في ذكرى 16ماي المغرب الآمن

في ذكرى 16ماي: المغرب الآمن

المغرب اليوم -

في ذكرى 16ماي المغرب الآمن

بقلم المختار الغزيوي

احتفل رجال أمن المغرب بذكرى تأسيس جهازهم الستين، وبالذكرى الأولى لتعيين عبد اللطيف الحموشي على رأس إدارتهم، قبل موعد الاحتفال الرسمي الذي يتم اليوم بالقنيطرة، إذ أصروا ليلة الخميس/ الجمعة على أن يحتفلوا خير احتفال بشكل عملي مجسد على أرض الواقع من خلال تصديهم لعملية داعشية خطيرة استبقوا كل تحركاتها، وراقبوها منذ أن ابتدأت، واستطاعوا في لحظة الصفر أن يشلوا حركتها وأن يوقفوها من خلال اعتقال تشادي في مدينة البوغاز كان ينوي تخليد ذكري الأمن الوطني وذكرى تفجيرات السادس عشر من ماي الحزينة بطريقة مرعبة في المغرب تعلن ميلاد الفرع المغربي لدواعش الوقت الكئيب.
عندما بدأت أولى الصور تأتي من طنجة يوم الجمعة الفارط، توقفنا طويلا في هيئة التحرير عند تصفيق المواطنين الطنجاويين لرجال « البسيج » وهم يقتادون المشتبه فيه التشادي، واسترعت انتباهنا صيحات “عاش الملك” و”برافو” التي كان المواطنون في طنجة مصرين على إيصالها إلى رجال الأمن.
لنعترف بها: اطمئناننا الخرافي على بلدنا ازداد مرة أخرى وتقوى.
هو بالفعل قوي بأننا ولأننا نعرف أن رجال الظل وحماة أمن المغرب يقومون بما يستطيعونه وزيادة، لكننا ونحن نرى اصطفاف الشعب العادي مع الأمن في هاته المعركة أدركنا أن الأمن في المغرب ليس شعارا فقط، وأن الاستقرار ليس كلمة تقال وأن الاقتناع بالأمرين معا هو اقتناع يجمع الكل على أرض هذا البلد
نعرف اليوم أكثر من أي وقت مضى بعد كل ماحدث في المنطقة العربية، وبعد أن فعل الإرهاب فعله في كل مكان أن الحكاية ليست سهلة ولا هينة، وأنها ليست شريطا إخباريا يبث في تلفزيون، وليست مجرد مشاهد مصورة تنقلها إلينا الكاميرات.
هذا الإرهاب اليوم حقيقة متجسدة على أرض الواقع. هذه الجماعات التكفيرية القاتلة هي شبح موجود معنا في كل مكان شئنا ذلك أم أبيناه . وهذه الفوضى غير الخلاقة التي حركت في غير ما بلد وولدت داعش وولدت قبلها القاعدة، هي فوضى يجب أن نفعل المستحيل لكي نظل في منأى عنها وفي مأمن منها
ولقد مضى ذلك الزمن الذي كنا نمضي فيه الساعات الطوال نقنع الناس أن ماوقع في ١٦ ماي ٢٠٠٣ حقيقي ودال على ماسيأتي فيما بعد.
كان بعض الموتورين يقولون لنا إنها مؤامرة. وكان بعض خفاف العقول يقولون لنا إنهم لا يستوعبون جيدا ماوقع ولابد من إعادة التحقيق فيه، وكان بعض المتواطئين يقولون لنا “إن الحكاية كلها مدبرة ».
مرت أيام وأشهر وسنوات وأصبحت ١٦ ماي المغربية تتكرر بشكل يومي في كل مكان من العالم، حتى وصلت أوربا وضربت عواصم الغرب المتحضر في مقتل مرة ومرتين وثلاثا واقتنع الكل – بما في ذلك أكثر المتشككين تشككا – أن المعركة ضد الإرهاب هي معركة اليوم بل هي معركة العالم المتحضر اليوم.
لذلك ونحن نحتفل في هذا العدد الخاص بجهود أمنيينا وبدفاعهم اليومي المستميت عن حوزة هذا الوطن، تماما مثلما احتفلنا السبت بجهود قواتنا المسلحة الملكية الباسلة التي تحمي حدود هذه الأرض الطيبة، فإنا نفعل ذلك من باب الواجب طبعا، لكننا نفعله بكل فرح من باب الامتنان لأناس يحملون أرواحهم بين أيديهم ويضحون بالغالي والنفيس لكي يعيش المغربي آمنا مطمئنا مستقرا في بلده، ولكي يبقى هذا البلد عنوان أمن وأمان واستقرار
منذ أسبوعين تقريبا ونحن في القاهرة، جمعتنا جلسة مع رجل متقدم في السن وفي العقل وفي العلاقات أيضا. استجمع بقايا سيجارته في حديث عن الثورة الأولى ثم الثورة الثانية، وتوجه إلينا بالكلام المباشر وعيناه مركزتان تماما “إحذروا اللعب بأمن وطنكم. احرصوا على استقراره، وعلى بقائكم سادة القرار فيه. لا تلعبوا بالنار ولا تخدعكم شعارات الكذبة مثلما خدعتنا”، قبل أن يضيف بعد تنهيدة حزينة “أسوأ شيء قد يقع لبلد ما هو إحساس اللاأمن، والإحساس أنك في أي لحظة من اللحظات قد تتحول إلى أشلاء أو قد تصيبك رصاصة طائشة أطلقها أحمق يتصور أنه بهاته الطريقة وحدها سيدخل كل الجنان. إحرصوا على المغرب فهو النموذج المضاد اليوم لكل النماذج القاتلة التي تحيط بنا”.
صادفت كلمات الرجل العاقل تلك في النفس – أعترف عن طيب خاطر –  هوى مغربيا صميما، وإيمانا أن مهمة الحفاظ على أمن هذا البلد ليست مهمة واحد منا فقط. هي مهمتنا جميعا لكي يحمي الله إلى الأبد هذا المغرب العظيم…

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في ذكرى 16ماي المغرب الآمن في ذكرى 16ماي المغرب الآمن



GMT 04:18 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

الملك والشعب…والآخرون !

GMT 04:27 2017 الجمعة ,28 تموز / يوليو

أطلقوا سراح العقل واعتقلوا كل الأغبياء !

GMT 06:11 2017 الخميس ,01 حزيران / يونيو

ولكنه ضحك كالبكا…

GMT 05:21 2017 الإثنين ,01 أيار / مايو

سبحان الذي جعلك وزيرا ياهذا!

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 12:09 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

يشير هذا اليوم إلى بعض الفرص المهنية الآتية إليك

GMT 12:01 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 17:49 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

GMT 19:23 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الدلو

GMT 19:31 2020 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

مناقشة رواية "غيوم فرنسية" في معرض الكتاب

GMT 04:30 2019 السبت ,26 كانون الثاني / يناير

باتاكي ترتدي بكيني أحمر متوهج وتتباهى بجسدها

GMT 06:55 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على كيفية معرفة الفرق بين الألماس الحقيقي والصناعي

GMT 02:40 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

الأعمال الفنية الحديثة تخلو من الراقصة الممثلة الموهوبة

GMT 02:42 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

استكمال جمال سليمان ومنة فضالي وياسر فرج "أفراح إبليس2"

GMT 13:55 2016 الخميس ,15 أيلول / سبتمبر

استنفار أمني في زايو بعد العثور على فتاة مقيدة

GMT 23:33 2016 الجمعة ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنانة ريم مصطفى تنضم إلى فريق عمل "اللهم إني صائم"
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya