60 يوما من العزلة

60 يوما من العزلة !

المغرب اليوم -

60 يوما من العزلة

بقلم : المختار الغزيوي

لنعد شريط الذكريات الآن إلى ماقبل الانتخابات بقليل.
يمتطي الرجل الموهوب في الخطابة المنصات الواحدة بعد الأخرى، يحارب التحكم، ويعلن الخيار الديمقراطي غير قابل للتجزيء أو المناورة أو المساس به. يتحدى في كل مكان أولئك الذين لايريدون له أن يستمر لأن في دوامه – رغم أن دوام الحال من المحال –  استمرارا  للديمقراطية في البلد، وفي انتصار حزبه انتصار الناس والشعب والأمة والجماعة والطائفة والقبيلة وبقية الأشياء.
بين منصة خطابية وأخرى تنهمر دموع كثير، ويخرج من الفم كلام كثير. ضمنه غير قليل من النيل من الخصوم، والأمر في السياسة مسموح به إلى حد أقصى شريطة قدرة اللسان على إدراك خط الرجعة والبقاء متوقفا لديه، عقالا يمسك المرء من عقله  – رحم الله من أسمته الأدبيات المسايرة يوما “الحكيم” – ومن عديد الأعضاء، واحتياطا يضمن في نهاية المطاف أن الآخرين – أولئك الذين نتوجه إليهم بالكلام – لن يأخذوا منا الموقف النهائي غير القابل للتطويع مجددا
في الليلة إياها، ليلة الإعلان عن النتائج، اعتلى الرجل منصة أخرى غير منصات الخطابة. كان مرتديا “قشابته” المحلية الأصيلة التي لم تكن واسعة بالقدر الذي يسمح به “الهنا” و”الآن” المغربيين، واستبق كل الأشياء، ولم ينتظر حتى وزيره في الداخلية لكي يقول على رؤوس الأشهاد “انتصرنا”
قال القوم كلهم “آمين”، وفي اليوم الموالي اعتلى الرجل منصة أخرى – هو الذي لا يتعب من اعتلاء كل المنصات – لكي يعلنها بالصوت المليان “لقد حاولوا الانقلاب علي وعلى الديمقراطية، وأنا وهي اليوم سيان‪،‬ في البلد لكنهم لم ينجحوا”.
في غرة الإثنين الموالي للجمعة، أي ثلاثة أيام فقط بعد إعلان النتائج كان الرجل مجددا في المنصب إياه الذي بكى لأجله في أكثر من مدينة مغربية خلال الحملة، والذي قال لأجل الوصول إليه في الخصوم كل الخصوم، ما لم يقله في العتيق من المدام الإمام الذي لا يفتى وهو في المدينة، مالكنا جميعا رضي الله عنه وأرضاه، وانتهت الحكاية
هل انتهت حقا؟
لعلها ابتدأت في تلك اللحظة التي تعود إلى شهرين خلت.
اكتشف الرجل أنه ملزم بأن يصنع حكومة مع ومن أولئك الذين قال لنا عنهم كل ذلك الكلام. المشهد لم يكن سورياليا فقط، بل كان العبث بعينه، سائرا نحو كثير من عدم العقل والاتزان، والبعد الكامل عن أي منطق سليم يسير الأشياء
نأتي إلى الحملة الانتخابية ونقول عن هاته الأحزاب إنها كلها فاسدة، وأنها تسير في فلك التحكم، وتدور فيه. ثم عندما نرغب في تشكيل الحكومة، نلجأ لنفس الأحزاب التي أمضينا معها الخماسية كلها في شد وجذب وضرب كثير تحت الحزام – بالكتائب وبغيرها – لكي نطلب منها أن تعزز التجربة الديمقراطية الناشئة في البلد، وأن تساعدنا على مواصلة الإصلاح
في حكاياتنا القديمة تلك التي ترويها الجدات لنا لكي ننام ونحن صغار، حتى “الحمير” الصغير تأتينا الوصية بأن نحافظ عليه لكي نتمكن يوما من الحج عبره إلى المقام المقدس وفق المشهور من المتداول بيننا “حاول على حميرك تحج عليه”.
بعد شهرين من التعيين، وبعد أكثر من أربعة أشهر من الحملة، وبعد أكثر من خمس سنوات من القصف الشديد، هل “حاول” الرجل على لسانه لكي يستطيع الحج عليه؟
مرة أخرى وكالعادة لنا شرعية طرح السؤال فقط، أما الإجابات الحاسمة، فلها أهلها كالعادة المستعدون لتقديمها بكل الوصفات
في الانتظار إذن وكفى…

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

60 يوما من العزلة 60 يوما من العزلة



GMT 04:18 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

الملك والشعب…والآخرون !

GMT 04:27 2017 الجمعة ,28 تموز / يوليو

أطلقوا سراح العقل واعتقلوا كل الأغبياء !

GMT 06:11 2017 الخميس ,01 حزيران / يونيو

ولكنه ضحك كالبكا…

GMT 05:21 2017 الإثنين ,01 أيار / مايو

سبحان الذي جعلك وزيرا ياهذا!

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 18:57 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الثور

GMT 14:07 2016 الجمعة ,16 أيلول / سبتمبر

الأبنوس

GMT 15:05 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

نيمار يبلغ سان جيرمان برغبته في الرحيل هذا الصيف

GMT 14:42 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

السالمية الكويتي يبدأ مشواره العربي بلقاء الشبيبة الجزائري

GMT 15:23 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

سنوات يفصلها رقم

GMT 11:24 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك محمد السادس يرسل برقية تعزية إلى الرئيس الكاميروني

GMT 13:45 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

أول صالون تجميل يستقبل المحجبات في نيويورك

GMT 23:50 2019 الأحد ,02 حزيران / يونيو

باتريس كارتيرون يُراقِب العائدين من الإعارة

GMT 00:14 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

السعودية تنفذ حكم القتل تعزيرًا في حق صدام حسين
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya