أسماكُ الله الطائرة

أسماكُ الله الطائرة..

المغرب اليوم -

أسماكُ الله الطائرة

بقلم : عبد الحميد الجماهري

من بين كل نظريات النشوء
في تفسير ظهور الطيور،
أو من إيمان قوي بأن أصل الطيور …سمك!
يكفي لمن يشك في هذه النظرية أن يتوجه إلى أقرب سوق لبيع السمك ..
ويمكنني أن أجزم أيضا أن الشهر الذي وقع فيه التحول (أو الطفرة بلغة الباليونتولوجيا ) هو شهر رمضان الأبرك..!
ففي هذا الشهر المبارك ، تطير الأسماك بسرعة 150 درهما للساعة!
يقول العلماء
أولئك الذين لم يزوروا قط أسواق السمك المغربية 
بأن الترسبات والمستحثات غير قادرة على إعطائهم معلومات كثيرة عن أصل الطيور..
لكن من الواضح أنهم يعتقدون أنها كانت ديناصورات من النوع الرهيب
دناصير ذات ريش جميل..
أو ديناصورات من »اركيوبتيريكس«..
ممكن جدا: ويكفي أن ننظر إلى الفزع الذي يصيب المغاربة اليوم عند السؤال عن أثمنتها، لكي نفترض بأنهم رأوا ديناصورا صغيرا »يفركل« في الصندوق.
ديناصور بأسنان حادة يراقب بنظرات حادة أيضا خالتي »حادة« وهي تسأل عن الثمن ..
كأنه يتهددها ساخرا»، وعندك السنان باش تشريه بعدا؟«..
غير أن نظريتي القائمة هي أن القضية سمكية بامتياز
فقد كانت الطيور سمكا من نوع السردين
والميرنا
والقيمرون
والبواجو
عاشت في العصر الربيعي الثاني…
فالسمك يطير بالفعل إلى السماوات السبع بأثمنة لم يسبق أبدا أن دفعها المغاربة البسطاء والمتوسطون.
ولعله صار قادرا على الطيران، لأنه يعيش في مغرب ليس فيه إلا.. الميسورين
الذين يلقمونها 
وهي… »طايرة«…
لغير العلماء المهووسين بأصل الطيور
والذين لا يعرفون الأسواق 
ولا يتجولون بحثا عن »لاطة« تلبي شهيوات رمضان الأبرك…
الأفضل لهم الصوم في بلاد لا يبلغ طول ساحلها 3500 كلم …
بلاد لا يطير فيها السمك من فرط الخجل !
أفهم الآن لماذا كان الحكيم الصيني القديم لاوتسو يقول بأن» حكم بلاد كبيرة ، يشبه طهي سمكة صغيرة«..!
السمكة الصغيرة، من قبيل السردين والانشوا(لانشوبا) صعب طهيها في هذه الأيام، مثل حكم بلد كبير..
فيا حسرة على عبد الله السردين
ذاك الذي كنا نسميه باستملاح: 
مواطن بلا رأس يعيش وسط الزيوت!
والحق أن السردين، كمواطن مغربي لن يكون مهددا بإسقاط جنسيته،
في الدول الأجنبية 
كما يحدث للكثيرين هذه الأيام من الذين نسوا الجنسية المغربية واطمأنوا إلى الجنسيات الجديدة قبل أن »تطير«عنهم بفعل تهم الإرهاب..
ولا هو مسؤول عما يجري في اليابسة ، هنا في بلاد المغاربة. وهذا لا يمنعه 
من أن يتمتع لأول مرة … بالطيران فوق رؤوس الآلاف من المغاربة.
كل أولئك الذين يرونه يحلّق فوق رؤوسهم 
ويتابعونه بعيون شاخصة 
كسمك الأعماق!! 
وكل الذين كانوا يجدون أن من السهل أن يرددوا:السمك الكبير يأكل السمك الصغير
نسألهم اليوم : وأنتم ، ما بكم، هل استطعتم أكله، كبيرا كان أو صغيرا؟
هذا درس في التحولات الكبرى التي تقع في الطبيعة الآن..
هناك حوت كبير بين البشر
لا يضع ثمنا للحوت الصغير من البشر!…


كان الماويون يقنعوننا بسهولة: إذا أعطيت الإنسان سمكة 
أكل مرة واحدة
وإذا علمته الصيد، أكل دائما.
لكن الليبراليين المتوحشين 
أحرار السوق
والأسعار
يعلموننا بدون إعلان ذلك:
إذا أعطيت الإنسان سمكة سرقْتها،
أكلَ مرة
وإذا علمته السرقة 
سيأكل طوال حياته.
هذا أيضا سبب كاف لكي »يطير« السمك ..
كما تطير الميزانيات
والأموال العمومية
والحماية الاجتماعية
ولا بد لنا، في النهاية من درس في اللغة:
وقد يصير من الأفيد اشتقاقا أن نقول »أسْمك الرجل، أي صام«، 
و ذلك بتعويض الإمْساك بالإسْماك..
ويصبح، اصطلاحا ، كل رمضان هو «إسْماك» عن شهوة البطن والفرج من طلوع الفجر إلى .. طلوع الروح ..فقسة!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أسماكُ الله الطائرة أسماكُ الله الطائرة



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 11:14 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج القوس

GMT 15:51 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج العذراء

GMT 11:04 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج العذراء

GMT 00:58 2020 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

دراسة تحدّد الأطفال الأكثر عرضة لخطر السكري من النوع الثاني

GMT 19:55 2019 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

رشيد دلال مساعدا للكيسر في تدريب أولمبيك آسفي

GMT 05:10 2016 السبت ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران تستضيف أعمال الفن العربي الحديث في متاحفها

GMT 07:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

غوايدو يدعو الفنزويليين للاحتجاجات ضد مادورو

GMT 17:50 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وهبي يراسل وزير الصحة بشأن غياب دواء مرضى السرطان
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya