سُورِّيَةٌ

!! سُورِّيَةٌ

المغرب اليوم -

 سُورِّيَةٌ

بقلم : رشيد مشقاقة

أبكيتني!
ونعلت الزمان وسوء الحظ بخاطري!
ورأيت رجولتي تنزف ذلاً أمام طرفك الحاني
وأتاني صوت أبي العلاء المعري:
ألا في سبيل المجد ما أنا فاعــل
عفاف وإقدام وعزم ونائــــل
تعالى يا شيخ المَعَرَةِ لترى المجد الأثيل في الوجهين المنكسرين، زوجان من فلقة القمر بينهما طفلة ينثران ورقة كتبا عليها: “ساعدوا أسرة سورية”، لم يستوعبا الموقف الغريب الذي هما فيه، لم يقبلا به: خجولان محتقران، حائران، فماذا يفيد بكاء طابور المارة ولا دراهم المحسنين؟!
وسمعت العندليب يشدو بلسان نزار:
والشعر الغجري المجنون يسافر في كل الدنيا،
إليك يا نزار بالشعر الغجري المتسول، باللّيْلِ البهيم المُنْسَدِلِ خلف هذه الغادة الحسناء ظَلاَما ً يعكس ما يدور في بلدها الحبيب من دمار وخراب وقتل وتقتيل، وما يَقْبَعُ في أنفسنا نحن من ذنب وفشل وغموض وخشية وجبن وأشياء أخرى..!!
هي ذات الغادة الفاتنة مِنْ سِرب ليلى وبثينة وعزّة، من تَربَعَّتْ قلوب قيس وجميل وكُثَيْر هي الآن تَنْدُبُ حظها العاثر بِهذا الخلاء المُوحش، تتسول لقمة العيش، وقد كانت أَكْباد وقلوب الِّرِجال تَتَسَوَّلُ رِضَا جَداتِهَا زمن العزةِ والنَخْوَةِ والكرامةِ!!
واستحضرت صباح فَخْرِي يرقص شادِياً:
لو كان عندي قَمَــــــــــرِي
مَا بِتُّ أَرْعى قَمـــــــــــرك

تعالى يا صباح ترى قَمركَ، نَسِيَهُ الرّاعي، وآثر وشلَّتَهُ أنفسهم، وغادرت الطيور أعشاشها وتناثرت عيون المَهَا وشِفَاهُ الكَرَزِ وَخُدودُ البنفسجِ، وجدائل اللّيلِ السَاكنِ على فوهة البَنَادِقِ والمَدَافِعِ وَأَشلاَءَ مُمَزَّقة، ومدت الفاتنةُ الحَسْنَاء وَزَوْجَهَا وطِفلتَهَا أَيْدِيهم متسولين بالشارع العام!!
هل تُصدِّقُ مَرَّةً أخرى هذا الحور العين قول نزار:
إنّي خَيَّرْتُكِ فَآخْتَـــــــــــــارِي
مَا بَيْنَ المَوْتِ عَلَى صَدْرِي
أَوْ بَيْنَ دَفَاتِرِ أَشْعَـــــــــــارِي
إنها تموت غَبْنًا وَكَمَداً وغَدْراً وَجُوعاً أمام أعيننا، نحن لا نستطيع شَيئاً فلسنا رجال سياسة، نحن أضعنا الوقت الثمين نُغَنِي:
ياَ لَيْلُ طُل أَوْ لاَ تطُــــــــــل
لاَ بُدّ لي أَنْ أَسْهَــــــــــــــراَ
أَبْكَيْتِني حقاً وَنَعَلْتُ السياسة والسياسيين
وقلت:
أخْجلتني لَمَّا رأيت رُجُولتـــــــي
في وجهك المكسور يرسم خيبتي
في طَرفك الحاني كَأَصْدَقِ صورةٍ
لمن يباهينا بأفضل أُمَــــــــــــــةٍ

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

 سُورِّيَةٌ  سُورِّيَةٌ



GMT 04:53 2017 الأربعاء ,17 أيار / مايو

غَنِّي لِي شْوَيَّ وْخُذْ عينيَّ!

GMT 04:46 2017 الأربعاء ,10 أيار / مايو

السَّمَاوِي!

GMT 05:44 2017 الأربعاء ,03 أيار / مايو

شُفْتِنِي وَأَنَا مَيِّت!

GMT 05:01 2017 الأربعاء ,26 إبريل / نيسان

القاضي الشرفي!

GMT 04:55 2017 الأربعاء ,19 إبريل / نيسان

لاَلَّة بِيضَة!

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 19:14 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج العقرب

GMT 11:55 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 15:33 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج الجوزاء

GMT 19:14 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

جون تيري يكشف مميزات الفرعون المصري تريزيجيه

GMT 17:27 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وضع اللمسات الأخيرة على "فيلم مش هندي" من بطولة خالد حمزاوي

GMT 22:05 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك كل ما تريد معرفته عن PlayStation 5 القادم في 2020

GMT 05:54 2017 الأربعاء ,12 إبريل / نيسان

بسمة بوسيل تظهر بإطلالة العروس في أحدث جلسة تصوير

GMT 09:38 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

خلطات منزلية من نبات الزعتر الغني بالمعادن لتطويل الشعر

GMT 16:41 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

لمحة فنية رائعة من صلاح تسفر عن هدف

GMT 12:21 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

محمد يتيم يعود للكتابة بالدعوة إلى "إصلاح ثقافي عميق"
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya