وصايا لدبلوماسي مبتدئ

وصايا لدبلوماسي مبتدئ

المغرب اليوم -

وصايا لدبلوماسي مبتدئ

بقلم توفيق بو عشرين

في الأسابيع المقبلة يحزم سفراء مغاربة كثيرون حقائبهم للسفر إلى عواصم كثيرة، كبيرة وصغيرة، مؤثرة وأقل تأثيرا، من أجل الدفاع عن الراية المغربية في الخارج في ظروف صعبة جدا. سيحملون معهم كل شيء يحتاجون إليه، لكنهم قد لا يحملون ثقافة الدبلوماسي، خاصة أن جلهم لم يمارس هذه المهنة بل سمع عنها فقط. فإذا كان الدبلوماسي الأول في المغرب، وزير الخارجية والتعاون، يرتكب أخطاء كثيرة في عمله و«يفعفع» دبلوماسية البلاد المحافظة، فما بالك بسفراء بعضهم لم يتقلد في كل حياته مهمة تمثيل بلده ولا شعبه. إليكم بعض وصايا إنجلترا لسفرائها، جمعتها من عدة قراءات ومطالعات، قد تصلح للتفكير في مهمة الدبلوماسي الصعبة للغاية.
«إذا حدثت مشكلة فعالجها بالاتصال».. أول ما يتعلمه الدبلوماسي البريطاني قبل أن يسافر لتمثيل بلده في الخارج. الدرس الثاني: تحدث مع الجميع ولا تترك الآخرين يتعرفون عليك. عرف بنفسك حتى دون أن تطلب شيئا، فأنت لا تعرف متى تحتاج إلى مخاطبك. الدرس الثالث: لا تترك أعداءك كتلة واحدة في مواجهتك، فرق بينهم تسد أنت. الدرس الرابع: لا تثق في كل ما تسمعه، من أصدقائك قبل أعدائك. أبق عينيك مفتوحتين على الأفعال لا الأقوال. الدرس الخامس: الدبلوماسي هو الجندي المجهول الذي لا تتحدث عنه كتب التاريخ، لهذا اعلم أنك خط الدفاع الأول عن مصلحة بلدك، وأن العسكريين هم خط الدفاع الأخير، لهذا لا تجعلهم يحركون السفن الحربية والمدافع والبنادق والطائرات، تحرك أنت واتركهم خلف ظهرك. بالمفاوضات والاتفاقات والتفاهمات تستطيع أن تحقق مكاسب كثيرة قد لا يحققها جنرالات الحروب وساسة الحكومات. الدرس السادس: لا يوجد أعداء دائمون ولا أصدقاء دائمون، هناك فقط مصلحة دائمة، لهذا اعرف مصلحة بلدك كل صباح، وقس اتجاهات الريح أينما كنت على ترمومتر بلدك أولا، وأصدقائها ثانيا. الدرس السابع: لا تكذب حتى لا تفرط في مصداقيتك، لكن لا تقل الحقيقة كاملة.. ركز على الجوانب التي تخدمك وتخدم بلدك، وغض الطرف عن الجوانب التي لا تخدمك. كن ذكيا وماكرا وحذرا، ولا تتوقف عن البحث عن الوسائل التي توصلك إلى هدفك. الدرس الثامن: تحتاج إلى مهارات كثيرة لإقناع حكومة البلد الذي تشتغل فيه، كما تحتاج إلى مهارات أكثر لإقناع حكومة بلدك باتخاذ قرارات تراها مناسبة، أو الامتناع عن قرارات تراها سيئة.. أنت دبلوماسي في الاتجاهين لخدمة هدف واحد. الدرس التاسع: أسوأ سفير هو الذي يبلغ وزير خارجيته بما يريد سماعه، ويتجنب ذكر الأشياء التي تقلق حكومة بلاده. الدرس العاشر: التقاليد والأعراف والبرتوكولات الدبلوماسية ليست أمورا شكلية في عمل السفير.. إنها جزء من جوهر عمله، لهذا يجب أن يحرص عليها، وأن يكون في مستوى تمثيل بلده في اللباس والطعام وطريقة الحديث وأسلوب تبليغ الرسائل وتقنية التفاوض، فالسفير لا يمثل نفسه بل يمثل بلاده وحضارتها وتاريخها وثقافتها. الدرس الحادي عشر: سلاح الدبلوماسي ثلاث أدوات؛ إتقان لغة البلد الذي يشتغل فيه، ولباسه الأنيق، وثقافته الواسعة. الدرس الثاني عشر: على الدبلوماسي أن يحذر ثلاثة أشياء: الخمر والنساء والمال. عليه أن يبقي مسافة كافية إزاء هذه الإغراءات وهو في سفارة بلاده حتى لا يدخل منها أعداؤه للإضرار بمصالح بلده. الدرس الثالث عشر: في الدبلوماسية، كما في التجارة، أفضل الصفقات وأفضل العلاقات وأفضل المعلومات هي التي تكون حول مائدة طعام أو في قاعة حفلات، حيث يسود الارتخاء والارتياح، وتحل الكثير من عقد الألسن والنفوس. الدرس الرابع عشر: أشعر محاوريك بأهميتهم مهما كانوا صغارا، فأنت لا تؤدي عن ذلك ضريبة، ولا تفترض في الآخرين الغباء، بل تعامل معهم دائما بحيطة وحذر، وابذل مجهودا لتجعل مصالح بلادك ومصالحهم شيئا واحدا، واشرح لهم أن ما يضرك يضرهم حتى وإن لم يشعروا بذلك. الدرس الخامس عشر: على الدبلوماسي أن يتصرف كإطفائي يحتاج إليه الناس أكثر عندما تشتعل النار في البيت، وكذلك الدبلوماسي عليه أن يخفض حرارة التوتر بين بلده والدولة التي يشتغل فيها مهما كانت مبررات النزاع لأن السلام والأمن والمصالح هي مقياس نجاحه.
قبل سنوات، اجتمع وزير خارجية سابق بجل سفراء المغرب بمقر الوزارة بالرباط، وفي حالة مكاشفة مع الذات قال لهم: «اسمحوا لي أيها السادة السفراء أن أقول لكم إننا نحتاج إلى إقناع بعضكم بمغربية الصحراء قبل أن نقنع العالم بذلك. هذا هو التفسير الذي توصلت إليه لفهم أسباب تقاعس بعض السفراء في الدفاع عن مغربية الصحراء». صدمت الجملة عقول السفراء الذين كانوا حاضرين في الاجتماع، لكن مع مرور الوقت تلاشى تأثير الصدمة، ورجع جل دبلوماسيينا إلى عاداتهم القديمة.. السفارة عندهم إما تقاعد منعم، أو «برستيج» يليق بالشخص وتاريخ عائلته، أو عقوبة إبعاد عن كعكة السلطة في الداخل. القلة القليلة هي التي تعتبر أنها في معركة حقيقية للدفاع عن مصالح بلدها.. معركة لا ينقصها إلا السلاح، أما الباقي فكله موجود.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وصايا لدبلوماسي مبتدئ وصايا لدبلوماسي مبتدئ



GMT 06:02 2018 الأحد ,25 شباط / فبراير

حان وقت الطلاق

GMT 07:26 2018 الجمعة ,23 شباط / فبراير

سلطة المال ومال السلطة

GMT 06:39 2018 الخميس ,22 شباط / فبراير

لا يصلح العطار ما أفسده الزمن

GMT 05:46 2018 الأربعاء ,21 شباط / فبراير

الطنز الدبلوماسي

GMT 05:24 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

القرصان ينتقد الربان..

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 05:15 2018 الأربعاء ,25 تموز / يوليو

واتساب يضيف ميزة نالت إعجاب مستخدميه

GMT 02:06 2018 الخميس ,12 تموز / يوليو

سعر ومواصفات "كيا سبورتاج 2019" في السعودية

GMT 23:49 2018 الثلاثاء ,03 تموز / يوليو

وفاة أب وإبنته غرقا في نهر ضواحي جرسيف‎

GMT 23:59 2018 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

معلول يؤكد أهمية فوز المنتخب التونسي على بنما
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya