المتبرئون منا الجزء 2  عندما شاهدت وثائقي “فرانس 3″ في العيون المغربية

المتبرئون منا (الجزء 2) : عندما شاهدت وثائقي “فرانس 3″ في العيون المغربية !

المغرب اليوم -

المتبرئون منا الجزء 2  عندما شاهدت وثائقي “فرانس 3″ في العيون المغربية

بقلم : المختار الغزيوي

فرق  كبير بين أن تشاهد وثائقي “فرانس 3” حول المغرب وأنت في الدار البيضاء، وبين أن تشاهده وأنت في العيون.
فرق كبير للغاية لايمكنك أن تشرحه، لكنك تحسه.  عندما ترى بعينيك المكان وسيارات المينورسو رابضة في أرصفته تنتظر العدم الذي لن يأتي، وتتصور نفسها حلا لقضية لا وجود لها أصلا إلا في مخيلة الجزائر ومن صنعوها يوما. وعندما تجول في المكان من أقصاه إلي أقصاه، فلاتجد نفسك إلا في المغرب مرددا العبارة وإن بدت مبتذلة “أحب من أحب وكره ومن كره”.
وعندما تعلو الملامح في دواخلها االتماعة الانتماء للوطن بنفس الاختلاف الذي تراه في أكادير أو طنجة أو ووجده، وبنفس السحنات، وبنفس الابتسامات، وبنفس التجهمات وبنفس مناحي الحياة.
عندما تدلف الصحراء المغربية وتجلس في مقهى فيها تتأمل هؤلاء المتبرئين منا مثلما أسميناهم في مقال سابق يتحدثون لنا عن مغرب آخر لا يعيش فيهم ولا يعيشون فيه. لا يسكنهم ولا يسكنونه، يرونه في البلاتوهات التلفزيونية. يقيسون حرارته بمدخول الجيب بعد كل لقاء أو حوار إعلامي. لايتلمسون معانيه الحقيقية إلا إذا كانوا حاضرين في المقدمة يرسمون لنا شكل البلد الذي يفضل فخامتهم ومعاليهم وحضرتهم أن يجعلونا نعيش فيه، حينها تحس الفرق، وحينها تعيد الاقتناع الأبدي أن الحرب لأجل هاته الأرض ليست ترفا ولا اختيارا للتباهي أو مهمة يجب أن تتلقى مقابلها الأتعاب مثلما يتصور البعض. هي الحياة كلها وهي معنى الحياة.
كثير من الضجيج من أجل لا شيء فعلا، تلك كانت الخلاصة لبرنامج “فرانس 3″ الجمعة الماضية والذي قدمته لنا الماكينة المعادية للمغرب إعلاميا (يجب أن نعترف أخيرا وبوضوح أن هناك ماكينة إعلامية معادية – وليست معارضة – للمغرب تشتغل بحماس منقطع النظير) باعتباره الفتح التلفزيوني والسياسي الذي لم يسبق لأي قناة في الكون أن قدمته عن بلدنا
سوى أن مارأيناه أكد لمن يعرفون الإعلام قليلا ويتابعونه أن أزمة التلفزيون الفرنسي العمومي في قنوات “فرانس تلفزيون” هي أزمة حقيقية أولا، لذلك هو الآن يبحث عن منفذ لورطته دون أن يجد حلا، وأكدت لنا سياسيا أن من يريد الاشتغال على موضوع ما يجب أن يكون ملما به أو عليه الابتعاد السريع عنه تلافيا للإحراج، وأكدت لنا ثالثا أن بعض المستعدين دوما وأبدا لتقديم شهادتهم “لوجه الوطن والتاريخ” – ومجانا ومن باب الغيرة على الوطن وعلى الديمقراطية وعلى حقوق الإنسان وبقية الشعارات – يجب أن يستحوا قليلا وأن يعودوا إلى “البلاد”، أن يعيدوا استنشاق هوائها، وأن يلامسوا تربتها وأن يحتضنوا ناسها وأن يفكروا مليا في ما يقولونه ويفعلونه إذا كان الذي يقومون به مجانا أو من باب القراء السياسية الخاطئة/ المخطئة للأشياء.
كان الأمر غير ذلك، ولا نظنه إلا كذلك (لازمة الشيخ العلوي الطريف الشهيرة في الأنترنيت تصلح هنا  “أو ليس كذلك؟ بلى وهو كذلك)، وكانوا أناسا يتقاضون مقابل ما يصعدون به إلى القنوات التلفزيونية لكي يقولوه ضد بلادهم، أو كانوا بمشاريع سياسية/ إعلامية/ اقتصادية طموحة أكثر من اللازم وأكثر من الحد الذي يسمح لهم بهم مستواهم، فإننا ملزمون المرة بعد الأخرى بأن نعيدهم إلى حجمهم الحقيقي دون “تنميط أو ستيغما أو حث على الحقد ولا على الكراهية”، لكن بكل انتساب إلى هذا البلد وبكل غيرة عليه وعلى مصالحه، وبكل تأفف أنه يجد باستمرار من بين من يحملون ملامحه في وجوههم أناسا قادرين على لعب لعبة “البراني” من أجل أشياء صغيرة جدا في الغالب.
تفاصيل البرنامج / المهزلة موجودة في مكان آخر من العدد، وستسكتشفونها، وهي في الختام لا تهم. أهم منها أن نرى تعاطي الناس العاديين – وهؤلاء هم  من يهمني حقيقة لأن النخبة الزائفة التي تدعي الحديث باسمهم لا تعني لي شيئا – مع البرنامج.
مواطن في قلب العيون وما أن انتهى البرنامج في المقهى  حتى قال ببساطة متناهية “واش هادي خياتي ماعياوش من الحطان علينا؟”.
أخذت معي الجملة إلى الفندق في ذهني وأن أسير على قدمي راجلا في شوارع العيون المغربية. رنت طويلا ببساطتها وبوضوحها، وأصبحت سؤالا كبير يلح علي.
إلى متى سيستهدفون هذا البلد الأمين، وإلى متى سيجدون من بيننا من يمد لهم يد العون في هذا الاستهداف؟
ذلك هو السؤال حقا…

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المتبرئون منا الجزء 2  عندما شاهدت وثائقي “فرانس 3″ في العيون المغربية المتبرئون منا الجزء 2  عندما شاهدت وثائقي “فرانس 3″ في العيون المغربية



GMT 04:18 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

الملك والشعب…والآخرون !

GMT 04:27 2017 الجمعة ,28 تموز / يوليو

أطلقوا سراح العقل واعتقلوا كل الأغبياء !

GMT 06:11 2017 الخميس ,01 حزيران / يونيو

ولكنه ضحك كالبكا…

GMT 05:21 2017 الإثنين ,01 أيار / مايو

سبحان الذي جعلك وزيرا ياهذا!

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 18:57 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الثور

GMT 14:07 2016 الجمعة ,16 أيلول / سبتمبر

الأبنوس

GMT 15:05 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

نيمار يبلغ سان جيرمان برغبته في الرحيل هذا الصيف

GMT 14:42 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

السالمية الكويتي يبدأ مشواره العربي بلقاء الشبيبة الجزائري

GMT 15:23 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

سنوات يفصلها رقم

GMT 11:24 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك محمد السادس يرسل برقية تعزية إلى الرئيس الكاميروني

GMT 13:45 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

أول صالون تجميل يستقبل المحجبات في نيويورك

GMT 23:50 2019 الأحد ,02 حزيران / يونيو

باتريس كارتيرون يُراقِب العائدين من الإعارة

GMT 00:14 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

السعودية تنفذ حكم القتل تعزيرًا في حق صدام حسين
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya