تعليقات سريعة

تعليقات سريعة

المغرب اليوم -

تعليقات سريعة

جمال بودومة

«تحالف»
جسد المغربي مثل بيته. كما تتسع الغرفة الصغيرة لعائلة بكاملها، يتسع الجسد الواحد لعائلة من الأمراض، دون أن يئن أو يشتكي. الإحصائيات تشير إلى أن ثلاثة ملايين مغربي مصابون بأمراض مزمنة، مثل السكري والروماتيزم والفشل الكلوي وتشمع الكبد… كثيرون يجمعون بين هذه الأمراض دفعة واحدة، دون أن يمنعهم ذلك من الحياة، والتمتع بالأكل ومختلف الشهوات، رافعين شعار: «موت وحدة اللي كاينة»، في انتظار أن يزورهم عزرائيل. السبب الرئيسي في وفاة المغاربة ليست الأمراض المزمنة ولا السرطان ولا السيدا، حفظنا الله وإياكم، بل مرض يمكن أن نسميه «فوبيا الطبيب». الملايين يتفادون الذهاب إلى المستشفى، رغم تردي أحوالهم الصحية، خوفا من مصاريف العلاج. يفضلون أن يتركوا الأمراض تتكدس في أجسادهم كما يتكدس الركاب في حافلة شعبية. أمراض تأخذ راحتها في كل عضو، وتسكن وتتوالد مع توالي السنوات والإهمال. بدل أن يتبهدلوا على أبواب المستشفيات وأن يوفروا أموال الاستشارة الطبية، يفضلون الذهاب عند «فقيه» أو مشعوذ أو دجال، كي يمنحهم قليلا من الوهم بثمن مناسب، ويتركون الأمراض تتجول بحرية في أجسادهم. المهم هو «السبب والكمال على الله» إلى أن تبسط الأمراض نفوذها بالكامل على الجسد، ويأخذ صاحب الأمانة أمانته. عندها تسأل المرأة جارتها: «باش مات مسكين؟»، فترد عليها: «والو، غير موت الله، وفا ليه الأجل، كان ما بيه ما عليه مسكين، نعس ما صبح، سبحان الله…». ولو أجريت تشريحا للجثة لوجدت أن عدد الأمراض التي تحالفت للقضاء عليه أكثر من عدد الدول التي تحالفت للقضاء على الإرهاب !

«عباقرة وأغبياء»
لا أفْهم في الماليّة وقوانينها ولا أريد، سأفهم كل شيء يوم تكون لديّ ثروة محترمة، أو أتسلم منصب محمد بوسعيد. لكنّني معْجب بفكرة البنك، وكلما طالعت بعض أرقام المعاملات والأرباح التي تحققها المصارف، أزداد اقتناعا أن البنك أمْكر اختراع عرفته البشرية: تُعْطي المؤسسة نقودك كي تحفظها، فتستثمرها وتحقّق أرباحا طائلة، وعندما تريد أن تسحب مبلغا تأخذ منه علاوة، وتأخذ عمولة على فتْح الحساب وإغلاقه وعلى بطاقة الشبّاك ودفتر الشيكات وتأمينات غير مفْهومة أعطيك ضعفها إذا قلت لي لِم تصلح… البنك أكبر عملية احتيال مقننة عرفها التاريخ، يمنحك قروضا من أمْوال الآخرين، ويراكم الفوائد. وليس لديك خيار، إذا لم يعجبك الحال اصنع مثل جدتك: ضع نقودك تحت الوسادة أو في رزمة أحكم عقدتها جيدا، وعش خارج التاريخ، أو أطلق لحية طويلة وفتش عن «بنك حلال». يبدو كما لو أنّنا ندفع ثمن فكْرة عبقرية، لأنّنا أغبياء، أجورنا وودائعنا وقروضنا تبني فيلاّت وقصور أشخاص آخرين، عرق جبيننا يصنع ثروتهم وسعادة أولادهم… وبعد كل هذا لا يبتسمون!

«علّق آخويا»
مطار محمد الخامس. البوليس يقوم بفحص روتيني. يقلّب الجوازات والحقائب والجيوب. أحدهم سأل الشاب الذي أمامي إن كان يخفي في جيبه شيئا فأجابه: «عندي غير200 درهم»، الشرطي علّق بمكر: «آرا نخبّيها ليك حتى ترجع». لكن مرافقي حسم الموقف برد منطقي، دون أن يتخلى عن ابتسامته: «ملي نرجع ماغاديش نلقاك هنا»! ذكرني الموقف بنكتة الجضارمي الذي أوقف سائقا لم يرتكب أي مخالفة وشرع في استجوابه: «آرا لبيرمي». أعطاه البيرمي. «آرا لاكارط گريز». أعطاه «لاكارط گريز». «خدّم السينيال»، ها السينيال. «خدّم الفار». ها الفار… بعدما يئس الدركي ولم يجد أي مبرر للابتزاز سأله:
-المسجلة عندك خدامة.
– نعام آسيدي.
– عندك شي كاسيطة ديال الشعبي.
– كاينة.
– خدّمها نشوف…
بمجرد ما بدأ الستاتي يغني شرع الجضارمي في الرقص وقال له:
-إيوا آش كتسنى علق لخوك شي 200 درهم…
فالحقيقة الواحد هو اللي يعلّق نّيت.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تعليقات سريعة تعليقات سريعة



GMT 16:20 2020 الخميس ,30 كانون الثاني / يناير

سعيد في المدرسة

GMT 11:52 2020 الأربعاء ,15 كانون الثاني / يناير

تيفيناغ ليس قرآنا!

GMT 14:26 2019 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

«بيعة» و «شرية» !

GMT 05:27 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

«لا يُمْكن»!

GMT 03:32 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

!الوهم الأبیض

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 19:14 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج العقرب

GMT 11:55 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 15:33 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج الجوزاء

GMT 19:14 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

جون تيري يكشف مميزات الفرعون المصري تريزيجيه

GMT 17:27 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وضع اللمسات الأخيرة على "فيلم مش هندي" من بطولة خالد حمزاوي

GMT 22:05 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك كل ما تريد معرفته عن PlayStation 5 القادم في 2020

GMT 05:54 2017 الأربعاء ,12 إبريل / نيسان

بسمة بوسيل تظهر بإطلالة العروس في أحدث جلسة تصوير

GMT 09:38 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

خلطات منزلية من نبات الزعتر الغني بالمعادن لتطويل الشعر

GMT 16:41 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

لمحة فنية رائعة من صلاح تسفر عن هدف

GMT 12:21 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

محمد يتيم يعود للكتابة بالدعوة إلى "إصلاح ثقافي عميق"
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya