الحاجة إلى البام

الحاجة إلى البام !

المغرب اليوم -

الحاجة إلى البام

المختار الغزيوي

يعقد حزب الأصالة والمعاصرة ابتداء من يومه الجمعة مؤتمره العادي الثالث، وسط متغيرات عديدة وكثيرة مست المشهد الحزبي المغربي ومست هذا الحزب أساسا، وانتقلت به من حزب كان الكثيرون يرفضون حتى سماع إسمه وتخرج اللافتات في العشرين حاملة صور زعمائه للإطاحة بهم والمطالبة بحله إلى حزب رقم أساس في المعادلة الحزبية المغربية اليوم.
عند إعلان نتائج انتخابات شتنبر الماضي أي جهويات المغرب وجماعياته، اختارت جريدة “الأحداث المغربية” أن تضع على غلافها ليوم نتائج الانتخابات صورتين لإلياس العماري، زعيم البام غير المعلن، أو الرجل القوي، أو رجل الظل الذي سينتقل إلى مرحلة رجل الواجهة في هذا المؤتمر،  ولعبد الإله ابن كيران وأن تكتب فوق الصورة “المنتصران”
لن نقص عليكم ما وقع هنا وهناك من قراءات للصورة تلقينا حولها عديد المكالمات والمراسلات، لكن نترك لكم أن تتخيلوا لأنها لم ترق لأحد في نهاية المطاف: أهل ابن كيران في السياسة وعشيرته المقربة اعتبروها لمزا وغمزا وإعدادا لشوط ثان يبدو لهم بعيدا وغير ممكن. أهل أحزاب سياسية أخرى اعتبروها إزالة لهم من المشهد واقتصارا على إسمين إثنين، بل وأهل مقربون من البام اعتبروها عدم اعتراف من الجريدة بالقيادة المعلنة للحزب وأشياء أخرى من هذا القبيل
كانت الصورة، وللأسف أننا في المجال البصري المغربي سياسيا وفي غير السياسة لم نصل بعد مرحلة القراءة الفنية لها التي تتجاوز المستوى الأول، وتريد أن تقول بأن البام بقيادته التي تخطط أصبح اليوم فعلا الرقم / المعادلة التي يجب على حزب “العدالة والتنمية” أن يرد على كثير من ملابساتها وأن يحل كثيرا من شيفراتها
حكاية الولادة العسيرة أو الملتبسة أو “قل لي ولدت في حضن من؟ ولا شرعية لك” وبقية الروايات التي عاش بها أعداء هذا الحزب وخصومه منذ العشرين – التي كان العديدون من حملة لوائها قبل أن يغيروا الرأي إلى النقيض تماما –  وحتى أشهر خلت هي حكاية استنفذت نفسها، والحقيقة التي يصعب اليوم فعلا أن تجادلها هي أن البام موجود وأنه كائن، وأنه استطاع ضمان البقاء. لكن ماذا عن المستقبل؟
هذا هو السؤال الأهم. وأعتقد أنه يوجد لدى المنتسبين لهذا الحزب انطلاقا من مؤتمرهم اليوم بعض من رغبة في الرد على سؤال مثل هذا، مادام سؤال الماضي قد دفن، وسؤال الولادة لم يعد له معنى.
المستقبل الذي نعنيه هو الإضافة التي سيحملها حقا هذا الحزب للمشهد الحزبي المترهل. المعترف به بيننا جميعا هو أن هاته الأحزاب التي نراها أمامنا وصلت الباب المسدود حقا، وهذه مسألة يجب أن نقولها إذا كنا نحب بلادنا فعلا ويعنينا مستقبلها، ونعرف معنى وأهمية الأحزاب السياسية لها.
وبالقدر الذي فرحت لالتئام شمل العائلة الاستقلالية أنا الذي تربيت في بيت استقلالي وحضرت أول مؤتمر سياسي لي في سن الثالثة من العمر بين أحضان الوالدة، إلا أنني لم أر شبابا بالقدر الكافي في ذلك الالتئام، أي لم أر مستقبلا، ورأيت فقط عودة قسرية لمن غضبوا يوما مما أسموه “الزلزال الحزبي” وحميد شباط يصل قيادة الحزب إلى حزب لاغنى لهم عنه لأنهم لايمتلكون بدائل أخرى
الاتحاد لن أتحدث عنه لأن وضعيته يعرفها القاصي والداني وهي لاتسر عدوا ولا حبيبا، و”التقدم والاشتراكية” أصبح ملحقة حكومية تابعة للبيجيدي، وبقية  الأحزاب حكاية غير مفهومة لا بالنسبة لنا نحن المواطنون العاديون، ولا بالنسبة لكبار خبراء التحليل والتحريم السياسي ممن نقرأ لهم أو ننصت لهم ونشاهدهم باستمرار
لذلك يبدو الجديد فعلا هو هذا “البام”، لكن هل يعرف “الأصالة والمعاصرة” أنه جديد وأنه ملزم بحمل هذا الجديد حقا؟
على مايبدو نعم، وإن كانت الوتيرة بطيئة وإن كان أيضا تسرب بعض العقليات التي لاتريد تغييرا وبعض النقاشات التي تعود إلى عصور سحيقة وبعض التصرفات الملتبسة التي تذكرنا بالتباسات أحزاب وتشكيلات أخرى، وتعيد إنتاج بعض من بؤس الحياة الحزبية المغايرة (صراعات المصالح الصغيرة وغيره من المثبطات)، لكنها عثرات ضرورية وضريبة قسرية إذا ما أراد الحزب لعب دوره الأول الذي قال إنه يريد أن يلعبه : حزب حداثي بمشروع مجتمعي ينظر إلى الأمام لا إلى الخلف، ويستطيع أن يعلن عاليا أنه يتبنى الحداثة عكس ما تم نصحه به، وأنه يعارض المشروع المجتمعي الآخر الزاحف علينا.
أريد – أنا المغربي الذي لاتروقني عروض بوتيكات الإسلام السياسي بمختلف تلويناتها – أن أقنع نفسي أن الأمر ممكن، وأنه قد يحدث، وأن قدرنا ليس أن نبقى رهائن اختيار مجتمعي واحد يقول لنا “إقبلوني معتدلا أو إقبلوني سلفيا أو إقبلوني عدلاويا، وإن لم تقبلوا كل هاته “الاختيارات الإجبارية” فسوف تقبلوني داعشيا وسوف أجز كل الرؤوس”.
لذلك أتمنى فعلا النجاح للبام ولمؤتمره، ولذلك لا أراه إلا ضروريا مهما قيل ومهما كتب.
عساه فقط يقتنع هو الأول بهاته الضرورة وبهاته الأهمية في هاته اللحظة الحاسمة من تاريخ البلد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحاجة إلى البام الحاجة إلى البام



GMT 06:30 2018 الإثنين ,26 آذار/ مارس

الأحرار: آخر رهان لهزم الإخوان

GMT 03:42 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

شركة البام

GMT 05:22 2017 الخميس ,10 آب / أغسطس

إقالة وليست استقالة

GMT 07:57 2017 الجمعة ,16 حزيران / يونيو

العماري كلما شرب يزداد عطشا

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 12:09 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

يشير هذا اليوم إلى بعض الفرص المهنية الآتية إليك

GMT 12:01 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 17:49 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

GMT 19:23 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الدلو

GMT 19:31 2020 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

مناقشة رواية "غيوم فرنسية" في معرض الكتاب

GMT 04:30 2019 السبت ,26 كانون الثاني / يناير

باتاكي ترتدي بكيني أحمر متوهج وتتباهى بجسدها

GMT 06:55 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على كيفية معرفة الفرق بين الألماس الحقيقي والصناعي

GMT 02:40 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

الأعمال الفنية الحديثة تخلو من الراقصة الممثلة الموهوبة

GMT 02:42 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

استكمال جمال سليمان ومنة فضالي وياسر فرج "أفراح إبليس2"

GMT 13:55 2016 الخميس ,15 أيلول / سبتمبر

استنفار أمني في زايو بعد العثور على فتاة مقيدة

GMT 23:33 2016 الجمعة ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنانة ريم مصطفى تنضم إلى فريق عمل "اللهم إني صائم"
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya