بقلم: أسامة الرنتيسي
تُهنا نحن جيش دولة السوشيال ميديا الأردنية خلال الـ ٢٤ ساعة الماضية في متابعة موضوعين وُضِعا أمامنا بقرار عُرفي.
الأول؛ استطلاع عن القائد العربي الأبرز، على اعتبار أن القضية قضية وطنية كبرى يجب شحذ الهمم وحمل سلاح التصويت على استطلاع قام به موقع إلكتروني روسي يقوم عديد المواقع به الآن كما كانت تقوم به الصحف في الزمن الغابر.
الاستطلاع طلب التصويت على أبرز قائد عربي في عام 2019 وتم وضع اسم جلالة الملك ضمن العشرة أسماء المرشحة.
من دون ترتيب ولا تحضير ، إنما تجييش وتحشيد قام بهما نفر من الإعلاميين ونشطاء السوشيال ميديا ضمن حملات تحشيدية: “وينكم يا الأردنيين….” وكأن هذا الاستطلاع هو القراءة الحقيقية في تقويم شخصيات العام وأبرز الشخصيات المؤثرة فيه.
عُقّال؛ وهم للأسف قليليون طلبوا التريُّث وعدم الانجرار وراء حملات ساذجة وأن الأمر أصغر من أن يتحول إلى حملة وطنية تكشف عن حجم التأييد الأردني الواسع الشامل للملك.
وغَيْر عُقّال بدأوا بإثارة الموضوع كأن هناك مؤامرة من إدارة الموقع بحيث يتم التلاعب في التصويت، ولا يتم تغيير أرقام الاستطلاع برغم التصويت الواسع من الأردن.
أيُعقل أن يُمرّر علينا مثل هذه الموضوعات كي ينشغل الشارع الأردني ويتحول التصويت من قضية إعلامية إلى قضية وطنية واجب المشاركة فيها وإلا تَحوّل الموضوع إلى ضعف في الولاء والانتماء….
الثاني؛ سيارة الرئيس التركي أردوغان، ولأننا نطيش على شبر ماء ، تحول فيديو ترويجي لأول سيارة جديدة صناعة تركية إلى قضية مركزية في شوارع وخنادق ومتاريس دولة السوشيال ميديا الأردنية.
ولأن أردوغان ابن صنعة وشاطر في كسب الجماهير من خلال حملات الترويج فقد امتطى صهوة السيارة الجديدة وقادها بنفسه على اعتبار أنها إنجاز تركي وطني كبير يستحق الترويج له وتحويل السيارة التركية الجديدة إلى ملف مطروح في العالم.
نحن في الأردن، نصفنا يعشق الدولة العثمانية والسلطان العثماني، فبفعل جيش الإسلام السياسي وبركات الإخوان المسلمين، تحولت صفحاتنا إلى واجهات تروّج للسيارة التركية الجديدة، مع أننا لا نستعمل السيارات التركية أبدا.
لقد كال أصدقاء الدولة العثمانية والسلطان العثماني مدائح كثيرة في شكل وتصميم السيارة التركية، ذكرتني هذه المدائح بأيام المراهقة السياسية عندما كان رفاقنا الشيوعيون السلفيون يمتدحون سيارات اللادا القبيحة على اعتبار أنها سيارة قوية وعظيمة وصديقة للفقراء.
هل يُعقل أن يكون خُواء إعلام وسائل التواصل الاجتماعي هو السبب في خلق موضوعات ليست ذات قيمة تتحول إلى قضايا كبرى لها مؤيدون كما أن لها معارضين.
يا رب ارحم…
الدايم الله….
قد يهمك ايضا
خطاب حكومي.. ضَحِكٌ على الناس!
“السقاف” على النار.. والحكومة تُتاجر بأموال الضمان.. يا فرحتنا!