الريع على حقو وطريقو 21

الريع على حقو وطريقو (2/1)

المغرب اليوم -

الريع على حقو وطريقو 21

رشيد نيني

بالتزامن مع الحملة الشعبية المطالبة بإلغاء معاشات وتقاعد الوزراء والبرلمانيين، والتي وضعت جل الأحزاب السياسية في موقف حرج، وسارع بعضها إلى تقديم مقترحات قوانين في هذا الشأن، يجري داخل كواليس مجلس النواب نقاش مواز يقوده شباب ونساء «ريع» اللائحة الوطنية، من أجل تعديل المادة 5 من القانون التنظيمي لمجلس النواب، لكي يستفيدوا من ولاية ثانية ضمن نفس اللائحة، لأن المادة 5 تمنع كل مستفيد من مقعد برلماني ضمن اللائحة الوطنية من الترشح لولاية ثانية ضمن نفس اللائحة، في إطار «التناوب» على الاستفادة من هذا «الريع الحزبي» بين أبناء وزوجات المتحكمين في الأحزاب السياسية.
فإلى جانب ريع تقاعد البرلمانيين والوزراء، هناك ريع من نوع آخر لا يتحدث عنه أحد هو لائحة الشباب ولائحة النساء، التي دخل بموجبها 30 شابا و60 امرأة إلى قبة البرلمان دون أن يصوت عليهم أحد، في إطار «كوطا» 90 مقعدا ضمن 395 عضوا تتكون منهم الغرفة الأولى للبرلمان.
وبعد مرور أربع سنوات من عمر الولاية التشريعية الحالية، أصبحت الضرورة تفرض نفسها لتقييم أداء المستفيدين والمستفيدات من هذه المقاعد، التي سيخرج أصحابها بتقاعد مريح بمبلغ 8 آلاف درهم في الشهر، رغم أن بعضهم لن يتجاوز سنهم 30 سنة، وبذلك سيدخل البرلمان المغربي إلى كتاب «غينيس» بتخريجه لأصغر المتقاعدين في العالم.
وأثارت اللائحة الوطنية للشباب جدلا دستوريا وقانونيا، بين من اعتبرها ريعا سياسيا، ومن اعتبرها ضرورة فتح المجال أمام الشباب للعمل السياسي، فيما يرى آخرون أن اللائحة الوطنية تعد خارج الثوابت الديمقراطية، لأنها لا تعكس الاختيارات الحقيقية للناخبين عبر صناديق الاقتراع باعتبارها التعبير الأسمى عن إرادتهم. وحملت لائحة الشباب الكثير من الانتقادات، خلافا للائحة النساء التي اعتبرها المتتبعون مقبولة من الناحية السياسية والاجتماعية، لأنها تقوم على التمييز الإيجابي، لتمكين النساء من ولوج المؤسسة التشريعية، وتسهيل ولوجهن للعمل السياسي.
لكن مع إقرار اللائحة الوطنية وجهت لها انتقادات لكونها تقوم على التمييز الفئوي، وتفتح المجال أمام تشجيع الريع السياسي، وهو ما تجسد فعلا بعد الانتخابات التشريعية التي جرت يوم 25 نونبر 2011، حيث غابت المعايير السياسية في اختيار المرشحين، وتم مقابل ذلك تغليب منطق العلاقات العائلية والولاء الحزبي في اختيار النساء والشباب المرشحين، كما أن أغلبهم غير معروفين في أوساط مناضلي أحزابهم السياسية، ومنحت لهم التزكية للترشح ضمن اللائحة الوطنية، ما جعل الرأي السائد داخل المجتمع يعتبر هذه اللائحة مجرد «ريع حزبي» رفعت مطالب بإلغائه.
وبتصفح لائحة المستفيدين من مقاعد اللائحة الوطنية للنساء والشباب، يظهر أن الأحزاب وظفت اللائحة بشكل سلبي، باعتماد معايير الزبونية والمحسوبية والقرابة العائلية في إعداد لوائح المترشحين، وبرز ذلك في الغياب السياسي وبالبرلمان لهؤلاء، لأن هناك منهم من استفاق ووجد نفسه برلمانيا، وهناك من يعتبر البرلمان مجرد مجال للاستفادة من الامتيازات والسفريات وليس تكليفا بمهمة.
بعد ظهور نتائج الانتخابات التشريعية، التي جرت نهاية سنة 2011، تم اقتسام «كعكة» اللائحة الوطنية بين الأحزاب الثمانية الممثلة داخل البرلمان، وحصل حزب العدالة والتنمية على 24 مقعدا من أصل 90 مقعدا، منها 16 للنساء و8 لشبيبة الحزب، أغلبهم تحكم في اختياره منطق القرابة من «الزعيم» بنكيران. وبإطلالة على حصيلة «الناجحين» و«الناجحات» في اللائحة، نجد أن بسيمة الحقاوي، «وكيلة» اللائحة، تركت مقعدها بعد حصولها على كرسي وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن، وكذلك الشأن بالنسبة لجميلة المصلي، التي عوضت سمية بنخلدون في منصب وزيرة منتدبة لدى الوزير الداودي، بعد فضيحة «الكوبل الحكومي» التي أخرجت الثنائي من الحكومة.
أما البرلمانية رقية الرميد، أخت وزير العدل والحريات، فتركت ملفات البرلمان، وقضت معظم وقتها داخل المحاكم في تحريك الملفات والشكايات ضد جريدة «الأخبار». أما أشهر برلمانية استفادت من «ريع» اللائحة الوطنية هي أمينة ماء العينين، فقبل تسخين مقعدها تحت «القبة» «دبرت» على زوجها بتنقيله من إقليم تيزنيت حيث كان يشتغل في التعليم، إلى وزارة «الشوباني اللذيذ» وتعيينه رئيس مصلحة، أما هي فـ«دبرت» على منصب بالمجلس الأعلى للتربية والتكوين، عن طريق نقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، الذي حصلت مؤخرا على العضوية بمكتبه التنفيذي مع الحلوطي، وقبل أن تصبح برلمانية بعد فوزها بالمقعد البرلماني ضمن اللائحة الوطنية للنساء بحزب العدالة والتنمية، كانت ماء العينين تشتغل في قطاع التعليم.
أما الشباب الثمانية الذين ولجوا إلى قبة البرلمان عن طريق اللائحة، فأصبح دورهم مقتصرا في الدفاع عن القرارات التي تتخذها الحكومة، ومهاجمة الأصوات المعارضة، كما يفعل خالد البوقرعي، الكاتب العام للشبيبة، الذي وجد الطريق سالكا إلى البرلمان قادما إليه من جبال قبيلة «البرانس» بنواحي تازة، بعدما كان يدير مدرسة خاصة بمكناس. وبدأ البوقرعي نشاطه في صفوف فصيل طلبة الوحدة والتواصل بجامعة محمد بن عبد الله بفاس، حيث كان مسؤولا عن الذراع الطلابي لحركة التوحيد والإصلاح، وعاش فصول الأحداث الدامية التي شهدتها الجامعة بين الطلبة القاعديين والإسلاميين، وولج قبة مجلس النواب، عن طريق «ريع اللائحة»، إلا أن حصيلته داخل المجلس تكاد تكون منعدمة، فهو نادرا ما يتدخل في الجلسات العامة، ويقتصر حضوره داخل لجنة الخارجية والشؤون الإسلامية، فيما يغيب عن اجتماعات اللجان التي تخصص لمناقشة القضايا الاقتصادية والاجتماعية والشبابية.
كما يوجد ضمن اللائحة، «الممثل» ياسين أحجام، الذي يعد من أكثر البرلمانيين غيابا عن الجلسات العامة واجتماعات اللجان البرلمانية التي تخصص لمناقشة قضايا مهمة، ولا يحضر إلا ليأخذ الصور مع المعجبات داخل بهو وممرات البرلمان.
بالنسبة لحزب الاستقلال، فقد حصل على 13 مقعدا باللائحة الوطنية، منها 9 مقاعد للنساء، و4 مقاعد للشباب، اقتسمها «شيوخ» الشبيبة الاستقلالية في ما بينهم، وهم عبد القادر الكيحل، وعادل بنحمزة، اللذان وضعهما عباس الفاسي، وكانت حصيلتهما خلال الولاية الحالية هي تفرغهما لاستكمال دراستهما الجامعية، والحصول على صفة «دكتور»، بالإضافة إلى عادل تشكيطو، الذي اشتهر أكثر في قصة الفيديو الذي نصب عليه فيه شباب من واد زم أوحوا له بأن يدردش مع شابة جميلة، قبل تصويره وابتزازه.
أما لائحة النساء فتحكم منطق العائلة والقرابة في توزيع مناصبها، ومنهن فاطمة طارق، زوجة حميد شباط، وزينب قيوح، ابنة علي قيوح القيادي بالحزب، وهي أخت عبد الصمد قيوح، وزير الصناعة التقليدية السابق.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الريع على حقو وطريقو 21 الريع على حقو وطريقو 21



GMT 19:41 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

الاهتمام بلبنان في ظلّ إعادة تأسيسنا صاروخيّاً!

GMT 19:39 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ثلاثية الكويت

GMT 19:36 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

محاكمة لجنة التحقيق!

GMT 19:35 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

فكرة بديلة فى الرى!

GMT 19:32 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ما نعرفه حتى الآن

GMT 12:34 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

الشخصية اللبنانية كمزحة

GMT 12:32 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

لماذا يكره المتطرفون الفنانين؟

GMT 12:29 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

ارفع معنوياتك!

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 18:57 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الثور

GMT 14:07 2016 الجمعة ,16 أيلول / سبتمبر

الأبنوس

GMT 15:05 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

نيمار يبلغ سان جيرمان برغبته في الرحيل هذا الصيف

GMT 14:42 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

السالمية الكويتي يبدأ مشواره العربي بلقاء الشبيبة الجزائري

GMT 15:23 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

سنوات يفصلها رقم

GMT 11:24 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك محمد السادس يرسل برقية تعزية إلى الرئيس الكاميروني

GMT 13:45 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

أول صالون تجميل يستقبل المحجبات في نيويورك

GMT 23:50 2019 الأحد ,02 حزيران / يونيو

باتريس كارتيرون يُراقِب العائدين من الإعارة

GMT 00:14 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

السعودية تنفذ حكم القتل تعزيرًا في حق صدام حسين
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya