فيديل كاسترو مرثية خيبة تنضاف لبقية الخيبات

فيديل كاسترو: مرثية خيبة تنضاف لبقية الخيبات !!

المغرب اليوم -

فيديل كاسترو مرثية خيبة تنضاف لبقية الخيبات

بقلم : المختار الغزيوي

كان خيبة عمر بأكمله، انتهت به وهو الشيوعي يمنح أخاه راوول البلد ويمنحه معها توصية بأن يسارع لعقد الصلح مع الأمريكان، ثم انتهت به وهو الملحد الذي لم يؤمن برب يوما وهو يصافح بحرارة البابا ويقول له “كوبا والكنيسة متفقتان تقريبا على كل شيء”..

أضحكني كثيرا الواهمون الحالمون الذين رأوا في وفاة ديكتاتور كوبا الأسبق فيديل كاسترو نهاية لزمن الأحلام الجميلة، وفركت العين وأنا أسأل نفسي “كيف يمكن لمن حول حياة مغاربة صغار من الصحراء لكابوس ممتد في معسكرات هافانا خدمة لوهم البوليساريو أن يشكل حلما جميلا بالنسبة لي؟”

لم أجد الجواب سوى أن لهذا “اليسار” رغبة في قتل نفسه مع سبق الإصرار والترصد، وأنه مثل قط المسلسلات المصرية الشهيرة “بيحب خناقه”، وأن الشيء الوحيد الذي بقي لمن آمن يوما بفكرة الاشتراكية أو ماشابه هو أن يعبد هؤلاء الديكتاتوريين الخائبين في ظل عدم رغبته في عبادة الله، وفي ظل عدم قدرته على تحقيق أي حلم من أحلامه التي قال بداية العمر إنه ينوي تصديرها إلى البشرية كلها..

ما الذي حققته الشيوعية بعد خمسين عاما من حرب التشي وكاسترو على حاكم كوبا باتيستا؟

هل نقول لا شيء ونمضي، ونعتبر الموضوع كله منتهيا؟

ستكون الخلاصة ظالمة إلى حد ما مثل ظلم من لا يرون اليوم في ديكتاتور كوبا الأسبق الذي رحل السبت إلا كل شيء جميل. لكن لا مفر من الاعتراف بأن ذلك المعكسر الشرقي بكل ما عليه وماعليه – لأننا في النهاية لم نر له شيئا –  كان متوالية من الإخفاقات حملت عناوين كبرى في البداية، ووعدت البسطاء والجماهير وعمال العالم بغير قليل من العدالة بين الجميع، وغنت لهم نشيد الأممية، وصورت لهم غير مامطرقة وغير ما منجل في غير ما مكان من العالم الفسيح، وفي النهاية ختمناها بستالين يقتل شعبه، وبخروتشوف يحمل السلاح ويشترى ولاءات الدول ثم ببريجنيف والبقية يكتفون باستعراض فاتح ماي والتهديد بالقنبلة النووية يوما، قبل أن يأتي غورباتشوف ويبيع المعسكر الشرقي كله جملة إلى بوريس يلتسين الذي كفته قارورة فودكا واحدة لكي يوقع على “البيعة وشرية” ويمضي..

في البلاد الأخرى التي حاولت تقليد الاتحاد السوفييتي أيامها، وفي مقدمتها كوبا، لم يكن الوضع أفضل: التشي قتل وهو الذي كان يحلم بمواصلة التحرير ولا أحد يعرف إن كان رفاقه قد تقاضوا ثمن التخلص منه أم لا، لأن الخلاصة النهائية هي أنه رحل وبقي صورة فقط، لكن كاسترو حكم بعده طويلا إلى أن أصبح عاجزا عن الحكم فمنح البلد لأخيه راوول وتقاعد. رومانيا انتهت بتشاوشيسكو ينتظر رصاصة الإعدام رفقة زوجته وهو غير قادر على التصديق أن الشعب لم  يعد يريد ديكتاتوريته. كوريا الشمالية لديها شاب طريف للغاية اليوم يتمنى لو أتيحت له فرصة قنبلة العالم كله لكي يضحك بعض الشيء… حكام الاشتراكية العرب كانوا أسوأ على شعوبهم من مختلف الأنظمة التي تعاقبت على المنطقة، ولعلهم قتلوا من هاته الشعوب أكثر مما قتل أي واحد قبلهم.

الأحزاب التي استوحت ذلك الفكر الإنساني الموغل في الرقي فكريا، الموغل في المثالية عمليا، غير القابل للتطبيق إلا في عوالم أخرى غير عوالمنا كانت أسوأ النماذج الممكن تقديمها للناس، لذلك يصعب فعلا أن ترى في المشهد كله أمرا آخر غير خيبة إضافية تضاف إلى الخيبات وكفى..

البعض سيقول لنا على سبيل الدلال النضالي الأخير “آسطا لافيكتوريا سييمبري”، والبعض الثاني سيلوح بالمناديل البيض وهو يقول “أديوس كوماندانتي”، والبعض الثالث الأقرب إلى الواقع سيرمق بعين شفقة حزينة مشهد ذلك الشيخ الهرم الذي بدأ حياته مشتغلا لدى السوفيات يروج فكرة العدالة بين الناس، وانتهى حاكما لوحده البلد بعد أن سجن كل معارضيه، مجبرا آلاف الكوبيين على مغادرة بلادهم، أو الاشتغال مقابل دولارات معدودة للف السيغار الشهير الذي كان القائد يضعه في فمه رفقة القبعة العسكرية الثائرة لكي يلتقط صورة أخرى لا تصلح لشيء آخر غير الإطار وغير البرواز.

وهم آخر من أوهام ذلك المعسكر مضى وانقضى هذا السبت، وماذا بعد؟

لا شيء آخر. لا شيء آخر على الإطلاق..

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فيديل كاسترو مرثية خيبة تنضاف لبقية الخيبات فيديل كاسترو مرثية خيبة تنضاف لبقية الخيبات



GMT 04:18 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

الملك والشعب…والآخرون !

GMT 04:27 2017 الجمعة ,28 تموز / يوليو

أطلقوا سراح العقل واعتقلوا كل الأغبياء !

GMT 06:11 2017 الخميس ,01 حزيران / يونيو

ولكنه ضحك كالبكا…

GMT 05:21 2017 الإثنين ,01 أيار / مايو

سبحان الذي جعلك وزيرا ياهذا!

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 19:14 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج العقرب

GMT 11:55 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 15:33 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج الجوزاء

GMT 19:14 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

جون تيري يكشف مميزات الفرعون المصري تريزيجيه

GMT 17:27 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وضع اللمسات الأخيرة على "فيلم مش هندي" من بطولة خالد حمزاوي

GMT 22:05 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك كل ما تريد معرفته عن PlayStation 5 القادم في 2020

GMT 05:54 2017 الأربعاء ,12 إبريل / نيسان

بسمة بوسيل تظهر بإطلالة العروس في أحدث جلسة تصوير

GMT 09:38 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

خلطات منزلية من نبات الزعتر الغني بالمعادن لتطويل الشعر

GMT 16:41 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

لمحة فنية رائعة من صلاح تسفر عن هدف

GMT 12:21 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

محمد يتيم يعود للكتابة بالدعوة إلى "إصلاح ثقافي عميق"
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya