لعكر على لخنونة

لعكر على لخنونة

المغرب اليوم -

لعكر على لخنونة

بقلم : جمال بودومة

بقدر ما تستفيد أحياء مراكش الراقية من تنظيم تظاهرات دولية ضخمة من قبيل “الكوپ 22″، بقدر ما تعيش أزقتها الشعبية في عصر آخر، وسط الأزبال والحفر والمستنقعات والجدران المتفسخة، التي لم ترمم من أيام المرابطين!
جميل أن يجري الاعتناء بالحدائق والمساحات الخضراء وتنظيف الشوارع الرئيسية بمناسبة المؤتمر، الذي يحضره أكثر من 50 ألف مشارك من 196 دولة ويغطيه نحو 1500 صحافي. وجميل أن توضع رهن إشارة الزوار حافلات تشتغل بالكهرباء، في مبادرة رمزية لتشجيع وسائل النقل غير الملوثة، لكن الأجمل أن تستفيد مراكش العميقة من هذه المناسبات، وأن ينتبه المسؤولون إلى أحيائها التي تتنفس الواد الحار وروائح الفضلات البشرية والحيوانية، ويتجمع فيها البؤس بكل أطيافه.
إذ تكفي جولة صغيرة في أحياء “تسلطانت” و”الدشر” و”باب أيلان” و”تبحيرت” و”لفاخرة”… كي تتأكد أن “الكوپ 22″، مثل مهرجان السينما الدولي والمنتدى العالمي لحقوق الإنسان وغيرها من التظاهرات الكبرى التي تحتضنها مراكش، لا تخرج عن إطار السياسة المغربية الشهيرة، التي تعرف اختصارا بـ”لعكر على لخنونة”… كيف يعقل أن المدينة التي تريد حل المشاكل البيئية على سطح الكوكب، تعجز عن توفير “تواليت” عمومي واحد بالمواصفات الصحية المطلوبة في أهم ساحاتها السياحية؟ لا غرابة بعد ذلك أن يكون المراكشي البسيط مشغولا بالاحتباس البيولوجي، الذي يمكن أن يداهمه في الشارع الخالي من المراحيض، أكثر من اهتمامه بالاحتباس الحراري، الذي يحاربه الخبراء والسياسيون وأصحاب القرار في مدينته!
بعض البهجاويين لم يستوقفهم في “مؤتمر الأطراف حول المناخ” إلا كلمة “الأطراف”، وباتوا يرابطون أمام الأماكن التي تعقد فيها الأنشطة متربصين بالشقراوات والحسناوات القادمات من مختلف أنحاء المعمور، لعل الحظ يبتسم مع واحدة منهن، و”اللي ما شرا يتنزه”. آخرون استغلوا “الكوپ 22” كي يمارسوا هواية “ضريب الطر”، التي لم يعودوا يتقنون غيرها في السنوات الأخيرة. “الزين كيحشم على زينو والخايب يلا هداه الله”، ويبدو أن الله لم يهد السويلمة بيروك، القيادية في جبهة البوليساريو، التي تشغل في الوقت نفسه نائبة رئيس البرلمان الإفريقي. السيدة التي تعودت أن تتجول في المملكة بكامل الحرية، بفضل “باسبورها” الإسباني، أصرت هذه المرة أن تشهر جواز سفر “صحراوي” في وجه شرطة المطار، وهي وثيقة لا تسمح لها بدخول التراب المغربي ولا تراب الدول التي لا تعترف بما يُسمى بـ”الجمهورية الصحراوية”، بكل بساطة.
لكن يظل أخطر حدث عرفه “مؤتمر الأطراف حول المناخ” هو الرسالة “المصيرية” التي بعثها “اتحاد كتاب المغرب” إلى رئيس المؤتمر وكتابة الاتفاقية-الإطار للأمم المتحدة حول التغييرات المناخية بمدينة بون الألمانية، وإلى السيد مسؤول قطب المجتمع المدني، بالعربية والإنجليزية، يدعوهم فيها إلى أن يأخذوا بعين الاعتبار “الأبعاد الثقافية والإبداعية في التزامات الأطراف من أجل مواجهة التحديات المناخية”، وذلك “في إطار مواصلة اتحاد كتاب المغرب الانخراط في القضايا المصيرية الكبرى التي تهم المغرب والعالم”، على حد تعبير هذا البيان التاريخي، الذي يبعث حقا على الافتخار، خصوصا أن آخر التسريبات تؤكد أن دونالد ترامب، الذي كان يهدد بالانسحاب من اتفاقية باريس، غيّر موقفه بعد أن وجد على مكتبه البيضاوي رسالة “اتحاد الكتاب المغرب” في نسختها الإنجليزية!
وبهذه المناسبة السعيدة، أقترح على الإخوة في “اتحاد كتاب المغرب” أن ينظموا ندوة حول: “الإبداع النظيف”، على هامش “الكوپ 22″، يساهم فيها أعضاء المكتب المركزي من ذوي “الطاقات المتجددة”، مع حفل توقيع لـ”الكتاب الأخضر”، بمشاركة كل الذين استفادوا من أبعاده “النقدية” على عهد المرحوم معمر القذافي.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لعكر على لخنونة لعكر على لخنونة



GMT 16:20 2020 الخميس ,30 كانون الثاني / يناير

سعيد في المدرسة

GMT 11:52 2020 الأربعاء ,15 كانون الثاني / يناير

تيفيناغ ليس قرآنا!

GMT 14:26 2019 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

«بيعة» و «شرية» !

GMT 05:27 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

«لا يُمْكن»!

GMT 03:32 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

!الوهم الأبیض

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 18:57 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الثور

GMT 14:07 2016 الجمعة ,16 أيلول / سبتمبر

الأبنوس

GMT 15:05 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

نيمار يبلغ سان جيرمان برغبته في الرحيل هذا الصيف

GMT 14:42 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

السالمية الكويتي يبدأ مشواره العربي بلقاء الشبيبة الجزائري

GMT 15:23 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

سنوات يفصلها رقم

GMT 11:24 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك محمد السادس يرسل برقية تعزية إلى الرئيس الكاميروني

GMT 13:45 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

أول صالون تجميل يستقبل المحجبات في نيويورك

GMT 23:50 2019 الأحد ,02 حزيران / يونيو

باتريس كارتيرون يُراقِب العائدين من الإعارة

GMT 00:14 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

السعودية تنفذ حكم القتل تعزيرًا في حق صدام حسين
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya