“غضب ربّاني” وراء حريق كاتدرائية نوتردام أي كارثة وصلنا إليها

“غضب ربّاني” وراء حريق كاتدرائية نوتردام.. أي كارثة وصلنا إليها!

المغرب اليوم -

“غضب ربّاني” وراء حريق كاتدرائية نوتردام أي كارثة وصلنا إليها

بقلم - أسامة الرنتيسي

 في اللحظة التي كانت النيران تلتهم كاتدرائية نوتردام في باريس الكنيسة والتحفة الفنية الأبهى والأعرق ذات التأريخ الاستثنائي التي تم بناؤها قبل 850 عام، كانت النيران تشتعل في غرفة حارس  المصلى المرواني في الجهة الشرقية من المسجد الأقصى.

يوم كارثي خسرنا فيه أهم تحفة فنية في العالم، وكدنا نخسر أجزاء مهمة في المسجد  الأقصى، لكنّنا خسرنا أيضّا الأخلاق التي تهبط في لحظات الأزمة عبر لغة منحطة كارثية تنتشر في فضاء الفيس بوك، حولت حريق الكنسية إلى مساحة للتندر والاستهزاء والتشفّي، حتى وصل الأمر إلى أن تم اعتبار ذلك غضبّ ربّانيًا.

للأسف الشديد؛ اللغة في بعض التعليقات والبوستات، لغة منحطة، سوقية، عفنة، تنم عن عقليات مريضة بداء الكراهية والحقد، وأمر شفائها مستحيل بنسبة لا تقل عن 100%.

لِمَ تخرج كل هذه الأوساخ في لحظات حرجة نحن في أمس الحاجة إلى التضامن والتعاضد حتى نحمي مجتمعنا، وننثر فيه الحب والفرح والأمان، بدل العنجهيات الفارغة، والأمراض المزمنة.

لنرعوي قليلًا، خاصة الذين يحملون سيوفهم الخشبية في وسائل الإعلام الحديثة، في الفيس بوك وتوتير، ويمارسون أبشع أصناف الحقد والكراهية واللغة البذيئة.

لقد وصل المستوى في اللغة إلى هبوط لا يمكن معالجته إلا بالبتر وقلع الأوساخ من عقول عفنة، منقوعة بالبؤس والعتمة والضلال والسوء.

تقرأ تعليقات وعبارات منحطة في الفيس بوك والتوتير، تستغرب من أي مستوى تافه خرج أصحابها، ومن أية منظومة أخلاقية ينضحون  هذا العفن كله، وتحزن على حالنا نحن الذين نؤمن بحرية الرأي والتعبير وحق الآخر في إبداء رأيه مهما اختلفت معه، لتكتشف أن لا علاقة بين حرية الرأي وما ينشر في هذه الوسائل ، حتى يدفعك هؤلاء إلى التشكيك في أصل وجود هذه الوسائل، والهدف من فتحها للعامة من دون أية رقابة قانونية أو أخلافية.

هناك فوائد كثيرة لا احد يستطيع إنكارها لوسائل الإعلام الاجتماعي ـ الفيس بوك وتويتر، وغيرهما، لكن من أخطر مساوئها أنها سمحت بتداول مصطلحات غير أخلاقية، لا يستطيع المرء ان يطلقها في العلن، فأطلقها في الصفحات الوهمية التي لا أحد يعرف صاحبها.

إذا كان ما يسجل في باب النقد للصحافة التقليدية جديتها والتزامها بمعايير مهنية لا تسمح باغتيال الشخصيات، ولا بتوجيه عبارات مهينة لأحد، او بإطلاق مصطلحات غير أخلاقية، فإن هذا يسجل لها في أنها حافظت على حقوق الناس وكراماتهم، ولم تهبط الى الدرك الأسفل باستخدام عبارات وكلمات سوقية ـ للأسف موجودة بكثرة في وسائل الإعلام الاجتماعي.

الدايم الله…..

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

“غضب ربّاني” وراء حريق كاتدرائية نوتردام أي كارثة وصلنا إليها “غضب ربّاني” وراء حريق كاتدرائية نوتردام أي كارثة وصلنا إليها



GMT 15:02 2020 الأحد ,09 شباط / فبراير

أنصار اسرائيل في اميركا يهاجمون المسلمين

GMT 16:11 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

من يفوز بالرئاسة الاميركية هذه المرة

GMT 17:21 2020 الجمعة ,07 شباط / فبراير

ايران وحادث الطائرة الاوكرانية

GMT 14:46 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

من دونالد ترامب الى اسرائيل

GMT 17:46 2020 الثلاثاء ,04 شباط / فبراير

أخبار مهمة للقارئ العربي - ٢

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 19:14 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج العقرب

GMT 11:55 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 15:33 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج الجوزاء

GMT 19:14 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

جون تيري يكشف مميزات الفرعون المصري تريزيجيه

GMT 17:27 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وضع اللمسات الأخيرة على "فيلم مش هندي" من بطولة خالد حمزاوي

GMT 22:05 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك كل ما تريد معرفته عن PlayStation 5 القادم في 2020

GMT 05:54 2017 الأربعاء ,12 إبريل / نيسان

بسمة بوسيل تظهر بإطلالة العروس في أحدث جلسة تصوير

GMT 09:38 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

خلطات منزلية من نبات الزعتر الغني بالمعادن لتطويل الشعر

GMT 16:41 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

لمحة فنية رائعة من صلاح تسفر عن هدف

GMT 12:21 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

محمد يتيم يعود للكتابة بالدعوة إلى "إصلاح ثقافي عميق"

GMT 13:01 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

رودريجو يكشف عن شعوره الأول لحظة مقابلة زين الدين زيدان

GMT 16:29 2019 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

مغربي يقدم على قطع جهازه التناسلي لسبب غريب

GMT 09:59 2019 الإثنين ,26 آب / أغسطس

"رئيس الوصية"..على أبواب قصر قرطاج
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya