حزب الله إرهابي

حزب الله إرهابي...؟

المغرب اليوم -

حزب الله إرهابي

عبد الحميد الجماهري

نستطيع أن نستيقط غدا، ونجد العالم يمشي على رأسه، ونواصل التفكير بمنطقية عجيبة، مع قلب الهرم فقط.
يمكن أن تكون حركة ثورية، وطنية مثل حزب الله وتجد أن العرب، أحباءك وعشيرتك، كما في الأغنية، لا يقولون أنك عدو إسرائيل ، بل أنت عدو العرب.
لهذا عندما نتكلم عن حزب الله والعالم الذي يمشي على رأسه، يمكن أن نفهم لماذا لا يختل العالم حتى وقدماه إلى الأعلى، مثل شاة معلقة بعد الذبح! 
لا يهم الوضعية التي يجد العالم عليها نفسه، ولكن الوطنية قد تعني الإرهاب، كما الخيانة قد تعني صورة جديدة للجدل التاريخي، وربما صيغة مهذبة للحب! 
وهو ما يفعله اليوم الذين يدفعون إلى قتل «حزب الله»، من خلال تصفيته سياسيا باعتباره حركة إرهابية… 
لا أحد يتفق مع حزب الله عندما يعتبر بأن الحرب على إسرائيل قد يكون امتدادها المنطقي الحرب على جزء من الشارع السوري!
لا أحد يوافق "حزب الله" عندما يعتبر التحالف الاستراتيجي مع سوريا الأسد، يقتضي بأن ينسى أنه حركة وطنية تدافع عن شعب شقيق ، ضد جيش عدو على الحدود من لبنان..
لا أحد يتفق معه، عندما يقتضي انتماؤه الطائفي أن ينوب عن الشعوب في حروبها من أجل الحرية، أو الشرعية كما في اليمن!
ولكن من ينسى أن حزب الله حررنا من عقدة الأسطورة التي لا تهزم قبل أن يحرر جنوب لبنان، بلاده ؟
من ينسى أن حزب الله منع إسرائيل من أن تتصرف وكأن الجنوب، من «بنت جبيل» الى مشارف برج البراجنة، حديقة خلفية لتل أبيب؟
فمن ينسى ذلك يريد أن ينسى أنه حزب وطني وقوة مناهضة للاحتلال!
أتفهم قليلا مواقف القوى الإقليمية في الخليج، وبالأساس.. السعودية، لكن لا يمكن أن تكون أولوية الوجود العربي في الخليج هي تصفية حزب الله، بوضعه في خانة الإرهاب….
صعب صعب للغاية أن تنقلب الموازين بهذا الحد…. 
حزب الله اليوم في وضع صعب، بين ترنح الحليف السوري وتزايد الغموض في المنطقة ولم يختر ما كان يجب أن يختاره في الصراع السوري الداخلي، بأن يقف إلى جانب التيار الديموقراطي، لكن لا أحد يمكنه أن ينكر بأن هذا التيار تضاءل حتى عاد بلا رقبة، وأن المشروع الذي يقوم بديلا للأسد هو المشروع الداعشي الرهيب.
ولا أحد يمكنه أن يغفل أيضا أن صراع القوى الكبرى وإعادة رسم الشرق الجديد ، وتوزيع الأدوار بين قوى الشرق وقوى الغرب، هو عمق الصراع الآن وليس صراع السنة والشيعة حتى ولو كان الأكثر دموية !
بالنسبة لبلادنا، لم أجد ما يبرر كون حزب الله حزبا إرهابيا…
قد نرجع إلى ما حدث مع خلية ما يسمى ببلعيرج، والتي كان من ضحاياها قادة سياسيون لحزب الأمة والبديل.. وكانت لها تبعات منها ما بطن ومنها ما ظهر، ونقول بأنه سبق أن ورد اسمه ضمن موارد الارهاب!
ولكن الذي بين أيدينا هو أنْ ليس هناك من منظمة إرهابية سوى داعش
بالوضوح التام … والممل.
لقد دعت منظمتان في تونس، التي احتضنت اللقاء الذي صدر عنه القرار، إلى تراجع بلادها عن القرار وتنفيذه، وليس للمغرب أن يخجل من التفكير بحق في قرار العرب بتونس، لأن هناك تمييزا واضحا لدى جزء كبير بين موقف حسن نصر الله الوطني المقاوم للاحتلال ونصر الله المساند لسوريا، وهم في ذلك يميزون بين خطئه وصوابه. فلا يمكن أن يكون خطأ ومبررا أو تعلة لنسيان صوابه…
إن التخوف الحقيقي هو أن تكون الورقة واضحة، وهي أن تكون له نفس الصفة التي توصف بها داعش وتبرر التحالف ضدها وضربها دوليا،وتمهيدا .. لكي يكون حزب الله هو نفسه عرضة لتحالف يضربه؟
إن إسرائيل هي المستفيد الأول، ولن يكون هناك من يمكنه أن يقنع الشعوب بأن المؤامرة ليست كاملة في توفير الشرط القريب لاستمرار طويل الأمد، ولا سيما وقد أصبحت القضية الفلسطينية في المرتبة الأخيرة من أولويات الشعوب التي تعتبرها شقيقة..! 
إسرائيل تجد وضع الشرق الأوسط لصالحها وربما ستربح 150 عاما أخرى من البقاء ..كقوة احتلال وليس كدولة جارة لدولة فلسطين، وسيكون إخراج نصر الله من المعادلة مسافة حيوية جديدة لإسرائيل وشوطا إضافيا في عمر الاحتلال. 
هناك من يرى أن التحالف مع اسرائيل وارد، وبل هو أحسن بكثير من اللقاء مع إيران: وقد سمعناها من فم أميري غير بسيط.
ولكن حق الشقيقة السعودية في وجود آمن، ووجود قوي ، كقوة حقيقية في المنطقة، ليس إرادة شعبها فقط، بل لعلها
إرادة شعوب عربية ونخب عربية وإسلامية كثيرة وهي إرادة مشروعة حقا، لكن الذي يسعى إلى تقليص دورها أو يريده كذلك هو القوى الدولية الصانعة للقرار الدولي، والتي تريد أن تعيد تشكيل المنطقة على قاعدة سايس بيكو جديدة….
ولا يمكن من أية زاوية :إرهاب، سوريا، توازن إقليمي، دور عالمي استراتيجي ، إباحة دم المقاتلين في صفوف حزب الله في الوقت الذي تبقى إسرائيل حليفا محتملا!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حزب الله إرهابي حزب الله إرهابي



GMT 19:41 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

الاهتمام بلبنان في ظلّ إعادة تأسيسنا صاروخيّاً!

GMT 19:39 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ثلاثية الكويت

GMT 19:36 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

محاكمة لجنة التحقيق!

GMT 19:35 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

فكرة بديلة فى الرى!

GMT 19:32 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ما نعرفه حتى الآن

GMT 12:34 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

الشخصية اللبنانية كمزحة

GMT 12:32 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

لماذا يكره المتطرفون الفنانين؟

GMT 12:29 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

ارفع معنوياتك!

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 11:14 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج القوس

GMT 15:51 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج العذراء

GMT 11:04 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج العذراء

GMT 00:58 2020 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

دراسة تحدّد الأطفال الأكثر عرضة لخطر السكري من النوع الثاني

GMT 19:55 2019 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

رشيد دلال مساعدا للكيسر في تدريب أولمبيك آسفي

GMT 05:10 2016 السبت ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران تستضيف أعمال الفن العربي الحديث في متاحفها

GMT 07:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

غوايدو يدعو الفنزويليين للاحتجاجات ضد مادورو

GMT 17:50 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وهبي يراسل وزير الصحة بشأن غياب دواء مرضى السرطان
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya