لا تستحق الكويت هذا التصرف المارق

لا تستحق الكويت هذا التصرف المارق!

المغرب اليوم -

لا تستحق الكويت هذا التصرف المارق

بقلم - أسامة الرنتيسي

لا تستحق الكويت (قيادة وحكومة وشعبا) هذا التصرف المارق في المدرجات الاردنية، ومهما علا صوت بعض الغوغاء، وهتفوا لاستفزاز نجوم المنتخب الكويتي فإن ما في قلوب الاردنيين والفلسطينيين والعرب عموما تجاه الكويت مخازن من المحبة والتقدير والعرفان.

أمضيت في الكويت نحو ثلاث سنوات من نهاية عام 2007، حتى منتصف عام 2010، وأزورها باستمرار، ولي فيها من الاصدقاء الحميمين، والاقرب الى القلب والروح، اتواصل معهم يوميا.

كما كنت شاهدا على الغزو في عام 1990، حيث كنت خريجا جديدا، وصحفيا مبتدئا في صحيفة “الرأي العام” الكويتية، عملت فيها نحو عام قبل أن يقع الغزو العراقي للكويت.

بداية الكارثة لما وقع ويقع للأمة العربية كان في الخطأ التاريخي الفاحش الذي ارتكب بحق الكويت وشعبها، وقد أعتذر عنه القادة العراقيين من شتى الالوان السياسية لانه فعلا كان بداية المؤامرة على الامة العربية.

في الحياة الكويتية قبل الغزو وبعده، إنموذج حضاري تقدمي متطور في الحياة والثقافة والعلم والحياة الاجتماعية والسياسية والبرلمانية، فقد كانت الكويت قبل الغزو منارة في الثقافة والصحافة المتقدمة، وفي الحياة البرلمانية عندما كان غيرهم يحلم بالوقوف أمام صندوق الاقتراع.

وفي الثقافة قوافل من المبدعين الشعراء والكتاب والروائيين، يكفي عنوان المجلات الثقافية (مجلة العربي وعالم المعرفة وغيرهما..) التي تتلمذ عليها الشباب العربي.

لم اسمع يوما اشتباكا في الحوار بين اصدقاء كويتيين على خلفية طائفية، فالحوار في الكويت حضاري وتقدمي، في الشارع والبرلمان والصحافة أيضا، فالكويت المعروفة عربيا بالتجربة البرلمانية الطويلة وحرية الصحافة.

حتى المعارضة بقيت منضبطة، لم تخرج على المألوف إلا في سنوات طغيان الخطاب التقسيمي في عالمنا العربي، عندما ارتفع الخطاب المناطقي (داخل السور وخارجه)، والقبلي (بدوي وحضري).

قبل سنوات تعرضت الكويت لهجمات من قبل التطرف وداعش، وتم تفجير مسجد في التقسيم الطائفي مسجد للشيعة، لكن؛ عند الشدائد تظهر معادن الرجال، فبعد الحادث الاجرامي في الكويت ارتفعت الاصوات المنادية بتعزيز الوحدة الوطنية اكثر، والتمسك بشرعية القيادة التي كان أمير البلاد، الشيخ صباح الأحمد، الرجل الثمانيني أول الواصلين الى موقع التفجير، برغم المخاطر الأمنية.. وقال والدموع في عينيه: “إنهم أبنائي”..

لم يلتفت احد في الكويت الى ان الضحايا من طائفة واحدة، بل توحدت المواقف في ادانة الفعل الاجرامي، وارتفعت اصوات تطالب باعادة النظر في التبرعات التي يقدمها المجتمع الاهلي في الكويت لمؤسسات وجمعيات قد لا يعرف مصير هذه التبرعات والى ايدي من تصل في النهاية، خوفا من ان تكون ايدي الجماعات الارهابية تستفيد من افعال الخير التي يدفعها محسنون زكاة لاموالهم.

البرلماني الكويتي التقدمي الصديق محمد عبدالجادر بعث لي رسالة بعد المباراة قال فيها”أحيانا كرة القدم تبني ما تهدمه الدولة والعكس صحيح وحمدا لله أن المباراة انتهت بالتعادل”.

ما بين الاردن والكويت أكبر بكثير من هتاف لمعتوه عليه وغيره ان يعرفا أن ابرتهما لا تٌخيط في مسلة الطيبين والشرفاء.

لا خوف على العلاقات الاردنية الكويتية من محاولات العبث فهي عصية على الاختراقات، برغم فيضان من التغريدات الخبيثة، فالذي يعرف الكويت يعرف الحكمة المتزنة والدبلوماسية الهادئة التي يتمتع بها امير الكويت، كما يعرف شخصية رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك، الهادئة الحازمة.

الدايم الله….

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا تستحق الكويت هذا التصرف المارق لا تستحق الكويت هذا التصرف المارق



GMT 15:17 2020 الأربعاء ,12 شباط / فبراير

أخبار مهمة للقارئ العربي - ١

GMT 15:15 2020 الثلاثاء ,11 شباط / فبراير

أخبار اسرائيل سيئة مثلها

GMT 18:43 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

ديكارت ومحافظ البصرة

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 18:57 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الثور

GMT 14:07 2016 الجمعة ,16 أيلول / سبتمبر

الأبنوس

GMT 15:05 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

نيمار يبلغ سان جيرمان برغبته في الرحيل هذا الصيف

GMT 14:42 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

السالمية الكويتي يبدأ مشواره العربي بلقاء الشبيبة الجزائري

GMT 15:23 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

سنوات يفصلها رقم

GMT 11:24 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك محمد السادس يرسل برقية تعزية إلى الرئيس الكاميروني

GMT 13:45 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

أول صالون تجميل يستقبل المحجبات في نيويورك

GMT 23:50 2019 الأحد ,02 حزيران / يونيو

باتريس كارتيرون يُراقِب العائدين من الإعارة

GMT 00:14 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

السعودية تنفذ حكم القتل تعزيرًا في حق صدام حسين

GMT 20:47 2018 السبت ,08 كانون الأول / ديسمبر

"الوطني للسكك الحديدية "يعلن عن تخفيضات في تذاكر القطار

GMT 10:42 2018 الثلاثاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

حركة إعفاءات وتغييرات جديدة في صفوف الدرك الملكي

GMT 02:26 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

ورق جدران بألوان جذابة لديكورات غرف معيشة مبهجة

GMT 22:03 2018 الإثنين ,06 آب / أغسطس

صعقة كهربائية تودي بحياة شاب في سلوان
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya