بقلم - أسامة الرنتيسي
ذهبنا للنوم بعد فجر الجمعة وقلوبنا معلقة بغزة، التي تتعرض لقصف عنيف من طيران المستعمرة الإسرائيلية الوحشي، واستيقظنا على مجزرة بشعة رهيبة لا تُمارس حتى في الخيال من شخص عنصري حاقد، فعل في مسجدين في نيوزلندا أبشع أنواع الإرهاب والدموية بأدوات عصرية، وقد بث جريمته التي صورها لمدة ربع ساعة على أكبر وسيلة تواصل اجتماعي الفيس بوك.
يا الله ما أبشع هذا العالم عندما يتحكم فيه مرضى عنصريون، يدخلون أماكن عبادة الله ويقتلون من يقفون بين يدي الله.
هذه البشاعة ليست محصورة فقط في المساجد بل وقعت في كثير من الكنائس وفي أماكن كثيرة في بلادنا في مصر وسورية والعراق والكويت، كما وقعت في عواصم أوروبية، وعلينا ألا ننجر وراء من يريد أن يأخذنا إلى إن هذه حربا دينية، بينما هي حرب حضارية ثقافية بين عشاق الحياة وعشاق القتل والموت، بين مؤمنين بالنور ومؤمنين بالعتمة والجهل والتخلف.
أكبر ضحايا مجزرة مسجدي نيوزلندا هم من الفلسطينيين (19 شهيدًا) لهذا فإن جذر الإرهاب الذي يضرب في اي مكان في العالم هو الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، آخر احتلال في العالم.
باني مسجد النور وإمامه الذي تعرض للاعتداء الوحشي في نيوزلندا فلسطيني، وهو وإبنه من المصابين في المجزرة الوحشية.
لم يبق في العالم شعب يقدم الشهداء من أجل الحرية والتحرير والخلاص من أبغض وآخر احتلال في العالم، إلا الشعب الفلسطيني.
لن يهنأ العالم بالسلام والأمان ما دام الشعب الفلسطيني محتل ارضا وشعبا وحضارة وحقوقا، ولن ينعم العالم بالهدوء والاستقرار ما دام الاحتلال يجثم على صدر الأرض والشعب الفلسطينيين.
لقد تعلم هذا المعتوه الأسترالي الجنسية من أبوين بريطانيين الإرهاب من أصدقائه في المستعمرة الإسرائيلية، فهم أول من قام بقتل المصلين في الحرم الإبراهيمي، وهم أول من حرق المسجد الأقصى.
كما تعلّم الفلسطينيون أن العدوان على قطاع غزة وعلى عموم فلسطين لن يتوقف، طالما ظل الاحتلال موجودا، وحتى يتحقق زوال الاحتلال، وينال الشعب الفلسطيني حقوقه الوطنية كاملةً، غير القابلة للتصرف، فإن بين العدوان والعدوان، والمجزرة والمجزرة هدنات قد تطول مُددها أو تقصر حسب ظروفها من حيث نوايا الصهاينة وبرامج حكوماتهم التي تذهب إلى التطرف والإرهاب أكثر فأكثر.
الدايم الله…