من حسيمة الريف إلى دكار الاسمرار مع قبلاتي المغربية

من حسيمة الريف إلى دكار الاسمرار مع قبلاتي المغربية !

المغرب اليوم -

من حسيمة الريف إلى دكار الاسمرار مع قبلاتي المغربية

بقلم : المختار الغزيوي

ياصوت الساحات حين يغني بحضارته كل المطالب. يا قدرة المغربي، ريفيا، صحراويا، جبليا، عروبيا، فاسيا، مكناسيا، وجديا، أمازيغيا، يهوديا، مسلما، مسيحيا، بدون ديانة حتى، على المجاهرة بقدرته على الاختلاف وعلى تدبير الاختلاف على مرأى ومسمع من الجميع
يا المغرب وأنت تقدم الدروس تلو الدروس
يوم الجمعة الفارط كان يوما لتبادل التهاني المغربية عن الجمعة المباركة من ريف الحسيمة الأشم إلى قلب دكار الإفريقية العالية الانتساب إلى سنوات نهضة إفريقيا الأولى
أتتذكرون أن من دكار خرج أجدادنا أول مرة إلى العالم الجديد أمريكا لكي يصنعوا فيه عرق الاختلاط ولكي يخلقوا شعب “الأفرو – أمريكان”؟
أتتذكرون أيضا أن من الريف خرج الكريم خطابيا يجاهر برغبته في التحرير ويقول للجميع “هذا المغرب لأبنائه، لكل أبنائه و”واها” مثلما نقولها في الريف؟
أتتذكرون أن ملك البلاد لايقضي عطلته في الصيف إلا في الحسيمة؟
أتتذكرون أن المصالحة ليست شعارا نقوله لبعضنا البعض هنا في المغرب على سبيل التفذلك اللغوي، بل هو إيمان خط نفسه بنفسه منذ أجدير وقبلها يوم تقرر أن القطع مع العهد القديم ضروري وأن هذا الشاب القادم إلينا بركة من أرض المغرب المعطاء قرر بأن الزمن غير الزمن وأن الأشياء تغيرت وأن البلاد تريد الجميع معها؟
طبعا تتذكرون. بالتأكيد تتذكرون، ويوم الجمعة فقدت قدرتي على الكتابة، ولم أعد أجد الكلمات وأنا أتابع احتجاج الحسيمة الحضاري لدم محسن، ولدم كل المحكورين رافضي الريع في بلادنا، من يريدون الاشتغال بعرقهم وكدهم واجتهادهم وجهدهم ويريدون الليل أن يدخلوا إلى المنازل حاملين للصغار ولأمهاتهم ما تيسر ذلك اليوم من حلال دونما اعتماد على أي لقمة حرام كيفما كان نوعها
فقدت كل قدرتي على النطق وبقيت معجبا فقط باللحظات التي صنعت هناك من طرف أهلنا الراغبين في معرفة الحقيقة، كل الحقيقة، ولا شيء غير الحقيقة عما وقع
بعدها ازداد الإعجاب إعجابا وازداد عجز كبير عن الكلام وملك البلاد يعلن أن رسالته بمناسبة الذكرى الواحدة والأربعين للمسيرة الخضراء ستكون بلغة إفريقيا كلها، وستكون من قلب عاصمة الأجداد: دكار المجيدة
بين المدينتين لا مسافة. بينهما اتصال يسمى المغرب، لدينا كتدليل عليه هنا منذ قديم الزمان ذكرى تحمل من الأرقام رقم 20 وترتبط بشهر الصيف القائظ في عز غشت.
مسماها لدينا وشهرتها والكنية التي نعرفها بها منذ أن وَلَدَنا المغرب هي : ثورة الملك والشعب
ماعداها لدينا كلام في كلام..
نعرف أن الوتر واحدة، وأن العزف على انتماءات البلاد واحد بين الضفتين وأن الحضارة ليست صفة نهديها للانتساب المغربي ظلما أو عدوانا، بل هي الأصل فينا وهي الطبيعة كلها وهي تمام كل الأشياء
هاته الرسالة الحضارية المزدوجة التي قدمها المغرب من حسيمة الريف الأشم إلى دكار الإسمرار، مع ربط كل ذلك بالحمراء مراكش، تلك التي حملت إسم البلاد كلها ذات يوم وهي تستعد لاستقبال مستقبل أمنا الأرض، تفتح الأذرع للعالم كله أن “مرحبا بك في المغرب”، هي رسالتنا نحن جميعا
لا نريد فتنة مثلما قال الخائف على مقاعده. ولا نريد ريعا مستمرا يظلم أبناء الشعب البسطاء، ونريد امتدادا قاريا نعرف أنه الحل لمواجهة كل تطورات الكون المقبلة
نريد كل هذا ويزيد ولا نتقن المزايدة على الوطن الذي يحتضننا
نحمله في الأعين منا، وكلما أحسسنا بشر ما يترصده جزعنا، هلعنا لأنه منا ونحن منه، ونعرف أننا جميعا سنحميه.
في العادة وكلما حدثنا الآخرين – كل الآخرين – عن الاستثناء المغربي لا يفهمون مانقوله لأنهم لايعيشون بين ظهرانينا.
لا يشربون شاينا، ولا يأكلون خبزنا الأسمر القاسي، ولا يقبلون أيدي الأمهات كل صباح قبل الذهاب إلى العمل مع دعاء السلامة والأمل في العودة ليلا إلى الصغار سالمين غانمين.
لا يتنفسون هواء هذه الأرض، ولا تلسعهم رياحها ولا تلفح وجوههم سمرتها، لا يختلطون بالبسطاء العابرين يوميا نحو “شدق د الخبز” يجرون وراءه سيزيفيا إلى آخر الأيام، لا يعرفون أن المغرب بالنسبة لنا ليس استفادة أو متاعا عابرا ولا مزايدة سياسية من أجل أموال الأجانب، ولا تكليفا من جهة ما بالدفاع عن بلد يدافع عن نفسه أفضل من الآخرين
لا يعرفون كل هذا لذلك يقولون لنا “أنتم ترفعون في وجوهنا عبارة الاستثناء المغربي لأنكم مستفيدون”.
نبتسم بشفقة المغربي الكبيرة على من لا يفهمون، وعلى من يحسبون الأشياء فقط بمنطق الاستفادة منها، ونقول إن ما نتركه للأبناء والأحفاد بعدنا أهم بكثير..
هذا البلد قادر على تقديم الدروس تلو الدروس، لذلك يحلو لي –  يحلو لنا نحن المغاربة – الأغلبية الصامتة، أولئك الذين لاينتظرون من الوطن أن يعطيهم بل يسألونه يوميا “ماذ تريد منا” ويفخرون، أن نفاخر الكل به وبالبقاء على أرضه لأننا لا نملك أراضي أخرى نهرب إليها منه، ولا نريد ذلك أصلا…
لنا هاته الجنسية..من حسيمة ريفنا إلى اسمرار قارتنا في دكار إلى أمنا الأرض التي نستقبلها في الحمراء اليوم وغدا وفي بقية الأيام.
من الحسيمة إلى دكار مع قبلات المغرب الصادقة…

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من حسيمة الريف إلى دكار الاسمرار مع قبلاتي المغربية من حسيمة الريف إلى دكار الاسمرار مع قبلاتي المغربية



GMT 04:18 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

الملك والشعب…والآخرون !

GMT 04:27 2017 الجمعة ,28 تموز / يوليو

أطلقوا سراح العقل واعتقلوا كل الأغبياء !

GMT 06:11 2017 الخميس ,01 حزيران / يونيو

ولكنه ضحك كالبكا…

GMT 05:21 2017 الإثنين ,01 أيار / مايو

سبحان الذي جعلك وزيرا ياهذا!

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 18:57 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الثور

GMT 14:07 2016 الجمعة ,16 أيلول / سبتمبر

الأبنوس

GMT 15:05 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

نيمار يبلغ سان جيرمان برغبته في الرحيل هذا الصيف

GMT 14:42 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

السالمية الكويتي يبدأ مشواره العربي بلقاء الشبيبة الجزائري

GMT 15:23 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

سنوات يفصلها رقم

GMT 11:24 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك محمد السادس يرسل برقية تعزية إلى الرئيس الكاميروني

GMT 13:45 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

أول صالون تجميل يستقبل المحجبات في نيويورك

GMT 23:50 2019 الأحد ,02 حزيران / يونيو

باتريس كارتيرون يُراقِب العائدين من الإعارة

GMT 00:14 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

السعودية تنفذ حكم القتل تعزيرًا في حق صدام حسين
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya