الفحيص والإنتخابات… تغيير المبادىء والشعارات

الفحيص والإنتخابات… تغيير المبادىء والشعارات

المغرب اليوم -

الفحيص والإنتخابات… تغيير المبادىء والشعارات

بقلم : أسامة الرنتيسي

نجح منتدى الفحيص الثقافي في خلق شكل متقدم من الحوار بين مرشحي انتخابات رئاسة البلدية، عندما استضاف على مدى نحو أسبوعين أربعة منهم وقد اعتذر الخامس عن عدم الحضور.

كانت اللقاءات فرصة حقيقية للناخبين في الفحيص للتعرف عن قرب ليس على شخصية المرشح، فكلهم أبناء عمومة، ويعرف بعضهم  بعضا منذ الصبا، لكنها فرصة لمعرفة طريقة تفكير كل منهم والحاضرين والكاريزما التي يتمتعون بها.

أبرز ما كان في هذه الحوارات الأجواء الحميمية بين المرشحين والناخبين، والاحترام المتبادل برغم الاختلافات في وجهات النظر، وهذه تسجل للحالة الحضارية التقدمية لمجتمع الفحيص عموما.

قد يكون أبرز السلبيات في هذه اللقاءات الحديث العمومي الذي لا ينتج فكرا وموقفا، خاصة في القضية المركزية الآن في الفحيص، وهي طبيعة العلاقة المستقبلية مع شركة لافارج وقضية أراضي الفحيص المقام عليها مصانع الإسمنت.

ففي هذه الإضبارة  جاءت معظم الإجابات عمومية، إفتراضية، تعتمد الكلام الإنشائي، خاصة عندما كان الحديث يذهب تجاه ما يريد المجتمع المحلي، أو بما يتفق عليه مجتمع  الفحيص، طبعا لم يتم الحديث عن وسيلة القياس لهذا الاتفاق وكيف سيتم الاحتكام له.

ومن السلبيات أيضا ارتفاع منسوب المجاملات وكأن الاختلاف محرم، وهو شخصي وليس فكريا، وهذه المجاملات قد تكون سلبية على  أهالي الفحيص إن هم ذهبوا إلى صناديق الاقتراع، من دون الاعتماد على الكفاءة والمقدرة على قيادة المرحلة المقبلة، بعيدا عن سطوة العشائرية، وانصر اخاك ظالما او مظلوما، وعد رجالك ورد الماء…

على أهالي الفحيص أن ينتبهوا جيدًا إلى أن قضية لافارج، كبيرة وخطيرة، وطنية وليست محلية، ولها أبعاد قانونية ودستورية وفنية واستثمارية، لا يتم التعامل معها فقط بالصوت العالي، ولا بالتنازع بين المؤسسات الكثيرة في الفحيص.

القضية تحتاج إلى خبراء وفرق فنِّية وهندسية وقانونية ودستورية واستثمارية، وأفكارٍ مبتكرة، وصندوقِ ماليِ لإعادة تأهيل المنطقة، وحلول منطقية للدولة والمجتمع، مرتبطة بمستقبل المنطقة.

الكرة  الآن في ملعب أهالي الفحيص، وسيكون عمدة مدينتهم المقبل والمجلس البلدي هما رأس الحربة في تحديد شكل ومستقبل مدينتهم، فهل يتم الانتخاب على أسس واعتبارات عشائرية، وتحالفات مرتبطة بانتخابات سابقة، أم  بتسديد حسابات انتخابات مقبلة.

هل ينتخب أهالي الفحيص على أساس “طوشة المزراب”  ويخوضون الانتخابات  بتحالفات على قاعدة “الجال الشرقي” والخط الصحراوي، اتمنى أن يتجاوزوا هذه التحالفات إلى تحالفات على أسس برامجية وكفاءة المرشحين، وقد تكون قائمة رؤوس البيادر لعضوية المجلس نواة لتكريس فكرة القوائم البرامجية.

برغم الأحاديث الباطنية في الفحيص بأن هناك تدخلات مباشرة من قبل لافارج ورجالاتها في الانتخابات، وأحاديث عن تدخلات نيابية وقوائم محسوبة على فلان أو علان، ، لا يجوز أن يختلف الناس  حول قضية التعامل مع لافارج، ولا يجوز أن  تُمرّر أشياء من تحت الطاولة كما يُعلن المتخوفون في الفحيص، ولا يجوز أن تُقدم للشركة الفرنسية ـ التي كسبت مئات الملايين من  صفقة الإسمنت ـ أطواقُ نجاةٍ أخرى بحجة المصلحة العامة.

الانتخابات في الفحيص في هذه الدورة، ساخنة ونار تحت الرماد، لكن الصورة ضبابية، فوضوية، لن تكون فيها مفاجآت كثيرة إلا في العضوية، وقد لا يكون الفارق بين الأول والثاني لرئاسة البلدية أكثر من (200) صوت، والحدق يفهم…

في الفحيص شعارات تتردد منذ عشرات السنين، منها أن “الفحيص ما لها مبدأ في الانتخابات…” و “الدنيا إلها رب واحد وللفحيص في الانتخابات (100) ربا…..” فهل نشطب هذه الشعارات في هذه الانتخابات ونعلي المبدأ الحقيقي المغموس في نفوس وقلوب أهالي الفحيص جميعهم.

نريد أن تبقى للفحيص خصوصيتها الفكرية وهويتها العروبية وعنوانها الحضاري، وهذه مصلحة للجميع، ولكل من سكن أرضها وعشق هواها وشرب من نبعها، لكن من دون انغلاق.

وللامركزية قصة اخرى قد نرويها قريبا..

والدايم الله….

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفحيص والإنتخابات… تغيير المبادىء والشعارات الفحيص والإنتخابات… تغيير المبادىء والشعارات



GMT 09:36 2020 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

الغربة أكثر برودة حين تصيبك في حضن الوطن

GMT 04:54 2017 الجمعة ,11 آب / أغسطس

ماذا بعد إقالة العماري؟

GMT 04:48 2017 الجمعة ,11 آب / أغسطس

سورية كما عرفتها وأحببتها

GMT 04:39 2017 الجمعة ,11 آب / أغسطس

الناصريون وجمال عبدالناصر

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 11:14 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج القوس

GMT 15:51 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج العذراء

GMT 11:04 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج العذراء

GMT 00:58 2020 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

دراسة تحدّد الأطفال الأكثر عرضة لخطر السكري من النوع الثاني

GMT 19:55 2019 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

رشيد دلال مساعدا للكيسر في تدريب أولمبيك آسفي

GMT 05:10 2016 السبت ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران تستضيف أعمال الفن العربي الحديث في متاحفها

GMT 07:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

غوايدو يدعو الفنزويليين للاحتجاجات ضد مادورو

GMT 17:50 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وهبي يراسل وزير الصحة بشأن غياب دواء مرضى السرطان

GMT 01:40 2018 السبت ,10 آذار/ مارس

رجل يشكو زوجته لسوء سلوكها في طنجة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya