صراحة رفيق

صراحة رفيق !

المغرب اليوم -

صراحة رفيق

بقلم المختار الغزيوي

حققت الحلقة التي استضافت الفنان رفيق بوبكر من برنامج “قفص الاتهام” أرقام متابعة مهمة، عكستها الوصلة الإعلانية للبرنامج أو “البرومو” قبل البث التي تجاوز عدد مشاهديها عبر اليوتيوب المائتين وخمسين ألف متابع، وهو ماطرح السؤال بقوة: لماذا؟”
الجواب بسيط وواضح: الوضوح
لم يتصنع كثيرا رفيق بوبكر في الحلقة التي استضافته الجمعة، ولم يتحدث لغة “بادئ ذي بدء”، و”في الحقيقة” وبقية الترهات. أتى إلى قفص الاتهام. جلس على كرسي “المتهم” وشرع في الحديث بطريقته التي يعرفها عنه الجميع.
تحدث عن الفن في المغرب وعن الأحلاف التي تتحكم فيه. تحدث عن أجر الممثل المغربي الزهيد مقارنة بعمله في الأعمال الأجنبية. تحدث عن لبنى أبيضار وسعيد باي وشجاعتهما الفنية التي جرت عليهما ويلات كثيرة. تحدث عن التلفزيون وعن السينما وتحدث عن حياته الشخصية بلغة عارية لا أثر فيها للتمثيل. تحدث عن النجومية الكاذبة في المغرب والتي لا أثر لها على أرض الواقع.
تحدث عن الخمر وعلاقته به وأطلق جملة هي جملة “آو مانضربوش الطاسة؟” وهي جملة جابت منذ الجمعة الأنترنيت المغربي وأدهشت من لازالوا يقولون لنا إن الخمر في هذه البلاد يباع فقط لغير المسلمين، ويهزون الرؤوس ضاحكين ويكتفون بنفاقهم ويمضون. تحدث عن مشاكله التي تنقلها عنه بعض الصحافة. وتحدث عن هاته “الصحافة” ووصفها الوصف الذي يليق بها فعلا، وتحدث عن كل شيء
في الحلقة كانت المقارنة تجر نفسها بنفسها مع اختلاف المقامات الفنية طبعا إلى سيرج غينسبورغ حين كان يمر من التلفزيون الفرنسي ويخلق الجدل بتصريحاته التي لاتراعي أحدا. أشعل ذات يوم المال في ورقة نقدية، وقال لويتني هيوستن عند ميشيل دروكير بالمباشر “أريد أن أضاجعك”، وخلق عديد اللقطات بصراحته الجارحة تلك التي لا يملكها ولا يستطيعها الجميع ثم مضى لحال سبيله تاركا تلك اللقطات أرشيفا يتداوله الجيل بعد الجيل ويتذكرون به هذا المشاكس الذي كان إسمه غينسبورغ ويتذكرون أيضا هذا الفنان العبقري الذي كان
طبعا لا نقارن هنا بين غينسبورغ وبين رفيق، لكن نقارن بين اللغتين العاريتين، ونقف عند المتابعة المهمة والأصداء الإيجابية التي خلفتها الحلقة والتي تقول لنا إن المستمع أو المشاهد أو المتلقي المغربي يريد من أسمائه المعروفة أن تتحدث له بلغتها كما هي، لا أن تتصنع حين تشتعل الأضواء أمامها وتلعب دورا غير حقيقي ومخالف لدورها في الواقع.
منطق “الكاميرا شاعلة” هدمه فعلا رفيق بوبكر خلال مروره من “قفص الاتهام” الجمعة، ولم يهدمه اعتباطا مثل بعض الفارغين، بل هدمه من منطق الوعي بما يقوم به ويقوله، ومن منطق أنه يمارس مهنته من باب الحب لها، ومن باب دراسة كشفتها جمل عديدة قالها في ذلك المرور الجميل
طبعا رعاة الأخلاق الكاذبين، وحماة المعبد استشاطوا غضبا وقالوا منذ الجمعة “كيف تسمحون له بقول ماقاله؟”. لهؤلاء الجواب بسيط للغاية: كثير من الأشياء التي قالها رفيق الجمعة، إن لم تكن كلها، أشياء واقعية وموجودة ونعيشها بشكل يومي، وعوض أن نغير رفيق، علينا أن نغير السلبي في هاته الأشياء إن لم تكن ترقنا.
الرجل لعب فقط دور مرآة تحدثت أمامنا وكشفت لنا عديد البثور في وجهنا الجماعي. لا لوم عليه، بل التشجيع على صراحته الجميلة، وعلى تلقائيته في الحديث، وعلى تسجيله لمرور سيظل عالقا بأذهان الكثيرين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صراحة رفيق صراحة رفيق



GMT 04:18 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

الملك والشعب…والآخرون !

GMT 04:27 2017 الجمعة ,28 تموز / يوليو

أطلقوا سراح العقل واعتقلوا كل الأغبياء !

GMT 06:11 2017 الخميس ,01 حزيران / يونيو

ولكنه ضحك كالبكا…

GMT 05:21 2017 الإثنين ,01 أيار / مايو

سبحان الذي جعلك وزيرا ياهذا!

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 12:09 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

يشير هذا اليوم إلى بعض الفرص المهنية الآتية إليك

GMT 12:01 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 17:49 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

GMT 19:23 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الدلو

GMT 19:31 2020 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

مناقشة رواية "غيوم فرنسية" في معرض الكتاب

GMT 04:30 2019 السبت ,26 كانون الثاني / يناير

باتاكي ترتدي بكيني أحمر متوهج وتتباهى بجسدها

GMT 06:55 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على كيفية معرفة الفرق بين الألماس الحقيقي والصناعي

GMT 02:40 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

الأعمال الفنية الحديثة تخلو من الراقصة الممثلة الموهوبة

GMT 02:42 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

استكمال جمال سليمان ومنة فضالي وياسر فرج "أفراح إبليس2"

GMT 13:55 2016 الخميس ,15 أيلول / سبتمبر

استنفار أمني في زايو بعد العثور على فتاة مقيدة

GMT 23:33 2016 الجمعة ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنانة ريم مصطفى تنضم إلى فريق عمل "اللهم إني صائم"
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya