السلام من الزهايمر والزهايمر من السلام

السلام من الزهايمر والزهايمر من السلام

المغرب اليوم -

السلام من الزهايمر والزهايمر من السلام

بقلم : عبد الحميد الجماهري

في يوم واحد احتفل العالم باليوم العالمي للزهايمر
وللسلام..
البارحة 21 شتنبر، احتفل العالم باليوم العالمي للزهايمر..
والذين يتذكرون اليوم ليسوا هم المصابين، بل الذين ما زالت علبة الذكريات مشتعلة لديهم.. 
الذين أصابهم الزهايمر، لا يحتفلون بيومهم 
الزهايمر يسرق الذكريات
ويسرق الحنين أيضا
ويسرق الوجوه من أسمائها
ويسرق اللمسة من الجلد 
والنظرة من العين
والزرقة 
من البحر
الزهايمر ، بوابة للبياض في نهاية عمر يبدو أنه أصيب بانقطاع كهربائي
ومع ذلك أذكر ما حدث يوم أمس، أذكره جيدا..
كانت الحرب تلتهم نصف الأرض وتلفظ الجثث بين أحضان الأمهات في الشرق
أذكر جيدا ما فعله اليأس برجل أقدم على انتحار، 
وسط هتاف قبائل الجن في رأسه
وصدور العديد من الجرائد بمقدمات معروفة للغاية…
البارحة قضينا يوما بلا مسيرة ، كاملا وصحوا..
البارحة أيضا كان الحظ حليف جارتنا الأرملة، لأنه لم يصادف نهاية الشهر، ولا فاتورة الماء والكهرباء
وقد أسعفها النسيان في غير قليل من السعادة، بدون الحاجة إلى الزهايمر ..
البارحة ما زلت أذكر أن آلاف الأشجار اختفت من الرباط
لا أحد قال أين ذهبت ، لكنها اختفت 
البارحة قرر برلماني متابع سابق بأن العفو طريقة الدولة في الزهايمر..
وتمنيت لو كانت لنا طريقة مماثلة لإطلاق سراح أفكارنا المعتقلة تحت الرقابة الذاتية..
الزهايمر له فترة سياسية، وليست عمرية وإنسانية جسدية
الناس ينسون كثيرا
وعن عمد….
وبدون عمد…
ومن أجل الإحسان
ومن أجل الأخوة
وينسون ما مر ويعيدون الأخطاء ذاتها..
الانتخابات أيضا لحظة تفسخ كامل للذاكرة، كما يريدها الذين يخطئون في السياسة
والسياسيون العابرون
والمتهافتون
يتمسحون بالزهايمر ويرفعون له كل الدعوات 
ويتضرعون إليه أن يزورهم كل مرة خمس سنوات
.. ويمطر شآبيب بياضه على كل الذكريات
والزهايمر لا يرافق سوى السلام
البارحة أيضا كان اليوم العالمي للسلام
كما لو أن المساعد الرزين الوحيد للسلم في الكون 
هو النسيان..
والصدفة التي جمعت اليوم العالمي للسلام في نفس اليوم مع الزهايمر صدفة ليست ماكرة، لكنها بيضاء 
وحسنة النية
وقد تبين لها ربما أن سلام العالم في فقدان الذاكرة
وفقدان الذاكرة في السلام..

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السلام من الزهايمر والزهايمر من السلام السلام من الزهايمر والزهايمر من السلام



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 11:14 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج القوس

GMT 15:51 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج العذراء

GMT 11:04 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج العذراء

GMT 00:58 2020 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

دراسة تحدّد الأطفال الأكثر عرضة لخطر السكري من النوع الثاني

GMT 19:55 2019 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

رشيد دلال مساعدا للكيسر في تدريب أولمبيك آسفي

GMT 05:10 2016 السبت ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران تستضيف أعمال الفن العربي الحديث في متاحفها

GMT 07:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

غوايدو يدعو الفنزويليين للاحتجاجات ضد مادورو

GMT 17:50 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وهبي يراسل وزير الصحة بشأن غياب دواء مرضى السرطان
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya