الشيطان الأخرس

الشيطان الأخرس!

المغرب اليوم -

الشيطان الأخرس

بقلم : رشيد مشقاقة

علق ثلاثة قضاة على ما أكتبه في موضوع القضاء كالآتي:
ـ لن يفيد الكلام في شيء، فلن يتغير واقع الحال. وسيتربصون بك!
ـ يحتاج التغيير إلى مائة سنة وقد لا تكفي، فالاختلالات جد عميقة!
ـ الذين تنتقدهم عرفوا من أين يؤكل لحم الكتف وفاز باللذة الجسور!
لم يخطئ أو يبالغ هؤلاء القضاة. وما قالوا به سرا، قلته علنا، فصاحب الرأي الأول الذي ينشد السلامة والحذر ويمشي بمحاذاة الجدار، صادق في ما علق به، ففي اللقاء الأول الذي جمعنا باللجنة العليا لإصلاح منظومة العدالة بمقر وزارة العدل قلنا جهارا:
ـ إن استبداد بعض القضاة بالمناصب على سبيل التأبيد لا يخدم مصلحة القضاء.
ـ إن مبدأ التخصص والتربصات التي مهدت له لم تحترم بالمرة.
ـ إن محكمة النَّقض لا تلعب الدور الطبيعي المفترض أن تضطلع به.
ـ إن أجر القاضي غير كاف.
إن سياسة التكوين المستمر للقضاة قاصرة.
وقد أجاب السيد وزير العدل متعهدا بتدارك هذه الاختلالات.
مرّ الزمن سريعا وبقي الحال على ما هو عليه، ولم نجن كما قال صاحبي سوى عداء الذين يوسوسون في الآذان حفاظا على مناصبهم، ومنهم اللئيم الذي أراد أن يترجم حقده عملا ليمس بي وبأسرتي، فخرج من القطاع مذموما محتقرا لا يمد أحدا يده للسلام عليه!
وصاحب الرأي الثاني قاضي محنك، فاض به الكيل، فآثر العمل بالمحاماة، ولو أراد أن يؤلف ما حكاه لي من وقائع يشيب لها الولدان لما كفاه سفر واحد. بالتفصيل الممل يسرد الرجل التفاصيل، وبيأس قاتل يثبط همّة كل من ينادي بالإصلاح قائلا: لا يمكن إسناد المهمة لمن راكموا تجربة ملحوظة في إفساد القطاع، إن تشعب الاختلالات وعمقها وحصانة الملتصقين بالكراسي تبرر قولي بوجوب مرور قرن من الزمان لتحقيق الغاية، وقد لا تكفي.
لم يكن الرجل كاذبا، فقد أوصد باب قاعة المداولات عندما اقتحمها ليلا مسؤول قضائي أمره وزير العدل آنذاك أن يجبر الهيئة القضائية على منح السراح المؤقت لمجرم خطير. ولم يتحقق المراد إلاّ بتغيير الهيئة ضدا على القانون.
ولم يبالغ صاحب الرأي الثالث، فزملاؤه من الفوج ذاته وقفوا على الوصفة السحرية لإدراك المراد، ولم يحل دون ذلك أن يكونوا مثلوا مرة أو مرتين أمام المجلس التأديبي، لهم طرقهم الخاصة، هي تثير استغرابنا، ولكننا نعرف تفاصيلها جيدا.
صاحبي هذا صادق في ما يقول، فأذكر أنني قلت لإطار قضائي كبير كيف تسندون مهمة معينة لمن مثل حديثا بالمجلس التأديبي ونال العقاب، ففاجأني بالقول: ليس في علمي، ثم اتصل بجهة الاختصاص فأخبره رئيسها آنذاك بأن الخبر صحيح، فضرب سماعة الهاتف بقوة وأسف.
ما قال به زملائي القضاة صادق وصحيح. هل أسكت عنه؟ لا. نحن لسنا شيطانا أخرس!!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشيطان الأخرس الشيطان الأخرس



GMT 04:53 2017 الأربعاء ,17 أيار / مايو

غَنِّي لِي شْوَيَّ وْخُذْ عينيَّ!

GMT 04:46 2017 الأربعاء ,10 أيار / مايو

السَّمَاوِي!

GMT 05:44 2017 الأربعاء ,03 أيار / مايو

شُفْتِنِي وَأَنَا مَيِّت!

GMT 05:01 2017 الأربعاء ,26 إبريل / نيسان

القاضي الشرفي!

GMT 04:55 2017 الأربعاء ,19 إبريل / نيسان

لاَلَّة بِيضَة!

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 18:57 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الثور

GMT 14:07 2016 الجمعة ,16 أيلول / سبتمبر

الأبنوس

GMT 15:05 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

نيمار يبلغ سان جيرمان برغبته في الرحيل هذا الصيف

GMT 14:42 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

السالمية الكويتي يبدأ مشواره العربي بلقاء الشبيبة الجزائري

GMT 15:23 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

سنوات يفصلها رقم

GMT 11:24 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك محمد السادس يرسل برقية تعزية إلى الرئيس الكاميروني

GMT 13:45 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

أول صالون تجميل يستقبل المحجبات في نيويورك

GMT 23:50 2019 الأحد ,02 حزيران / يونيو

باتريس كارتيرون يُراقِب العائدين من الإعارة

GMT 00:14 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

السعودية تنفذ حكم القتل تعزيرًا في حق صدام حسين
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya