البام والاتحاد  وأخيرا

البام والاتحاد : وأخيرا ؟؟!!

المغرب اليوم -

البام والاتحاد  وأخيرا

المختار الغزيوي

منذ مدة لم يسعدني تقارب في المشهد السياسي، مثلما أسعدني التقارب الذي حصل مؤخرا بين البام وبين الاتحاد.
الاتحاد الاشتراكي أقصد، وهو الحزب الوحيد الذي تستطيع أن تقول عنه فقط الاتحاد وأن يكمل الناس بقية الإسم وأن يتعرفوا على التشكيلة. وحين عاد أصدقاء أعرفهم من لقاء الحزبين، نقلوا كل الكلام الطيب الذي قاله لهم زعيم الأصالة والمعاصرة عن حزبهم، وعن شرفه وافتخاره بالدخول إلى الصرح التاريخي للحزب ومقره بكل الرمزية التي يحملها ذلك المكان.
كاد أولئك الأصدقاء يستغربون من هذا الاحتفاء بهم، لولا أن ذكرهم التاريخ كله بأن الأمر يتعلق فعلا بالاتحاد وهو شرف لمن يقترب منه وهو تاريخ لايمكن محوه، وهو الحزب الذي أراد به ابن كيران بكل مالديه من أصوات وشعبية أن “يسخن أكتافه”، وهو الحزب الذي وإن بقي فيه مناضل واحد فقط سيظل جزءا أساسيا من مسار هذا البلد السياسي ككل
كيف وصل الاتحاد إلى هذه المرحلة من الشك في الذات والنفس والاقتراب من نسيان التراث الذي كانه؟
طرحت على نفسي السؤال ثم وجدت بعضا من إجابات في مسارات عديدة مرت من هذا الحزب صنعت منه ما صنعت، وجعلته على الحال الذي هو عليه اليوم
تذكرت المنشقين عن المنشقين وما أكثرهم.
تذكرت الراغبين في بناء السير الذاتية لا أقل ولا أكثر.
تذكرت الراغبين في الاغتناء على حساب الاتحاد. تذكر ت من باعوا واشتروا بالشعارات.
تذكرت من حاكوا لبعضهم البعض المؤامرات وأمضوا وقتا طويلا في هدم كل شيء عوض  أن يمضوا قليلا من ذلك الوقت في بعض من بناء.
تذكرت من طردوا بجرة ديمقراطية داخلية ظالمة. تذكرت من عجزت القيادات على اختلاف زمن تلك القيادات عن الإنصات لأصواتهم المختلفة ففرضت عليهم الرحيل وأراضي الله الواسعة والمنخفظة والعالية وماشابه
تذكرت من اعتصرهم الألم على حال الحزب فلازموا المنازل وابتعدوا عن السياسة وعوالمها وقالوا كفى
تذكرت من رحلوا عن الدنيا بأسرها حزنا أو كمدا أو غضبا أو أسفا أو يأسا وغيظا من حال الحزب.
ثم تذكرت من بقوا فيه رغم كل شيء، ومن لازال يعني لهم شيئا ما رغم حاله المأسوف عليه فعلا .
تذكرت أناسا أعرفهم، لا هم في المكتب السياسي ولا في اللجنة الإدارية، ولا في الشبيبة ولا في أى (مصيبة) من هاته (المصائب)، لكنهم في قلب هذا الحزب، ويحبون هذا الحزب وينتمون إليه أكثر من أولئك الذين يتحدثون باسمه في كل مكان
وعندما تصادفهم في انعطافة تاريخ معين، وترغب فقط على سبيل الاستفزاز المجاني – لأن السياسة زصلا في المغرب أصبحت تصلح للاستفزاز المجاني لا أقل ولا أكثر – أن تنتقد حزبهم أو مايعتبرونه حزبهم ترى الدموع الغاضبة في أعينهم ورذاذ الفم يقاوم ويصرخ ويقول لك “لاتحكم علي بالحاضر فقد تعرضت لما لم يتعرض له أحد قبلي”
ولقد جرب الاتحاد كل أنواع المحاولات لإنقاذ نفسه بنفسه فلم يستطع – علينا الاعتراف بذلك – لأن أزمة الشرعية لديه بين أبنائه مبنية على معرفتهم الوثيقة ببعضهم البعض منذ أزمنة أولى، ولن ينفع اليوم أن يقال لهم اجتمعوا لكي يجتمعوا. سيجدون دائما مايقولونه عن الآخر الذي يرونه غير مؤهل لقيادتهم، وعن الآخر الذي سقط به سقف السياسة على الحزب، وعن الثالث الذي اعتمد الكولسة وباع إلى أن وصل وعن الرابع والخامس والعاشر مما يروونه لنا دوما وأبدا، ولا يتعبون وإن أتعبوا حزبهم وأتعبونا نحن بهذا الكلام..
لذلك يبدو الاقتراب من تجربة حزبية جديدة تبني نفسها بقوة ظاهرة، ولديها غير قليل من مقومات النجاح أمرا شبه موفق إذا ماتم له الاكتمال ختاما. وعوض أن يجد ابن كيران وهو من مرجعية مجتمعية أخرى بعيدة كل البعد عن الاتحاد وسيلة لتسخين أكتافه بالاتحاد لا بأس من تسخين كل أطراف البام بنفس الاتحاد والاقتراب بين الحزبين مبني على ترديدهما معا لشعارات تكاد تتتشابه
لم لا في نهاية المطاف؟
هذا حزب جرب كل شيء ولم يستطع، فما الذي يمنعه اليوم من أن يجرب مقاربة ذكية للموضوع ككل؟
العديدون اليوم في الاتحاد يطرحون السؤال ويجدون في طياته كثيرا من الجواب، ويقولون إن الزمن السياسي الراهن بشعبويته القاتلة واتجاهاته المحافظة الراغبة فقط في العودة إلى الوراء لا يترك إلا قليل شك أو جدال في الاقتراح
من يدري؟
لعلنا نجد أنفسنا فعلا ذات يوم في هذا المغرب السياسي أمام القطبين الشهيرين اللذان لطالما حلمنا بهما جميعا
من يدري حقا؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البام والاتحاد  وأخيرا البام والاتحاد  وأخيرا



GMT 03:32 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

تأملات على هامش ستينية الاتحاد الاشتراكي

GMT 05:25 2017 الثلاثاء ,02 أيار / مايو

صلح «الحزيبية»

GMT 07:31 2017 الأحد ,23 إبريل / نيسان

تدجين العدالة والتنمية

GMT 06:55 2017 الأربعاء ,15 آذار/ مارس

"حنا اللي بطاطا"…سيدي !

GMT 05:53 2017 السبت ,11 آذار/ مارس

مشرط الحناك

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 18:57 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الثور

GMT 14:07 2016 الجمعة ,16 أيلول / سبتمبر

الأبنوس

GMT 15:05 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

نيمار يبلغ سان جيرمان برغبته في الرحيل هذا الصيف

GMT 14:42 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

السالمية الكويتي يبدأ مشواره العربي بلقاء الشبيبة الجزائري

GMT 15:23 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

سنوات يفصلها رقم

GMT 11:24 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك محمد السادس يرسل برقية تعزية إلى الرئيس الكاميروني

GMT 13:45 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

أول صالون تجميل يستقبل المحجبات في نيويورك

GMT 23:50 2019 الأحد ,02 حزيران / يونيو

باتريس كارتيرون يُراقِب العائدين من الإعارة

GMT 00:14 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

السعودية تنفذ حكم القتل تعزيرًا في حق صدام حسين
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya