أمي سيداتي سادتي

أمي.. سيداتي.. سادتي!

المغرب اليوم -

أمي سيداتي سادتي

رشيد مشقاقة

توصلت والدة التلميذ تُومَاسْ أديسون برسالة من مدرسته فقرأتها على ابنها قائلة:
ـ شكرا يا بني: «إن مدير المدرسة وأطرها عاجزون عن تفسير قدراتك العلمية المذهلة التي تفوق مستوى زملائك في القسم نفسه، بل في المدرسة برمتها، وطلبوا مني أن أتدبر أمرك بما أراه ملائما».
عندما تربع العالم أديسون مخترع الكهرباء على عرش كبار العلماء، وانتقلت أمه إلى عفو الله، وبينما كان يبحث في أوراقها الخاصة عثر على تلك الرسالة فقرأ فيها ما يلي:
من مدير مدرسة التلميذ أديسون إلى والدته: «يؤسفني جدا أن أخبرك أن ابنك بليد ونحن عاجزون عن تعليمه، لذلك قررنا فصله من المدرسة»!
وقد فوجئ ضابط شرطة بامرأة مسنة ضبطت بحوزتها كمية قليلة من المخدرات للاستهلاك، وأدرك بحدسه أنها بمنأى عن ذلك، لتعترف أمامه أن ابنها يضربها ويهددها بالقتل إذا هي لم تشتر له أقراص الهلوسة والمخدرات!
نحن ـ بكل أسف ـ راكمنا تجربة فريدة في العقوق تؤهلنا كي نحتفل باليوم العالمي للعاق بدل اليوم العالمي للمرأة أو الأم!
يقول الزوجان لبعضهما البعض: «تدبر حال أمك لا قدرة لي على تحملها».
ويختفي الأولاد عن الأنظار متى تيسرت لهم سبل العيش ليتركوا الأم تربي باقي الأبناء كي يمارسوا بدورهم لعبة الاختفاء في وقت لاحق!
نسي هؤلاء وأولئك أن من لا يلتفتون إليها كانت في يوم من الأيام تقف أمام الباب الكبير للمدرسة بالساعات الطوال ليرتموا في أحضانها وتعود بهم إلى البيت!
وقد خجل الزوجان وهما يحملان هدية لأبويهما اللذين احتفظا بابنتهما أثناء السفر عندما قدم الأبوان للولدين هدية كتب عليها: «شكرا لكما على ما منحتهما لنا من سعادة وحب وحنان لما تركتما حفيدتنا معنا خلال هذه المدة القصيرة جدا»!
إِقْرَأ هذا. وَزُرِ المحاكم لِترى أمهات يتسولن النفقة من أبنائهن، وَزُر المستشفيات لتراهن يتسولن الدواء، وبالشارع العام يفترشن الأرض، وتمر أمامهن سيارات من كن رُضّعاً يومَا على بَابِ أثدائهن!
وقد همس أحدهم في أذن صاحبي عندما أهديته كتابا يحمل صورة والدتي قائلا: ماذا كانت تصنع في الحياة؟
نسي السائل أننا كنا بين أيديهن مواد خام فصنعن منّا الملوك والرؤساء والقضاة والأطباء والمهندسين والمعلمين وأرباب الأعمال ذكور وإناثا، ثم آثرن الاختفاء تحت التراب!
لقد وقف رئيس الدولة يلقي خطبته أمام شعبه، وكانت أمه تنصت إليه بالصف الأخير فاستهل كلمته قائلا:
ـ أمي..سيداتي..سادتي. فعَلاَ التصفيق!
وكان الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه يتحاشى الجلوس إلى والدته على مائدة الأكل، حتى لا يضع بفمه لقمة، ربما، تكون والدته ترغب فيها!
الوالدان اللذان قدما لولديهما هدية مقابل حضانة الحفيدة التي آنستهما أثناء سفر والديها، والأم التي وقفت بين يدي ضابط الشرطة مستهلكة للمخدرات بالوكالة، والأم التي صنعت من رسالة فشل ابنها كرسيا لعالم كبير، والإمام علي كرم الله وجهه الذي خشي أن يَدْخُلَ فمه طعاما قد تكون عَيْنا أمه رَنَت إليه، كل هذه نماذج تشد أذاننا بشدة وعنف وتقول لنا إننا نسينا أن نشكر الأمهات اللواتي شمرن عن ساعد التضحية والفداء والمِحِن ليصنعن من فلذات أكبادهن رجالا ونساء يسيرون على الأرض.
وأقول:
شُكْراً لِمَنْ أَرقَتْ تُسامِرُ لَيلَهَا
وَتُدَاعِبُ النَّومَ العَنِيدَ بأعْيُنِي

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أمي سيداتي سادتي أمي سيداتي سادتي



GMT 19:41 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

الاهتمام بلبنان في ظلّ إعادة تأسيسنا صاروخيّاً!

GMT 19:39 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ثلاثية الكويت

GMT 19:36 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

محاكمة لجنة التحقيق!

GMT 19:35 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

فكرة بديلة فى الرى!

GMT 19:32 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ما نعرفه حتى الآن

GMT 12:34 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

الشخصية اللبنانية كمزحة

GMT 12:32 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

لماذا يكره المتطرفون الفنانين؟

GMT 12:29 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

ارفع معنوياتك!

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 19:14 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج العقرب

GMT 11:55 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 15:33 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج الجوزاء

GMT 19:14 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

جون تيري يكشف مميزات الفرعون المصري تريزيجيه

GMT 17:27 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وضع اللمسات الأخيرة على "فيلم مش هندي" من بطولة خالد حمزاوي

GMT 22:05 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك كل ما تريد معرفته عن PlayStation 5 القادم في 2020

GMT 05:54 2017 الأربعاء ,12 إبريل / نيسان

بسمة بوسيل تظهر بإطلالة العروس في أحدث جلسة تصوير

GMT 09:38 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

خلطات منزلية من نبات الزعتر الغني بالمعادن لتطويل الشعر

GMT 16:41 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

لمحة فنية رائعة من صلاح تسفر عن هدف

GMT 12:21 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

محمد يتيم يعود للكتابة بالدعوة إلى "إصلاح ثقافي عميق"
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya