إساءات مجانية

إساءات مجانية !

المغرب اليوم -

إساءات مجانية

بقلم : المختار الغزيوي

على هامش احتفال أشقائنا الإماراتيين بعيدهم الوطني في الرباط ليلة الخميس، جمعني لقاء مع مسؤول من بلد شقيق وعزيز على المغرب، سألني سؤالا لم أجد له جوابا ووجدت أنه من الأفضل أن نطرحه بشكل عام وعلني، وأن نشارك القراء فيه
سألني المسؤول إياه عن تقدير صحافتنا لدورها في تقريب العلاقات بين الشعوب في المغرب وفي بقية البلدان العربية، وطرح علي نموذجا واضحا ومحددا هو النموذج المصري.
قال لي “أقرأ باستغراب كثيرا من الأشياء التي تكب عن مصر وعن الرئيس عبد الفتاح السيسي شخصيا في بلادكم، وأقدر بشكل كبير صبر وتحمل المسؤولين في السفارة المصرية، لكنني أتساءل (لماذا؟) و (هل تعرف الصحافة التي تتعامل بكل هاته العدوانية مع بلد مثل مصر وتحشر أنفها في شؤونه الداخلية أن علاقته بالمغرب هي علاقة لا يمكنها إطلاقا أن تمس مهما وقع؟)
المسؤول إياها اعترف أنه سمع من مسؤولين مصريين كلاما مماثلا ورغبة في فهم الذي يقع، واستيعاب سبب تأليب الشعب أو الجمهور أو المتلقي على بلد لا يكن إلا الود للمغرب، ولا يريد مع المغرب إلا العلاقات المثالية
جرنا الحديث إلى المقارنة بين الوضع في البلدين، وسألني المسؤول إياه “أتخيل لو أن صحافة مصر قلدت الصحافة المغربية أو الجزء الإخواني من الصحافة المغربية، وارتكبت مقالات مسيئة للمغرب ولرموزه، كيف سيكون رد فعلكم؟”
لم يتركني المسؤول أجيب، وقال لي “لا داعي للتخيل، أنا أرى رد فعلكم حين يتم المساس بالمغرب في مسلسل أو مسريحية بل حتى في رسوم متحركة كويتية، وأرى تلك الحمية التي تدافعون بها عن بلدكم، وهو أمر محمود ورائع والشعب المغربي معروف به، لكن ألا يحق للشعوب الأخرى أن تكون بنفس الحمية ونفس الرغبة في الذود عن حماها ورموزها؟”
بقيت الأسئلة ترن في الذهن مني منذ الخميس ليلا، وللأمانة لم أجد لها جوابا مقنعا، إذ بالقدر الذي أفهم انخراط الإعلام الإخواني – وهو موجود في المغرب – في المعركة التي يعتبرها مصيرية بالنسبة له رفقة الإعلام الإخواني في بقية الأقطار  ضد السيسي ونظام الحكم في مصر الشقيقة لا عتبارات لها علاقة بمرسي والتنظيم العالمي ورابعة وما إليه، (أي الإساءات المدفوعة الثمن أو المؤدي عنها) بالقدر الذي تبدو الهوة كبيرة وشاسعة بين الحب التلقائي الذي يكنه الشعب المغربي لمصر ولكل ما يأتي من مصر وبين بعض التعليقات المسيئة سواء في مواقع التواصل الاجتماعي أو في بعض الجلسات العامة أو الخاصة  (أي الإساءات المجانية لوجه الإساءة ليس إلا)
مصر ليست بلدا حادثا أو طارئا. هذه عبارة أقولها دوما وأؤمن بها، وفي المعركة التي يخوضها عالمنا العربي المسكين لأجل الابتعاد عن شبح التطرف والوقوع النهائي في أيدي الإسلام السياسي تبدو مصر والإمارات والمغرب الأطراف الأساسية في الحكاية كلها، ولا غنى عن أي طرف منها في هذا النزال المفتوح اليوم
عندما نسيء لمصر أو لدول عربية أخرى تمد لنا يد العون السياسي أو الاقتصادي أو المعنوي، أو تمد لنا يد الحب وقلبه باستمرار، نسيء لأنفسنا من حيث لا ندري ونفتح أبواب معارك لن تكون إلا ضارة بنا وبقضايانا الأكثر حيوية
شيء من التأمل في هذا الكلام كله لن يضر بكل تأكيد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إساءات مجانية إساءات مجانية



GMT 04:18 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

الملك والشعب…والآخرون !

GMT 04:27 2017 الجمعة ,28 تموز / يوليو

أطلقوا سراح العقل واعتقلوا كل الأغبياء !

GMT 06:11 2017 الخميس ,01 حزيران / يونيو

ولكنه ضحك كالبكا…

GMT 05:21 2017 الإثنين ,01 أيار / مايو

سبحان الذي جعلك وزيرا ياهذا!

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 18:57 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الثور

GMT 14:07 2016 الجمعة ,16 أيلول / سبتمبر

الأبنوس

GMT 15:05 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

نيمار يبلغ سان جيرمان برغبته في الرحيل هذا الصيف

GMT 14:42 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

السالمية الكويتي يبدأ مشواره العربي بلقاء الشبيبة الجزائري

GMT 15:23 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

سنوات يفصلها رقم

GMT 11:24 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك محمد السادس يرسل برقية تعزية إلى الرئيس الكاميروني

GMT 13:45 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

أول صالون تجميل يستقبل المحجبات في نيويورك

GMT 23:50 2019 الأحد ,02 حزيران / يونيو

باتريس كارتيرون يُراقِب العائدين من الإعارة

GMT 00:14 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

السعودية تنفذ حكم القتل تعزيرًا في حق صدام حسين
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya