بقلم - أسامة الرنتيسي
عاش العالم ساعات من دون فيس بوك وواتساب وانستغرام، كأن ماسًا كهربائيًا أصاب العقول.
هل ممكن أن يعيش العالم من دون فيس بوك ووسائل التواصل الاجتماعي؟.
الجواب؛ باختصار شديد، مستحيل.
في لحظات امتلأت صفحات مستخدمي الفيس بوك برسالة صيغت كبيان ركيك يطلب من الجميع إعادة توجيه الرسالة لضمان إعادة عمل الفيس بوك، وحتى لا يضطر المستخدمون إلى تحمل أعباء مالية في المستقبل.
بالضبط مثل قصة الأدعية التي تصل إليك وتطلب منك إعادة توجيهها لعشرة أشخاص، وإن لم تفعل سوف يتوقف فعل الخير عندك، وانتظر عذاب جهنم.
الأكثر سذاجة، أن بيانا آخر ظهر من أصحاب عقلية المؤامرة يؤكد أن مارك صاحب دكانة الفيس بوك، فعل هذا العطل ليخرب حالة التضامن مع حراس الأقصى، وفي لحظة ظننت أن مارك كان مختبئًا في مخيم الحسين يتابع حالة النفير التي أعلنت عنها جماعة الإخوان المسلمين بعد صلاة المغرب، وهتف فيها نحو 50 شخصا لنصرة الأقصى.
طبعا؛ البيان الرسمي لشركة فيس بوك الذي قال “نُركز جهودنا لحل مشكلة التعطل بأسرع وقت ممكن، لكن نؤكد للجميع أن المشكلة لا علاقة لها بأي هجوم إلكتروني”. لم يصدقه أحد، (طبعا هو مارك شو بعرفه).
ساعات غياب الفيس بوك عن العالم كشفت عن حجم السلطة الذي حقتته شركة فيس بوك، وحجم الإدمان غير الطبيعي على هذا المستعمر الجديد.
ليعترفَ المشتغلون بمهنة الصحافة والإعلام التي تسمى السلطة الرابعة، أن سلطة خامسة فرضت تجلياتها علينا، بعد أن نجحت صحافة الشبكات الاجتماعية، خاصة الفيس بوك وتويتر، في القيام بدور سلاح الإشارة في الأحداث التي شهدها العالم العربي في السنوات الأخيرة، وقد أضيفت إليها منصات إعلامية حديثة، تعتمد الصورة والفيديو وغواية السناب شات التي تغزو عقول شبابنا بشكل لافت.
في هذه الأيام؛ هناك أخبار تكشف عنها الصحافة الجديدة، لا تصل للصحافة التقليدية، التي يُشكّك القائمون عليها بمدى صدقية بعض ما يُنشر، لكن في المحصلة المستفيد الأول والأخير هو حرّية الإعلام وحق الحصول على المعلومة.
لكن أصواتا مؤثرة بدأت منذ فترة تطالب بإغلاق وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة الفيس بوك في الأردن في الأقل لمدة سنة مثلما فعلت دول أخرى، الصين وتركيا وغيرهما، بعد أن تجاوزت المعايير الأخلاقية فيه أشكال التجاوزات جميعها، وعلى ما يبدو فإن هذه الأصوات تتوسع وتستقطب مؤيدين كلما كانت اللغة المستخدمة في الفيس بوك لغة كراهية وإجرام واغتيال بعيدة عن أي معايير أخلاقية.
الدايم الله…..