في خطابه أفضل رد على بيان الداخلية شكرا جلالة الملك

في خطابه أفضل رد على بيان الداخلية شكرا جلالة الملك..

المغرب اليوم -

في خطابه أفضل رد على بيان الداخلية شكرا جلالة الملك

بقلم : عبد الحميد الجماهري

لا يرى هذا العبد الضعيف لرحمة ربه، أفضل من الخطاب الملكي، الذي تحدث فيه عن الإدارة وأعطابها، للجواب على التحذير الخاص بالموكب الملكي….
كيف ذلك…؟
لقد نفت وزارة الداخلية مرة أخرى استفادة أي شخص من أي امتياز جراء إقدامه على اعتراض مسار الموكب الملكي بالطرق العمومية، مؤكدة أن مثل هذه التصرفات تعرض حياة مرتكبيها وسلامة الموكب الملكي للخطر، كما أنها تشكل جريمة يعاقب عليها القانون.
وشددت الوزارة، في بلاغ لها يوم الجمعة، على أن " المصالح الأمنية التي ترافق الموكب الملكي لن تتسلم أي طلب يتم تقديمه بهذه الطريقة كيفما كان نوعه. كما أن هذه المصالح غير مسؤولة في حالة وقوع كارثة، لا قدر الله ، لأصحاب هذه التصرفات".
وأشارت إلى أنه سبق لها أن نبهت مرات عديدة إلى خطورة عرقلة السير، واعتراض مسار الموكب الملكي بالطرق العمومية من أجل محاولة الاستفادة من بعض الامتيازات.
ولنا أن نلتقط ثلاث قضايا على الأقل في هذا البيان المقتضب:
1 - عدم استفادة أي من قناصي المواكب الملكية من امتيازات معينة، وفي ذلك وضع نقطة صريحة على أن الاقتراب من الموكب الملكي لم يعد يعني الدخول إلى موكب المستفيدين من الامتيازات ، إما بسبب القدرة على الوصول إلى المحيط الملكي أو بسبب القدرة على الفوز في السباق إلى ذلك على آخرين من نفس العينة..
2 - التأكيد على أن المصالح الأمنية لن تتسلم أي طلب يكون رسالة فوق الحاضرين في متابعة الموكب الملكي..
وهو حرص له قيمته البليغة، أن العادة القديمة، والتي كان المغاربة يتأففون منها في توظيف الأمنيين كسعاة بريد ملكيين، انتهت.…
3 - التأكيد على خطورة هذا الفعل على سلامة الموكب الملكي، بنفس الخطورة على صاحب الفعل نفسه..
وهنا لابد من التأكيد على أن موكب عاهل البلاد ، ورئيس دولتها ، يخضع لكل شروط السلامة في كل الدول الديموقراطية.. وهو لحظة أكثر من البروتوكول وأكبر من السلطة، إنه في الواقع الدولة وهي تتحرك، بكامل رمزيتها وبكامل مشروعيتها، لتعلن الاستقرار وتعلن الزمان، وأن التشويش باسم محاولة الاستفادة، غير منطقي وبهلواني في الواقع..
في المقابل لا تكون المحاولة، الخطرة أحيانا تصل إلى الوفاة غير المقصودة للمواطن المعني، دوما من أجل الاستفادة من امتياز، بل هي محاولة عيش، محاولة إنصاف، أو محاولة عدل.. كما يحدث لمواطنين يرفعون مظالمهم أو يضعونها أمام ملكهم، الذي يقدرون فيه العدالة والإنصات لهم وهو ما دفع العبد الضعيف لربه إلى القول إن أفضل جواب هو الخطاب..
ماذا قال خطاب افتتاح الدورة البرلمانية :» إذا كان البعض لا يفهم توجه عدد من المواطنين إلى ملكهم من أجل حل مشاكل وقضايا بسيطة، فهذا يعني أن هناك خللا في مكان ما.
أنا بطبيعة الحال أعتز بالتعامل المباشر مع أبناء شعبي، وبقضاء حاجاتهم البسيطة، وسأظل دائما أقوم بذلك في خدمتهم« .
إن الملك يتساءل، وفي بعض تساؤلاته تحطيم طابوهات اعتدناها، تكسير عادات مخزنية لم نألف تكسيرها، كما حدث مع السؤال الثوري: أين الثروة؟
وهنا يتساءل ملك البلاد، باسمنا جميعا :»… هل سيطلب مني المواطنون التدخل لو قامت الإدارة بواجبها ؟ الأكيد أنهم يلجؤون إلى ذلك بسبب انغلاق الأبواب أمامهم ، أو لتقصير الإدارة في خدمتهم ، أو للتشكي من ظلم أصابهم«.
شكرا جلالة الملك،
شكرا جزيلا…… لأنك وضعت اليد على الجرح، بدون تصنع ولا لف ولا دوران ..
وسيكون معك كل الذين تحدثت باسمهم.. هنا وفي مواضع غير هاته !
سيكون من الأجوبة العاقلة، والوازنة أن تنتبه
الحكومة 
وكافة المؤسسات المعنية، 
الإدارية والقضائية ، 
إلى تحيين إصلاح الإدارة..
سيخرج المغاربة لاستقبال ملكهم بحب وبدون رسائل ملغومة
وبدون رفع درجة التهيب والمخاطرة، كما قال الملك تماما عندما لا يكونون في حاجة إلى طلب تدخله..
أعتقد بأن التعامل الملكي في القضية يتجاوز التنبيه إلى العمق،
وهو تعامل لا يضاهيه سوى حرصه الأكيد على
* أنه ملك مواطن 
*وإسقاطه القدسية عن شخصه الموقر
*تحرره من قيود البروتوكول الملكي نفسه بما يسمح لأبناء شعبه بالتواصل معه مباشرة…
*الحديث المباشر بقاموس يمتح لغته من قاموس الناس ومطالبهم…
ولاسيما عندما قال، بناء على تصريح وزير العدل والحريات أنه لن يتابع من ينتقده..!
ولما نرى كل المنتقدين، أحيانا درجات متقدمة، وبوجوه مكشوفة، في شبكات التواصل الاجتماعي نعي حقا أن هناك إرادة، لأنني لا أعرف حاكما عربيا يمكنه أن يقبل بذلك….من مواطني بلاده، اللهم إذا كانوا في… المنفى!
هناك تحولات لا ترى بالعين المجردة، ويَحْسن وضعها في معادلة التراكم الذي يفرز التحول، لكي نشعر بها..
قد يقول قائل: إن الشكر، يستقيم في هذا الزخم من العزة والحضور المغربيين، من الشرق إلى المغرب إلى أعماق إفريقيا..
أقول نعم، 
وأضيف:لكن الذي يهمني هنا هو ما له علاقة مباشرة بصورة تاريخية مفترسة يريد ملك البلاد أن يغيرها بالإصلاح!
لا بتعديلات في أمن المواكب..
العمق الذي يصل المغاربة ويجعلهم يتطلعون إلى قرارات إصلاحية من نفس الطينة التي تهمهم مباشرة..
وسأذكر دوما الآية الكريمة التي ختم بها خطاب التأسيس لعهده:"إِنْ أُرِيدُ إِلاّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِيَ إِلاّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ." 
صدق الله العظيم!

المصدر :صحيفة الاتحاد الإشتراكي

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في خطابه أفضل رد على بيان الداخلية شكرا جلالة الملك في خطابه أفضل رد على بيان الداخلية شكرا جلالة الملك



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 18:57 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الثور

GMT 14:07 2016 الجمعة ,16 أيلول / سبتمبر

الأبنوس

GMT 15:05 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

نيمار يبلغ سان جيرمان برغبته في الرحيل هذا الصيف

GMT 14:42 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

السالمية الكويتي يبدأ مشواره العربي بلقاء الشبيبة الجزائري

GMT 15:23 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

سنوات يفصلها رقم

GMT 11:24 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك محمد السادس يرسل برقية تعزية إلى الرئيس الكاميروني

GMT 13:45 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

أول صالون تجميل يستقبل المحجبات في نيويورك

GMT 23:50 2019 الأحد ,02 حزيران / يونيو

باتريس كارتيرون يُراقِب العائدين من الإعارة

GMT 00:14 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

السعودية تنفذ حكم القتل تعزيرًا في حق صدام حسين
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya