المولد النبوي الشريف وأعياد الميلاد المجيدة الإنسانية تحتفل

المولد النبوي الشريف وأعياد الميلاد المجيدة: الإنسانية تحتفل !

المغرب اليوم -

المولد النبوي الشريف وأعياد الميلاد المجيدة الإنسانية تحتفل

المختار الغزيوي

على الأرض السلام، وفي الناس المحبة، في أيام أعياد الميلاد المجيدة هاته. وصلى الله وسلم على سيدنا محمد في ذكرى ميلاده الشريف، والسلام على أنبياء الله إلينا، فالدين رحمة ورسله وسيلة إليها لا العكس على الإطلاق.
‎عدد كبير من أصدقائي الحداثيين أو ممن يصفون أنفسهم هكذا لا يروقهم كثيرا إيماني بالغيبيات. يقولون لي حين الضجر مني “لانفهم كيف أن حداثيا يطلب من الله أن ينزل المطر”، ويرددون وهم يضحكون “لانستوعب هذا الجانب المظلم فيك”.
‎أبتسم وأعتبره الجانب الأكثر نورانية من تفكيري، والأكثر قدرة على الحديث معي بكل صدق، وأشهره في وجه الآخرين الذين لا يعرفون علاقتي بالدين، والذين يتصورونني عن بعد إنسانا لايؤمن بروح، ولا يعترف .بدغدغات الروح والحواس السامية الأولى
‎أبتسم وأفهم الكلام، لأنني أعرف أننا تربينا في مجتمع الأبيض أو الأسود، التطرف من هاته الجهة أو التطرف من الجهة المقابلة، ولا تعادل في المسألة ولا توسط ولا اعتدال.
‎لذلك يحلو لي أن أطارد هؤلاء الأصدقاء في هذا المجال بالتحديد، وأن أعلنه فيهم وعليهم باستمرار، مختبرا قدرتهم على القبول بآراء أخرى غير آرائهم هم الذين يقولون إنهم يؤمنون بالاختلاف، وسعيدا للغاية بجانب راحة روحي، شخصي وفرداني يهمني لوحدي في علاقتي بخالقي، ولا يهم أي شخص آخر معي أو سواي.
‎وحين تأتي مناسبات مثل هاته التي نمر منها الآن ويتزامن الاحتفال بميلاد خير البرية سيدنا محمد عليه أزكى الصلاة والسلام بأعياد الميلاد المجيدة التي تحتفي بسيدنا عيسى عليه السلام، بالحانوكا وقد مرت شموع أيامها الثمانية منذ أيام، وهي حفل ديني مقدس لدى إخوتنا وأبناء عمومتنا اليهود من أتباع ديانة سيدنا موسى عليه السلام، تزدهر في كل المسام مني الرغبة في إعلاء الدين مجل احتفال بالإنسان لا العكس، ويعود لي الأمل في الدين أن يكون أداة جمع لا أداة تفرقة، ووسيلة رحمة لا سبب نقمة واقتتال.
‎أشعر به رحمة للعالمين مثلما قال القرآن، سلاما على الأرض ومحبة في الناس مثلما قال الإنجيل، وهدية للضالين في كل مكان مثلما قالت التوراة والتلمود.
‎لا مشكل لدي في العثور على الروابط بين الديانات الثلاث كلها، بل وحتى في الديانات الأخرى الأكثر بعدا عنا، وقد أهدتنا صدفة الحياة الرائعة فرصة التعرف باكرا وعن قرب على علماء حقيقيين قالوا لنا بالصوت الصريح الواضح اللابس فيه “موسى نبي وعيسى نبي ومحمد نبي”، ففهمنا أننا ننتمي إلى كل هؤلاء وأن الضيقين من العاجزين عن الرحابة لن يقنعونا يوما بأن قدر الديانات هو أن تصارع بعضها.
‎مؤخرا وفي قناة فرنسية كانت دهشة فرنسيين يطالعون القرآن وهم يكتشفون أن سيدنا عيسى مذكور في القرآن الكريم أكثر من سيدنا محمد، وأن مقامه عالي جدا وأن الحديث عنه في كل مقاطع كتابنا المقدس هو حديث احترام وتقديس.
‎الأمر نفسه بالنسبة لسيدنا موسى الذي نعرفه نحن المسلمون باعتباره كليم الله، وما أدراك ماكليم الله، لذلك لا مشكل في النصوص ولا في الديانات الرحبة أكثر من عقل الإنسان.
‎المشكل في تطرف الآدمي، وفي قراءته لدينه، وفي تصريفه لنزعات الشر فيه في اتجاه آخر اعتمادا على القراءة المغالية للدين.
‎لنكن أكثر وضوحا كالعادة ولنطرح السؤال: من الأقرب إليكم؟ يهودي أو مسيحي يؤمن بالديانات السماوية وباللقاء بينها وبقدرة الإنسان على العثور داخلها على مايجمعه ببعضه البعض؟ أم داعشي يجز رأس إنسان ويضعه على اليوتوب دلالة انتصاره على الإنسان فينا في كل مكان؟
‎الجواب سهل وواضح: الآخرون أقرب إلي من مدعي الانتماء معي إلى الإسلام وهو يفعل فيه الأفاعيل ويسيء إليه ويقدم عنه أسوأ النماذج والأمثلة.
‎لذلك نحتفي هنا في المغرب بذكرى المولد النبوي أجمل وأفضل احتفال، فنقيم لها الليالي في مكناس وفاس ومراكش ونشعل لها الشموع ومواكبها في سلا وتارودانت، ونصلي ونسلم اليوم كله والليل أيضا على خير البرية.
‎ولذلك أيضا ستجدنا يوم عيد الميلاد المجيد نشاطر إخوتنا المسيحيين ونحن نلتقي بهم في كنائس المملكة هذه الروح السمحة التي تهيمن على الأرض في هاته الأثناء، ونتقاسم معهم الهدايا، ثم نسهر ليلة رأس السنة وإن لم نكن مسيحيين، لكن فقط مشاطرة منا لهم لسبب فرحة نبحث عنه على الدوام.
‎ولذلك أيضا كنا في سابق الوقت وسالف الزمان نشاطر اليهود من جيراننا كل أفراحهم والمناسبات، ونأكل لديهم ملذات الحياة، ونغني معهم الشعبي المغربي على أصوله، ولا نجد بيننا وبينهم أي اختلاف
‎هو المغرب في عمقه الحقيقي. وطبعا ستجدون من بين كارهي الحياة من يقيمون لكم يوميا أسباب الفرقة والاختلاف ويختلقون لكم دوافع الكراهية والخوف من الآخر.
‎لاتصدقوهم. إذهبوا إلى تاريخ بلادكم، إلى كل ركن صغير فيها، إقرؤوا جيدا ماستجدون، ستعثرون في كل مكان منا وفينا على آخر  فينا يسكننا ونسكنه ولا اختلاف بيننا وبينه ولا افتراق.
‎على الأرض السلام، وفي الناس المحبة، في أيام أعياد الميلاد المجيدة هاته. وصلى الله وسلم على سيدنا محمد في ذكرى ميلاده الشريف، والسلام على أنبياء الله إلينا، فالدين رحمة ورسله وسيلة إليها لا العكس على الإطلاق.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المولد النبوي الشريف وأعياد الميلاد المجيدة الإنسانية تحتفل المولد النبوي الشريف وأعياد الميلاد المجيدة الإنسانية تحتفل



GMT 19:41 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

الاهتمام بلبنان في ظلّ إعادة تأسيسنا صاروخيّاً!

GMT 19:39 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ثلاثية الكويت

GMT 19:36 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

محاكمة لجنة التحقيق!

GMT 19:35 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

فكرة بديلة فى الرى!

GMT 19:32 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ما نعرفه حتى الآن

GMT 12:34 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

الشخصية اللبنانية كمزحة

GMT 12:32 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

لماذا يكره المتطرفون الفنانين؟

GMT 12:29 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

ارفع معنوياتك!

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 18:57 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الثور

GMT 14:07 2016 الجمعة ,16 أيلول / سبتمبر

الأبنوس

GMT 15:05 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

نيمار يبلغ سان جيرمان برغبته في الرحيل هذا الصيف

GMT 14:42 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

السالمية الكويتي يبدأ مشواره العربي بلقاء الشبيبة الجزائري

GMT 15:23 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

سنوات يفصلها رقم

GMT 11:24 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك محمد السادس يرسل برقية تعزية إلى الرئيس الكاميروني

GMT 13:45 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

أول صالون تجميل يستقبل المحجبات في نيويورك

GMT 23:50 2019 الأحد ,02 حزيران / يونيو

باتريس كارتيرون يُراقِب العائدين من الإعارة

GMT 00:14 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

السعودية تنفذ حكم القتل تعزيرًا في حق صدام حسين
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya