ماذا سيتبقى بعد انتخابات الجمعة

ماذا سيتبقى بعد انتخابات الجمعة؟

المغرب اليوم -

ماذا سيتبقى بعد انتخابات الجمعة

بقلم : عبد الحميد الجماهري

ما بعد الانتخابات أكبر بكثير من الانتخابات! ويكون الأمر هكذا عندما تكون ديموقراطية الاقتراع - التمثيلية- هي بحد ذاتها رهانا سياسيا قويا!
غير أن القضايا التي سلطت عليها تقاطبات الاقتراع الضوء بشدة، ستظل قائمة، علما أن طبيعتها ستتغير ..
- المغرب يستحق ديمقراطية دائمة، بمنهجية دائمة، للقطع مع «التجريبية» التي لا تعني في النهاية سوى صناعة التوازنات، بعيدا عن حقائق الواقع. وهذه المعضلة، سيواجهها كل الطيف السياسي الجدي إذا كان بالفعل يريد تقدما سياسيا ومؤسساتيا، ولن يستثنى منها أحد!
- الإسلام السياسي: لن يفكر أحد بجدية، وهو يعتقد بأن خروج الإسلام الحزبي من الحكومة، أو من ضواحي الدولة (مثلا إذا حصل)، يعني نهايته في المجتمع.. ربما يتأثر تعبيره الحركي- التنظيمي كما حصل مع اليسار أو يتفكك جزء من بنيانه المؤسساتي، لكنه ما زال يواصل مشاريعه في المجتمع.
والواضح أن الإسلام السياسي الحاكم، لن يستثني الإسلام السياسي الخارج عن المنظومة كالعدل والإحسان، بل سيتسع محيطه المحافظ بنكهة راديكالية….. والإسلام السياسي هو أيضا السلفيات المبثوثة في المجتمع، في سياق يمتاز بنوع من التقوقع الحضاري في البلاد..
وهو ما يطرح بالفعل المشروع ككل، كمعضلة على المغرب، الذي حافظ طويلا على نوع من «الاستقلال الروحي» عن الشرق .
لقد أصبح من الضروري صناعة التميز الوطني بناء على مشاريع فكرية ثقافية تخترق كل طبقات المجتمع وكل أركانه (المدرسة، الجامعة، الأسرة….)، وغير ذلك فستظل الاستقلالية الروحية محط جذب تزيد من حدته ظروف التواصل السهلة في عالم يصنع جزء منه افتراضيا (homo faber).
- الدور أصبح صالحا لما يسمى «الأنبياء القانونيون»، أي أولئك الذين كانوا في أصل صناعة نظرية الدولة، دولة البدايات الواضحة والاستمرارية الواضحة. ومن حسن الحظ في هذا الباب أن الدولة، من آثارها بالذات أنها تعالج مشكلة …الدولة!
لكن الإسلام السياسي أيضا عليه أن يجيب عن السؤال: باسم من يتكلم، باسم لله أو باسم الرأي العام؟ وفي الجواب سيكمن الحد الأدنى من التعايش المدني بين مكونات الصف الوطني..
- استقرار الحقل الحزبي: ما زال الحقل الحزبي لم يستقر بشكل نهائي، فما زالت هناك قوة سياسية مهمة في الإسلام السياسي (العدل والإحسان).. لا تشتغل على قاعدة المشترك المؤسساتي للمغاربة، كما أن التجريب السياسي للبحث عن ردود على الإسلام السياسي لا يبدو أنه سيتوقف، وبالتالي سيظل الحقل مبتورا أو يتأرجح بين إسلام سياسي متعدد الوجوه وبين تجريبية سياسية تبحث عن شرعية الإقناع بالمشروع الذي جاءت من أجله، سيظل المجتمع يشتغل ببراكينه وحممه وتفاعلاته الباطنية ليبحث عن ….أجوبته العميقة.
- مآل العمل الاجتماعي بكل أذرعه والفعل النقابي على وجه الأخص في ظل هذا التقاطب المفروض على المغرب، في أفق تفكيك الدولة الاجتماعية ولكن أيضا في أفق تفكيك النسيج النقابي العريق، من أجل تأطيره من خارج المنظومة التحديثية.. وتغليب التنقيب الدعوي على حساب التنقيب الطبقي والمهني المناضل..
هذه القضايا ، لا يمكن أن يغفلها التفكير كيفما كانت النتيجة، لأنها في عمق المغرب الراهن وهي تستوجب زمنا سياسيا أكبر بكثير من الزمن الانتخابي مهما كانت حدته وراهنيته..

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا سيتبقى بعد انتخابات الجمعة ماذا سيتبقى بعد انتخابات الجمعة



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 11:14 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج القوس

GMT 15:51 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج العذراء

GMT 11:04 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج العذراء

GMT 00:58 2020 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

دراسة تحدّد الأطفال الأكثر عرضة لخطر السكري من النوع الثاني

GMT 19:55 2019 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

رشيد دلال مساعدا للكيسر في تدريب أولمبيك آسفي

GMT 05:10 2016 السبت ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران تستضيف أعمال الفن العربي الحديث في متاحفها

GMT 07:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

غوايدو يدعو الفنزويليين للاحتجاجات ضد مادورو

GMT 17:50 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وهبي يراسل وزير الصحة بشأن غياب دواء مرضى السرطان
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya