دموع نبيل أبكتنا جميعا، وأيم الله

دموع نبيل أبكتنا جميعا، وأيم الله !

المغرب اليوم -

دموع نبيل أبكتنا جميعا، وأيم الله

بقلم : المختار الغزيوي

ولو كنت مكانه لبكيت أنا أيضا دمعا مدرارا.
لو كنت مكانه لتذكرت علي يعتة رحمه الله، وسلسال التقدميين الحقيقيين، من حملة مشروع لم يعد له مكان في المغرب اليوم، لسألت نفسي “هل حقا تحالف الحزب الذي أقوده مع العدالة والتنمية”؟، ولأجهشت بعدها بالبكاء إلى أن ينتهي دمعي، وأضطر لاستدانة بض من دموع عبد الإله، وهي أيضا غزيرة ويعرف متى يطلقها في وجهنا لحظة الأزمات..
أول أمس الإثنين، بكى نبيل بنعبد الله وزير الإسكان المغربي وهو يقدم حصيلة وزرائه: الصبيحي في الثقافة، أفيلال في الماء، الوردي في الصحة، الصديقي في التشغيل، عبد الواحد سهيل في حكومة سابقة  قبيل التعديل.
بكى نبيل وابن كيران يحتضنه ويقول لمن يريد الإنصات إليه “لقد عانينا كثيرا أنا ونبيل، بل إن نبيل عانى أكثر مني وغامر بحزبه”.
رد نبيل لعبد الإله الكرة، وأعاد التحية بأفضل منها ووصفه بالإنسان الصبور. امتزجت عواطف الشفقة بالرثاء بالحزن بالتأثر بالرغبة الكبرى في العويل الجماعي، بل في الندب واللطم وشق الجيوب لرؤية هاته التحالفات الهجينة وقد صارت القاعدة في الوطن، بل صارت هي المطلوب تكريسه، وهي التي يجب أن تستمر.
لا أحد طرح السؤال في القاعة الباكية يومها ” باستثناء الحقائب الوزارية وتقاسم الريع الحكومي، ما الذي يجمع مشروع التقدم والاشتراكية بمشروع العدالة والتنمية؟”
لا أحد سيطرح هذا السؤال، ولا أحد سيجد استغرابا وإن صغيرا في النشاز القائم بين الطرفين، بل الكل سيتبنى هذا الزواج العرفي ليس على شاطئ المنصورية، بل على ساحل الحكومة، وسيضيف إليه من توابل 2016  المزيد.
اليوم من المفروض أن يرى بنعبد الله في نجيب الوزاني حليفا استراتيجيا جديدا، وفي حماد القباج التجسيد المثالي لمقولة الشيوعيين القدامى “ياعمال العالم اتحدوا!”
القباج عامل في الصحافة، وبنعبد الله عامل في الحكومة، وابن كيران عامل في مقر إقامته بالليمون، والجميع عمال، ولا شيء يبهج القلب ويزيل عنه غمة دموع ذلك الإثنين، أكثر من الوحدة العمالية تحت شعار المطرقة والمنجل وشعار الإخوان المسلمين الشهير “وأعدوا”، مع السيفين يلتقيان يهددان اليهود والنصارى، والأخضر يهيمين على الأحمر مثل الرجاء والوداد، ثم صور كثيرة تترى وتتوالى لأبي بكر البغدادي وهو يزور قبر لينين يوما ويقف بكل إجلال لكي يقرأ الفاتحة، ثم يغني نشيد الأممية الاشتراكية، ويشرب نخبا كثيرا حد الثمالة، ثم يتوضأ ويشرع في الصلاة
في المغرب اليوم “أمنيزيا” كبرى تكاد تعصف بما تبقى من عقل السياسي، على افتراض أن هذا السياسي كان يتوفر يوما على عقل ما
في المغرب اليوم حمق السياسي لم يعد له حدود إلى درجة أن الشعب لم يعد يستغرب أي حماقة يرتكبها هذا السياسي، ولم يعد يكترث به.
يهز الشعب رأسه أسفا وهو عابر، يحوقل في دواخل نفسه، ويقول “الله يجعل آخرنا أحسن من أولنا”. يطلب حسن العاقبة، وأفضل الختام. يدخل منزله، يقفل عليه بالمفتاح. يغطي نفسه جيدا، لا يكثر من طعام الليل عسى الكوابيس التي تحيط به اليوم كله نهارا لاتزوره حتى في المنام
يقفل عينيه، ويتمنى، يأمل، يحمل، يترجى الخالق أن يكون كل هذا الذي يراه أمامه مجرد حلم أو لنقل مجرد كابوس…لا أقل ولا أكثر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دموع نبيل أبكتنا جميعا، وأيم الله دموع نبيل أبكتنا جميعا، وأيم الله



GMT 04:18 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

الملك والشعب…والآخرون !

GMT 04:27 2017 الجمعة ,28 تموز / يوليو

أطلقوا سراح العقل واعتقلوا كل الأغبياء !

GMT 06:11 2017 الخميس ,01 حزيران / يونيو

ولكنه ضحك كالبكا…

GMT 05:21 2017 الإثنين ,01 أيار / مايو

سبحان الذي جعلك وزيرا ياهذا!

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 12:09 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

يشير هذا اليوم إلى بعض الفرص المهنية الآتية إليك

GMT 12:01 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 17:49 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

GMT 19:23 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الدلو

GMT 19:31 2020 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

مناقشة رواية "غيوم فرنسية" في معرض الكتاب

GMT 04:30 2019 السبت ,26 كانون الثاني / يناير

باتاكي ترتدي بكيني أحمر متوهج وتتباهى بجسدها

GMT 06:55 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على كيفية معرفة الفرق بين الألماس الحقيقي والصناعي

GMT 02:40 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

الأعمال الفنية الحديثة تخلو من الراقصة الممثلة الموهوبة

GMT 02:42 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

استكمال جمال سليمان ومنة فضالي وياسر فرج "أفراح إبليس2"

GMT 13:55 2016 الخميس ,15 أيلول / سبتمبر

استنفار أمني في زايو بعد العثور على فتاة مقيدة

GMT 23:33 2016 الجمعة ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنانة ريم مصطفى تنضم إلى فريق عمل "اللهم إني صائم"
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya