بقلم: أسامة الرنتيسي
عندما تلفحك شحنات الإحباط من كثير مما يحدث حولك، تمسح القذى عن عينيك شُعلة يُطلِق شرارتها شخص لا تعرفه ولم تسمع به سابقا، فتطمئن أن المستقبل أكثر أمانا مما نحن فيه.
وتتساءل بحب وإعجاب.. حسن الرحيبه.. من أين هذا الوعي كله؟!
الرحيبه هو رئيس بلدية أم الجمال المدينة الأثرية، التي تبعد عن العاصمة 86 كم ويقطنها 35 ألف مواطن.
لا أعرف حسن الرحيبه، لكن الصديق الوسيم رئيس المجالس البلدية في وزارة البلديات الدكتور بكر الرحامنة، يلفت نظري مثلما لفتت الفكرة العبقرية التقدمية المدنية الحضارية نظر الذي صاغ تفاصيلها ابن البادية الشمالية حسن الرحيبه.
ببساطة؛ فتح الرحيبه خزائن أجداده الذين قطنوا البوابات الحجرية في”الواحة السوداء” أم الجمال التي اشتهرت تأريخيًا أنها كانت ملتقى الطرق التي ربطت فلسطين والأردن بسورية والعراق، وقرأ أنها “إحدى المدن العشرة في حلف الديكابولس حيث كانت تعرف باسم (كانثا) الذي أقيم أيام اليونان والرومان، وكان يضم عشر مدن في المنطقة الواقعة عند ملتقى حدود الأردن وسورية وفلسطين” (مثلما تقول موسوعة ويكيبيديا).
كما تيقن الرحيبه من وجود بقايا حصون حضنت في دواخلها كنائس عديدة بين كبيرة وصغيرة وأحواض ماء مسقوفة أو مكشوفة في أم الجمال، وفيها آثار للكنائس البيزنطية وفسيفساء قديمة تمثل نهر الأردن وعلى جانبيه المدن والقرى التي ورد ذكرها في الكتاب المقدس.
تستمع إلى افكار الرحيبه وهي ليست كليشيهات مكررة مثلما يفعل المسؤولون عندنا، فهو يعي ما يقول “معنيون بمشاركة الفعاليات الشعبية كافة بمشروعات وبرامج البلدية كافة ما يعزز التشاركية المجتمعية في صنع القرار”
ولأنه مؤمن بالوطن والمواطنة الحقة يقول الرحيبه : “المواطن شريك أساسي معنا في وضع الأولويات والاحتياجات الضرورية للبلدية ومناطقها وتجمعاتها السكانية لأنه على دراية بهذه الاحتياجات من الخدمات والمشروعات”.
من هذا الوعي كله قدحت في عقل الرحيبه إقامة شجرة الميلاد في المواقع الأثرية لبلدة أم الجمال، ونظم احتفالا كبيرا يرعاه اليوم الخميس الساعة الخامسة رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز الذي أتمنى أن يلتقط عمق الرسالة وحضارتها ويذهب شخصيا إلى هذا الاحتفال المهيب ولا ينتدب عنه شخصا آخر.
الدايم الله…