زوالا إلى الثامنة ليلا .    

ـــ ما هي طبيعة مشاركتك في هذه الدورة؟
أكيد أنني أفضل أن أكون زائرا وفق أجندة شخصية مضبوطة يجتمع في مواعيدها التجوال الهادف بين دور النشر واقتناء الكتب التي وصلتنا أصداؤها على مدار السنة الماضية 2017 وأيضا التواصل مع الأصدقاء الكتاب والناشرين والإعلاميين

ـــ ما هو أحدث إصداراتك، وحول أي شيء يتمحور؟
أحدث إصداراتي سيرتي الذاتية الموسومة ب (عودة الروح لابن عربي ــ عن ذكريات مكناس فاس الجميلة ) التي صدرت في مايو من سنة 2017 وهي سيرة ذاتية من 280 صفحة أصدرتها على نفقتي الخاصة وليس بدعم من أي جهة ما .

ـــ هل تتصور استمرارية وجود الكتاب الورقي في ظل هيمنة الثقافة الرقمية، وعلى أي أساس تبني تصورك؟
طبعا كل المؤشرات الراهنة في مجالي النشر الورقي والإلكتروني تؤكد بما لايدع مجالا للشك أننا نعيش بكل يقين عصرأفول السند الورقي يوما بعد يوم بمختلف أغراضه وغاياته الثقافية والعلمية والإعلامية والتوثيقية ... فعلى مستوى الكتاب الورقي فعديد من دور النشر الغربية والعربية قد بادرت قبل عقد من الزمن إلى إعادة إصدارعديد من الكتب في نسخ إلكترونية ، كما أن

الكتاب الإلكتروني في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا قد عرف في السنوات الأخيرة رواجا تجاريا مغريا وتداولا افتراضيا مرنا أكثر مقارنة مع تراجع لافت للكتاب الورقي . كما أن آليات نشر وتداول وتحميل وقراءة الكتاب الإلكتروني متعددة الوسائط والحوامل (حواسيب ـ هواتف ذكية ـ لوحات إلكترونية ) ويمكن تصفحها في جميع الوضعيات الزمكانية ... مما حفز المئات من دورالنشر العربية على إصدار الآلاف من الأعمال الأدبية والفكرية لأشهرالأدباء والمفكرين مثل روايات نجيب محفوظ ودواوين إلكترونية ومسموعة لمحمود درويش ونزار قباني

وسميح القاسم وغيرهم ويكفي بهذه المناسبة السانحة أن أعرض لتجربتي في مجال نشرالكتاب الإلكتروني والمسموع والتي كنت سباقا إليها في المغرب وقد امتدت لأكثر من ثماني سنوات نشرت خلالها مايناهز ستين كتابا إلكترونيا في الشعروالقصة والرواية والدراسات النقدية والفلسفية لكل من الشاعرالفلسطيني عزالدين المناصرة والعراقي سعدي يوسف والمغربي محمد أديب السلاوي وأحمد بنميمون وأحمد زنيبر والفلسطيني سليمان دغش والدكتور إدريس كثير والأردني محمد سناجلة وأحمد بلحاج آيت وارهام والكاتبة ليلى الشافعي وغيرهم .
أما على المستوى الإعلامي فمن كان يصدق من الزملاء الصحفيين المغاربة بالأمس القريب أنه في ظرف عشر سنوات فقط وليس قرون سيحدث كل هذا الانقلاب في الأسانيد والمنصات

الإعلامية مما جعل السند الورقي يعاني اليوم بشكل ملموس من تراجع مهول في عدد مبيعات الصحف الورقية يوما بعد آخرسواء في المغرب أوفي العالم قاطبة حيث عمدت جل الصحف العالمية العملاقة إلى إصدار نسخها الإلكترونية وعديد منها أقفلت نسخها الورقية إلى الأبد واكتفت فقط بالنسخة الرقمية .. كما باتت الأخبار والمعلومات تزدحم وتتقاطر كل دقيقة وعلى مدى 24 ساعة على الحواسب والهواتف الذكية قبل أن تنشرعلى صفحة الجريدة الورقية في اليوم التالي ... لقد أضحينا اليوم نتحدث عن محدودية السند الورقي باعتباره لم يعد يفي بحاجة المواطن الإعلامية بعد أن انبرى هذا الأخير للبحث عن المعلومة في المواقع الإخبارية الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي وموقع يوتيوب ورسائل المايل ومحركات البحث وغيرها وبالتالي كل هذا أدى إلى التفكيرفرض الأمرالواقع للحد من مد الإعلام الإلكتروني وتغوله وانزلاقاته ومغالطاته في بعض الأحيان مما دفع بالإطارات المهنية الإعلامية وخصوصا النقابة الوطنية للصحافة المغربية وبعض مدراء المواقع الإلكترونية القادمين من الصحافة الورقية المستقلة إلى جانب وزارة الاتصال ووزارة العدل إلى تنزيل مدونة الصحافة والنشرالتي هي في كل الأحوال إقرارعلني على إخفاقات السند الورقي أمام تعاظم دورالإعلام الرقمي وسهولة نشره وتداوله وديموقراطيته وتعاظم استحواذه على فرص الإشهار والإعلانات .

ـــ مديرموقع الثقافة المغربية

ـــ مديرمجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة سابقا

ـــ رئيس لجنة الإنترنت والعلاقات الرقمية باتحاد كتاب الإنترنت العرب

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حوارمع الكاتب عبده حقي لجريدة بيان اليوم على هامش معرض النشروالكتاب 2018 حوارمع الكاتب عبده حقي لجريدة بيان اليوم على هامش معرض النشروالكتاب 2018



GMT 00:03 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إذا كانت إيران حريصة على السنّة…

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يطرد المدعي العام

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نَموت في المجاري ونخطىء في توزيع الجثث!

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

فى واشنطن: لا أصدقاء يوثق بهم!

GMT 00:02 2018 السبت ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

استعدوا للآتى: تصعيد مجنون ضد معسكر الاعتدال

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 19:14 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج العقرب

GMT 11:55 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 15:33 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج الجوزاء

GMT 19:14 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

جون تيري يكشف مميزات الفرعون المصري تريزيجيه

GMT 17:27 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وضع اللمسات الأخيرة على "فيلم مش هندي" من بطولة خالد حمزاوي

GMT 22:05 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك كل ما تريد معرفته عن PlayStation 5 القادم في 2020

GMT 05:54 2017 الأربعاء ,12 إبريل / نيسان

بسمة بوسيل تظهر بإطلالة العروس في أحدث جلسة تصوير

GMT 09:38 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

خلطات منزلية من نبات الزعتر الغني بالمعادن لتطويل الشعر

GMT 16:41 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

لمحة فنية رائعة من صلاح تسفر عن هدف

GMT 12:21 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

محمد يتيم يعود للكتابة بالدعوة إلى "إصلاح ثقافي عميق"
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya