يوسف أعرض عن هذا  القاتل وأتباعه بيننا

يوسف أعرض عن هذا : القاتل وأتباعه بيننا !

المغرب اليوم -

يوسف أعرض عن هذا  القاتل وأتباعه بيننا

بقلم : المختار الغزيوي

لا أعرف من انتبه إلى حلقة “الشريعة والحياة” التي يقول فيها القرضاوي، شيخ الإخوانيين في العالم بأن تفجير النفس في المدنيين حلال، وأن الأمر مشروط بموافقة الجماعة فقط على هذا التفجير، وعلى ترتيب أموره، لكن  هاته الحلقة التي عادت للظهور في الأنترنيت مؤخرا، فعلا تفسر عديد الأشياء التي يحاول التنظيم العالمي للإخوان المسلمين إخفاءها دوما رغم أنها من الواضحات الفاضحات.
لنذكر الناس قبلا أن الأمر يتعلق برجل تقدمه أدبيات الإسلام السياسي باعتباره “الأكثر اعتدالا” من بين كل نجوم الدعوة إلى مزيد من الخلط بين الدين والسياسة، وبرجل يبرع الأتباع في الإشادة بمناقبه، وفي بيع صورته وفي القول إنه يسعى دوما إلى اليسير السهل، وأنه يحارب التطرف المبالغ فيه الذي تمثله القاعدة وداعش وغيرهما
ولنذكر الكل أيضا أن هذا الرجل يحظى دوما بالدعوات لحضور الجلسات والحفلات المناسبات في غير ما بلد من عالمنا العربي والإسلامي، وأنه لطالما كان نجم نجوم الإخوان هنا في المغرب، حفاوة واستقبالا وتنويها وإعدادا لطيبات الحياة مما تحبه نفسه سواء كانت أكلات مغربية تقليدية أم كانت أمورا أخرى مما اكتشفنا أن أتباع التنظيم العالمي يحرصون عليها هي أيضا حرصا شديدا، وما حكاية أحمد منصور عنا ببعيدة وهو الذي اكتشفنا أنه لم يكن يأتي إلى المغرب من أجل تكوين الصحافيين، أو لنشر الدين الإسلامي، بل كان يأتي لنشر رجليه بين أرجل نسائنا، ومن أجل قضاء وطره عرفيا ثم العودة إلى الديار..
من هذا التسريب السري/ العلني الجديد الذي رأيناه حين بثه على قناة “الجزيرة” نستفيد أمرا واحدا وأساسيا: داعش والقاعدة لم تولدا من عدم، ولا وجدتا نفسيهما صدفة بيننا.
هما معا نتاج أنظمة تعليمية وإعلامية تفكيرية خربت العالمين العربي والإسلامي، واعتمدت من خلال إغداق مال وفير على السوق، ومن خلال إغراق كل الدول والبلدان بمنشورات التفكير وبمكتوبات الدعاية الإرهابية أن تنتج لنا اليوم جيلا كاملا من الإرهابيين، لدينا معه معركة العمر لتخليصه مما آمن به واعتنقه من شرور
وعندما نستمع لبعض أهلنا هنا في المغرب، يبررون أو يبحثون عن التبرير الأكثر قابلية للإقناع لكلام القرضاوي، بأن يدعوا أنه يعني فلسطين فقط في حكاية تفجير المدنيين أنفسهم، أو أنه يتحدث عن الضرورات التي تبيح المحظورات، نفهم أن الضربة أعمق مما نتخيل، وأن معركتنا لاستعادة عقول هذا الجيل من الإرهابيين المفترضين من براثن هذا التفكير الداعشي هي معركة طويلة الأمد.
حقيقة، سيلعب فيها الجانب الأمني المتيقظ المستبق دورا أساسيا للقبض على المؤمنين بفكر القرضاوي ومن معه، لكن المعركة فكريا وسياسيا يجب أن تخاض لأن في عدم خوضها إبادة لنا جميعا
وعندما نرى من يفترض فيهم خوضها بدرجة أولى أي أحزابنا السياسية، ونسأل أنفسنا إن كانت هاته التشكيلات السياسية تمتلك حقا نفس الدرجة من الحذر تجاه الإرهاب وقاعدته الفكرية والسياسية مثلما تمتلك الدولة في المغرب اليوم يعود إلينا السؤال دونما رد واضح، بل يعود إلينا محملا بعديد الأسئلة الصغيرة التي تتناسل حوله، من قبيل : ومن قال لكم إن هاته الأحزاب السياسية تريد حقا محاربة هاته الظاهرة؟ ومن أقنعكم أن النخبة اليوم في المغرب وفي غير المغرب لا تجد في الإرهاب فزاعتها التي تشهرها في أوجهنا جميعا كلما ضاق بها الحال وعجزت عن إقناعنا بخطاب سياسي رصين متماسك؟
إن السياسي الذي يقول للمغاربة مثلا “صوتوا على حزبي وإلا فإن الاستقرار الذي أضمنه لكم لن يدوم والإرهاب سيضربكم أنتم أيضا مثلما ضرب سوريا وتونس واليمن وليبيا”، هو سياسي رعى لسنوات عديدة الفكر الإرهابي، وتربى في حضن القرضاوي وأشباهه، ولايمكنه اليوم أن يقتنع أن محاربة الإرهاب ضرورة أو ماشابه هذا الأمر من ترهات
العكس هو الذي يحصل: هذا السياسي سيبحث دوما عن مدخل ما لهذا الإرهاب لكي تبقى الحاجة إليه قائمة.
وهنا فعلا مكمن الداء، بل مكمن كل الأدواء.
فكروا في الأمر قليلا، و”ردوا علينا الخبار”….

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يوسف أعرض عن هذا  القاتل وأتباعه بيننا يوسف أعرض عن هذا  القاتل وأتباعه بيننا



GMT 04:18 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

الملك والشعب…والآخرون !

GMT 04:27 2017 الجمعة ,28 تموز / يوليو

أطلقوا سراح العقل واعتقلوا كل الأغبياء !

GMT 06:11 2017 الخميس ,01 حزيران / يونيو

ولكنه ضحك كالبكا…

GMT 05:21 2017 الإثنين ,01 أيار / مايو

سبحان الذي جعلك وزيرا ياهذا!

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 12:09 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

يشير هذا اليوم إلى بعض الفرص المهنية الآتية إليك

GMT 12:01 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 17:49 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

GMT 19:23 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الدلو

GMT 19:31 2020 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

مناقشة رواية "غيوم فرنسية" في معرض الكتاب

GMT 04:30 2019 السبت ,26 كانون الثاني / يناير

باتاكي ترتدي بكيني أحمر متوهج وتتباهى بجسدها

GMT 06:55 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على كيفية معرفة الفرق بين الألماس الحقيقي والصناعي

GMT 02:40 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

الأعمال الفنية الحديثة تخلو من الراقصة الممثلة الموهوبة

GMT 02:42 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

استكمال جمال سليمان ومنة فضالي وياسر فرج "أفراح إبليس2"

GMT 13:55 2016 الخميس ,15 أيلول / سبتمبر

استنفار أمني في زايو بعد العثور على فتاة مقيدة

GMT 23:33 2016 الجمعة ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنانة ريم مصطفى تنضم إلى فريق عمل "اللهم إني صائم"
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya