الاردن والكويت تشابه إلى حد التطابق

الاردن والكويت.. تشابه إلى حد التطابق

المغرب اليوم -

الاردن والكويت تشابه إلى حد التطابق

أسامة الرنتيسي
بقلم: أسامة الرنتيسي

حجم التشابه بين الكويت والأردن كبير، ومنذ ظُهر السبت لحظة وصولي إلى الكويت ضيفًا على وكالة الأنباء الكويتية “كونا” لمدة أسبوع، وأنا أراقب حالات التشابة  بين الأردن والكويت فشعرت أن هناك خيطًا رفيعًا يوثّق العلاقات إلى درجة التطابق.

قد تكون العلاقات الأردنية الكويتية من أكثر العلاقات العربية العربية حميمية، والعلاقة الشخصية بين جلالة الملك وأمير الكويت نموذجية إلى درجة لا يمكن للسياسيين تفسيرها، مثلما يرى ذلك السفير الكويتي في عمّان، الصحافي والدبلوماسي والصديق عزيز الديحاني.

التطابق في هذه الفترة وصل إلى الحالة الجوية، فمثلما هو نهار عمّان بديع وليلها فيه لسعة برد منعشة ومقبولة، كذلك الحال في الكويت.

ومثلما يتحمس الأردنيون لمتابعة أخبار التشكيلات والتعديلات الوزارية، فإن الكويتيين ينتظرون بشغف كبير إعلان رئيس الوزراء الجديد الشيخ صباح الخالد أسماء التشكيلة الوزارية الجديدة المتوقع إعلانها الثلاثاء وأن يتم احتفاظ وزراء بحقائبهم الوزارية.

ومثلما هو النظام المَلِكي متسامح مع معارضيه فإن النظام الأميري متسامح أيضا، فقد عاد النائب السابق الإسلامي وليد الطبطبائي إلى الكويت رفقة جثمان والدته التي فارقت الحياة في اسطنبول، معلنًا أنه بعد غياب عام ونصف العام يعود بعفو أميري ولفتة إنسانية.

والنائب السابق الطبطبائي، محكوم بالسجن ثلاث سنوات ونصف السنة؛ في قضية اقتحام مجلس الأمة في سياق احتجاجات في نوفمبر 2011، كما قضت محكمة الاستئناف الكويتية غيابيا، في يناير 2019، بسجن الطبطبائي سبع سنوات مع الشغل والنفاذ، بعدما أدين “بمواقعة” طليقته مدة عام كامل من دون إعلامها بوقوع الطلاق.

ومثلما هو موقف الأردنيين من تقويم مجلس النواب والسّخَط عليه، هو ذات الحال عند الكويتيين الذين لا يزعجهم إطلاقا حل مجلس الأمة وإجراء انتخابات جديدة.

كما تنشغل الصحافة الكويتية في القضايا نفسها المنشغل بها الإعلام الأردني، فموضوع الفساد يكاد يحتل اهتمامات الصحافة الكويتية وكذلك قضية العمال الوافدين وعمال المنازل تحديدا، وتحذيرات من ضرائب جديدة ورسوم على النقل الجوي.

والمحيّر فعلا موقف الكويت من رفض مقترحات من مؤسسات اقتصادية دُولية لرفع أسعار البنزين والكهرباء لعدم رغبتها في زيادة الأعباء المعيشية على المواطنين، برغم بلوغ العجز في الموازنات الحكومية قرابة 15 مليار دينار كويتي (40 مليار دينار أردني) خلال الـ 5 سنوات الماضية.

في ديوانية مختلفة على الطراز الشبابي الحديث تقع في مجمع تجاري وسط العاصمة الكويت زُرتها برفقة البرلماني الكويتي التقدمي الدكتور محمد عبدالجادر يُشخص معزب الديوانية الاعلامي والكاتب عبدالعزيز العنجري ورفاقه من الشباب الكويتي المتنور ابرز هموم الحالة الكويتية، من ترهل القطاع الحكومي وسطوة الهيئات المستقلة وغياب الخطط والاستراتيجيات عن عقل الدولة، وكأنك تسمع هموم المجالس الاردنية بذات العناوين وهرم القطاع العام.

في القضايا العربية؛ بإمكان الأردن والكويت تكريس الحل السياسي في الملفين السوري واللبناني، وفي الملف العراقي حذرت الدبلوماسية الأردنية والكويتية كثيرا من سياسة الإقصاء والطائفية التي أضرّت بأرض الرافدين كثيرا، وفي القضية اليمنية، لا توجد أبواب لا للحوثيين، ولا للشرعية إلّا التوجه للأردن والكويت.

وحتى في الأزمة الخليجية فقد لا يمتلك الكويت والأردن عصا سحرية لتجاوزها بعد أن خرجت عن إطار الخلاف في الرأي السياسي، إلى خلافات عميقة وصلت إلى المقاطعة، والمشاركة في إثارة الفتن والصراعات بين الدول، لكن بإمكانهما الوصول الى الحدود الدنيا للملمة الشمل العربي، بوقف المعارك الإعلامية المستعرة على شاشات فضائيات الدول المؤثرة، أي، بمعنى تخفيف لغة الخلاف، خاصة في الخلافات بين دول الخليج، والضغط على قَطر لترشيد إعلامها.

الدايم الله…..

 

قد يهمك ايضا
أرقام التدخين في الأردن مرعبة.. وحملات مكافحة خجولة!
هل تمتلك الوكالة اليهودية 840 دونما في الباقورة؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاردن والكويت تشابه إلى حد التطابق الاردن والكويت تشابه إلى حد التطابق



GMT 15:02 2020 الأحد ,09 شباط / فبراير

أنصار اسرائيل في اميركا يهاجمون المسلمين

GMT 16:11 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

من يفوز بالرئاسة الاميركية هذه المرة

GMT 17:21 2020 الجمعة ,07 شباط / فبراير

ايران وحادث الطائرة الاوكرانية

GMT 14:46 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

من دونالد ترامب الى اسرائيل

GMT 17:46 2020 الثلاثاء ,04 شباط / فبراير

أخبار مهمة للقارئ العربي - ٢

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 15:03 2014 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد الجوز " عين الجمل " لا يعلمها إلا القليلون

GMT 12:28 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

الفرسان يتطلعون للفوز بثاني جولات بطولة "هذاب"

GMT 06:07 2017 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

سيت الأفضل لقضاء شهر عسل لتميزها بالمناظر الجذابة

GMT 03:45 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

مديرة الأزياء جين ماكفارلاند تستعرض مجموعة كافالي

GMT 06:22 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تصنف المغرب أبرز مُصدّري اليهود منذ استقلال المملكة

GMT 00:00 2014 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

" أوراق بوكافر السرية " جديد الكاتب ميمون أم العيد

GMT 23:10 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رشيد غفلاوي سعيد بانضمامه إلى فريق الساحل النيجيري

GMT 23:08 2017 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

المهاجم فيصل عجب يثبت جدارته مع نادي التضامن

GMT 17:14 2016 الجمعة ,01 إبريل / نيسان

سر إغماض العيون أثناء تبادل القبل على الشفاه
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya