كريستوفر روس لا نزلت أهلا ولا حللت سهلا

كريستوفر روس: لا نزلت أهلا ولا حللت سهلا

المغرب اليوم -

كريستوفر روس لا نزلت أهلا ولا حللت سهلا

بقلم : نور الدين مفتاح

انشغل جزء من خصوم الوحدة الترابية للمملكة في الأيام الأخيرة بزيارة مرتقبة للمبعوث الأممي كريستوفر روس للمنطقة بعد تصريحات غير دقيقة للناطق الرسمي للأمين العام للأمم المتحدة بهذا الخصوص.
 
والواقع أن أي حديث الآن عن جولة في العواصم المعنية بالصحراء المغربية هو مجرد ترف دبلوماسي وهدر للطاقات ولوقود الطائرات الأممية، والأسباب لا ينكرها إلا جاحد:
 
فأولا نحن على مشارف نهاية مرحلة وبداية أخرى، بحيث إننا سندخل سنة 2017 بأمين عام جديد للأمم المتحدة وبرئيس جديد للولايات المتحدة الإمريكية، مع ما يعنيه ذلك من مقاربة مختلفة لقضية الصحراء، فعلى الرغم من توابث القانون الدولي، تبقى بصمات الأشخاص مؤثرة، فالأسلوب هو الرجل كما يقال، وعموما لا أعتقد أن المغرب سيعيش تداعيات أسوأ من تلك التي عاشها مع بان كيمون والإدارة الإمريكية على عهد باراك إوباما.
 
ثانيا، المبعوث الأممي كريستوفر روس قضى أكثر من سبع سنوات وهو يحاول حلحلة الملف وفشل، وبالتالي كان المنطقي أن ينسحب بهدوء ليترك الفرصة لديبلوماسيين آخرين أقدر على ردم الهوة بين المغرب وخصومه وإبداع الحلول لتطبيق قرارات مجلس الأمن التي تتحدث كلها وبدون استثناء عن الحل المتوافق عليه والمقبول من أطراف النزاع.
 
ثالثا، من أبجديات نجاح أي مهمة وساطة مهما كانت أن يكون الوسيط مقبولا ومحترما من الأطراف، والواقع أن كريستوفر روس لم يكن مقبولا من طرف الرباط في السنوات الأخيرة، وقد سحب المغرب منه الثقة رسميا، ولم يعد إلا بضغط أمريكي ليواصل عملا مهما كانت أهميته أو صوابه من عدمه، فإن مجرد تبرم المغرب منه ومن المعطيات التي قدمها وبنيت عليها تقارير أبريل السنوية للأمين العام للأمم المتحدة يبقى كافيا لتشبيه عمل المبعوث الخاص بمثابة محاولة زرع الأرز في رمال الصحراء.
 
رابعا، إن الديناميكية الجديدة التي خلقتها الرباط غيرت التموقعات حيث تجاوز المغرب أزمته مع الأمين العام بان كيمون وعاد جزء من المكون المدني للمينورسو بشروط مغربية، ودفع الولايات المتحدة الأمريكية لتليين مواقفها لدرجة تزويد الرباط بدبابات"أبرامز"  المتطورة، وينتظر أن تجلس صديقة المغرب هيلاري كلينتون على كرسي البيت الأبيض، كما ينتظر أن تثمر العلاقات الجديدة مع روسيا والصين، وهذه  كلها عناصر تدعو الأمم المتحدة للتريث من جهة، ولتغيير الوجوه من جهة أخرى، فلا يمكن معالجة وضع جديد بأدوات قديمة.
 
خامسا، المغرب اتخذ هذا الصيف قرار تاريخيا بالعودة للإتحاد الإفريقي، واستطاع أن يحصل على أصوات أغلبية أعضاء هذا التجمع القاري، وسواء بقي ما يسمى بالجمهورية الصحراوية في الإتحاد أم لا، فإن عهدا جديدا في قضية الصحراء قد بدأ، وربما سيتبنى الإتحاد الإفريقي مشروع الحكم الذاتي، وهذا سيكون له تأثير بالغ الأهمية على الأمم المتحدة، وسيساعد أصدقاءنا الأوفياء في مجلس الأمن وعلى رأسهم فرنسا لترجيح كفة لا غالب ولا مغلوب كحل نهائي ودائم لهذا النزاع المفتعل الذي يجتر مأساة لأكثر من أربعين عاما.
 
بكل صراحة، حكاية كريستوفر روس متجاوزة اليوم، والأمل في أن يأتي أمين عام جديد بنفس واقعية بيريس ديكويلار، ومبعوث خاص بنفس جرأة وحصافة الديبلوماسي الهولندي بيتر فان فالسوم الذي خلفه روس بعد أن سحبت منه الجزائر والبوليساريو الثقة، وقد قال وقوله حق:" إن استقلال الصحراء الغربية أمر غير واقعي وإن المخرج الوحيد الممكن من الأزمة هو في أن تفكر الجبهة في حل غير الاستقلال الكامل يطرح للتفاوض على أساس الاقتراح المغربي". انتهى الكلام

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كريستوفر روس لا نزلت أهلا ولا حللت سهلا كريستوفر روس لا نزلت أهلا ولا حللت سهلا



GMT 13:17 2019 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

ثلث المغاربة لا يفتخرون بمغربيتهم..لماذا؟

GMT 05:26 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تأملات على هامش ستينية الاتحاد الاشتراكي

GMT 03:32 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

تأملات على هامش ستينية الاتحاد الاشتراكي

GMT 00:36 2019 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

في هجاء الريسوني

GMT 04:55 2019 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

قراءة في طلاق ملكي

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 19:14 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج العقرب

GMT 11:55 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 15:33 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج الجوزاء

GMT 19:14 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

جون تيري يكشف مميزات الفرعون المصري تريزيجيه

GMT 17:27 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وضع اللمسات الأخيرة على "فيلم مش هندي" من بطولة خالد حمزاوي

GMT 22:05 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك كل ما تريد معرفته عن PlayStation 5 القادم في 2020

GMT 05:54 2017 الأربعاء ,12 إبريل / نيسان

بسمة بوسيل تظهر بإطلالة العروس في أحدث جلسة تصوير

GMT 09:38 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

خلطات منزلية من نبات الزعتر الغني بالمعادن لتطويل الشعر

GMT 16:41 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

لمحة فنية رائعة من صلاح تسفر عن هدف

GMT 12:21 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

محمد يتيم يعود للكتابة بالدعوة إلى "إصلاح ثقافي عميق"
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya