عبدالحميد الجماهري
هي سنة أخرى ، في عالم إسلامي
ممتد من السكين إلى المجنزرة
ومن الدم .. إلى المقصلة
ومن مخيمات اللاجئين إلى .. المجزرة.
هي سنة أخرى بعد أربعة عشر قرنا..
لم تجد صلوات القانتين
ولا تهجد المتهجدين
في تعميم السيوف
والعمامات فوق
رؤوس مبتورة..
هي سنة أخرى لأمي
أتمنى ألا تكون قد أخطأت
عندما
ولدتني شديد الإحساس
أومن بن الله كريم
وأنه سبحانه لا يحتاج إلي السيافين
لكي يعبد فوق السماوات
وفي الأراضين.
وهي سنة لكي أتمنى لأبي
ألا يكون تدينه الشديد
و قربه من مسجد القرية
من قبل ألف عام
ونومه على صوت شقيقه
المؤذن أو أبيه الإمام
سببا في ألم يلم به
كلما رآني يمرق الشك في عيني
أو أن القلب يخطيء أحيانا في التسمية:
عوض الصومعة يشير إلى .. المشنقة.
في بلاد كل من ينادي فيها بالرحمة
مهددة بأحكام الردة
وكل من يبكي لأنه يومن برب حكيم
يتابع بسلاطة اللسان
ويطالب بالاستتابة.
هي سنة أخرى لكي أعد ملايين الفقراء
في بلاد كان نبيها لا يشبع
وكان قادتها يحلمون فوق الحصير
وكان صحابة نبيها
يبالغون في التقشف.
وأصبح أتقاهم
من يملك النفط
والسبايا باسم
نبي فقير
ويملك أطنان الذهب والفضة
ولا يتوضأ
إلا سال الدم
طولا وعرضا.
فيا شعب الصلوات الخمس
والشهر الفضيل
ويا شعب القنوت
والتهجد
والسير حول الحرم العظيم
افتح قلبك
هذه السنة
وارفع الصوت عاليا:
ليس منا من يقتل
ولا منا اللصوص
وليس منا من يعبد العجل
أو
يتيمم الرؤوس!