وثبت أن الديمقراطية تستطيع قتل الدناصير 22

وثبت أن الديمقراطية تستطيع قتل الدناصير 2/2

المغرب اليوم -

وثبت أن الديمقراطية تستطيع قتل الدناصير 22

بقلم : عبد الحميد الجماهري

اعتبر البعض أن الدرس الأول لتجاوز أردوغان لمحنة الانقلاب عليه، هو تصفية الانقلابيين المغاربة، الذين تم اكتشافهم على ضوء ذلك !!!
وذلك باستعمال الأنصار المغاربة "الأتراك"، ضدهم... 
والحق أن هذا ليس طموح الرئيس التركي، ولا برنامجه المعلن، في ما يخص المغاربة، وقد تكون له ولا شك مخططات لما بعد الانقلاب مع الأتراك.
تفكير من قبيل تصفية الأعداء المغاربة، لا يوازيه، في نظر المقاربة التاريخية ، سوى التفكير من منطق الدولة الإمبراطورية التي تواجه المنشقين عنها في أقاليم المغرب الأقصى!!!!
الأمر ليس كله نوعا من المكبوت التاريخي الذي لن يسعف أصحابه - المسؤولون منهم هم المقصودون وليس كل من عبر عن رأيه - في الدفاع عن شرعية المؤسسات، بل هو أيضا نوع من تكرار "الرسملة" التي تمت في 2011. ولنتذكر وقتها أن مواقف اردوغان ضد شمعون بيريس في دافوس، ثم انسحابه غضبا على فلسطين وإرساله باخرة المساندة وما وقع لـ"مرمرة" الشهيرة، كانت مناسبة لدعم التيارات التي اقتفت طريقته في السياسة. وكانت الاستفادة واضحة، بما قد يفيد - وبعض الظن إثم- أن هناك من يعتبر بأن التكرار يمكن أن يفيد في نقل العداوة إلى داخل المغرب، ضد مغاربة غير أتراك أردوغانيين !
والحال أن أردوغان له ما سيفعله في تركيا بعد الانقلاب.
فنحن لن نتصور أنه سيطفئ أضواء القصر الجمهوري، ويذهب إلى النوم الديمقراطي السريع! بل سيشرع في تغيير موازين القوة نهائيا لفائدته.
1 - قد تم الإعلان، إلى حدود أمس، عن اعتقال 8 آلاف شخص، حيث أعلنت وزارة الداخلية انه تم إيقاف أكثر من 8 آلاف مسؤول، وأضافت الوزارة في بيان نقلته وكالة أنباء "الأناضول" التركية أنه تم فصل 8777 شخصا من خدماتهم من بينهم 30 محافظا و52 مفتشا مدنيا و16 مستشارا قانونيا. وتابع البيان أن السلطات ألقت القبض على أكثر من 6 آلاف مشتبه على صلة بمحاولة الانقلاب الفاشلة التي نفذت مساء يوم الجمعة الماضي من بينهم شخصيات عسكرية وقضاة.
وهو ما يعني أن جزءا من العمل قامت به الدولة، في شخص مخابراتها التي بقيت مع الشرعية من قبل الانقلاب، وهو أداء استباقي يلقي بغير قليل من الأضواء على ما ينتظر هؤلاء وينتظر المساندين لهم.
2 -أوضح البيان أن "هؤلاء متهمون بأنهم على صلة بفتح الله غولن الذي يقيم في الولايات المتحدة والمتهم بالتدبير للانقلاب". وقد تمت مطالبة الولايات المتحدة بتسليمه، وهذا له معنيان: الأول أن الصراع في نهاية المطاف بين فتح الله غولن الإسلامي، وبين أردوغان الإسلامي وقد استعملت فيه وسائل الدولة وجيشها الذي تم اختراقه بشكل كبير من طرف أنصار فتح الله غولان.. وثانيهما هو أن التلميح يعود صريحا بتورط أمريكا في القضية ويجب امتحانها عن طريق …تسليم المتهم! خاصة وأن مصادر قضائية ذكرت" أن غولن هو المتهم الرئيسي في تحقيقين أطلقتهما النيابة العامة في اسطنبول بشأن علاقته بمحاولة الانقلاب الفاشلة…"
وليس هناك أي ربط بين العلمانيين وبين الانقلاب، كما لا يمكن تجاهل علاقة جزء من إسلاميي غولان والانقلاب!
وحتى الذين أخطأوا في مساندة حركة الانقلاب اللاشرعية بمحاولة تفسيرها كحركة للدفاع عن العلمانية، لم يحصدوا سوى الهباء في النهاية!
لقد شكلا ثنائيا ناجعا في الوصول إلى السلطة، وعرفت العلاقة بينهما صراعا أدى غولان ثمنه من حيث "تجفيف" تركيا من ينابيعه، في الفضاء المدني كله وربما حان دور الفضاء الرسمي أي الدولة ومفاصلها…(هل هي الدولة العميقة ممثلة في شخص الحليف اللدود؟)
وفي هذه الخطاطة لا تشذ تركيا عن قاعدة الصراع بين الأطراف القوية في أعالي الدولة أينما كانت.
نحن أمام سيناريو يفيد بأن طرفين تتقارب قوتهما لا يمكن أن يتعايشا تحت سقف واحد، لهذا حاول أحدهما ثقبه بالسيف ورد الآخر بنفس السيف…
3- من الصعوبة بمكان الحديث عن ما بعد الانقلاب بدون بند القضية الحقوقية، لا من حيث ضمان المعاملة المطلوبة للانقلابيين (لا سحل في الشارع، ولا إهانة للجيش الذي تحتفظ ذاكرته دوما بالتعامل مع الانقلابيين .. والتاريخ الشاهد لا يغيب) ولا غيره .
والنقاش الدائر اليوم حول عودة الإعدام فيه انحياز واضح لثقافة تبتعد عن شرعية الديمقراطية المؤسساتية والحقوقية التي دفعت الرأي العام إلى رفض الانقلاب.
لا يمكن التذرع بالشرعية الإنسانية للدفاع عن أردوغان والتنكر لها في الدفاع عن حق الحياة للانقلابيين. هناك متن ديمقراطي واحد لا بد من الاحتكام إليه لكي تظل الشرعية التي وقفت في وجه الانقلاب، شرعية واحدة غير منقوصة ولا مجزأة…

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وثبت أن الديمقراطية تستطيع قتل الدناصير 22 وثبت أن الديمقراطية تستطيع قتل الدناصير 22



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 18:57 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الثور

GMT 14:07 2016 الجمعة ,16 أيلول / سبتمبر

الأبنوس

GMT 15:05 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

نيمار يبلغ سان جيرمان برغبته في الرحيل هذا الصيف

GMT 14:42 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

السالمية الكويتي يبدأ مشواره العربي بلقاء الشبيبة الجزائري

GMT 15:23 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

سنوات يفصلها رقم

GMT 11:24 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك محمد السادس يرسل برقية تعزية إلى الرئيس الكاميروني

GMT 13:45 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

أول صالون تجميل يستقبل المحجبات في نيويورك

GMT 23:50 2019 الأحد ,02 حزيران / يونيو

باتريس كارتيرون يُراقِب العائدين من الإعارة

GMT 00:14 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

السعودية تنفذ حكم القتل تعزيرًا في حق صدام حسين
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya