بيان حقيقة من الهولدينغ الملكي

بيان حقيقة من الهولدينغ الملكي

المغرب اليوم -

بيان حقيقة من الهولدينغ الملكي

توفيق بو عشرين

بيانات الحقيقة لا تكشف دائماً عن الحقيقة لأن هذه الأخيرة ثمينة، ولهذا هناك من يخفيها طيلة حياته… بيان حقيقة sni لم أجد واحدا ممن تحدثت معهم، من رجال أعمال ومديرين كبار في شركات ومؤسسات عمومية وخاصة، صدق كل ما جاء فيه. الجميع قال: «ابحث عن الحقيقة في مكان آخر، فالبيانات الرسمية ليست هي المكان الطبيعي لهذه الحقيقة»…

هل حسن بهمو هو من اختار الخروج طواعية من أرفع منصب مالي واقتصادي في المملكة.. الرئيس المدير العام للهولدينغ الملكي sni، الذي يحوز أكبر بنك في المغرب (التجاري وافا بنك) وثاني أكبر شركة اتصالات (إينوي) وأول شبكة توزيع للمواد الغذائية «مرجان»، وأكبر شركة للطاقة (ناريفا) و… المجموعة التي حققت في 2011 أرباحا صافية تجاوزت 8 مليارات درهم، متجاوزة أرباح المكتب الشريف للفوسفاط، هل حسن بهمو خرج من هذه الإمبراطورية لأنه استيقظ صباح يوم غائم، وقال لنفسه: «لقد اشتغلت 13 سنة في هذه الفيلا الجميلة في حي الأميرات بالرباط، حيث يوجد مقر seger، وإن الأوان قد حان لأرجع إلى عائلتي وأموري الخاصة، وأن آخذ مسافة من السلطة والمال والجاه والشهرة والقدرة على التأثير، و«بريستيج» إدارة أكبر مجموعة اقتصادية في المغرب»، خاصة بعد أن تخففت sni من عبء الحليب والسكر والزيت و«بيمو»، وأدخلت المليارات إلى حسابها البنكي، وخرجت من البورصة ومن تحت عيون الفضوليين في الداخل والخارج، الذين كانوا يعتبرون أن أرباح الهولدينغ الملكي كلها آتية من الخاتم الشريف الموضوع على رأس الحصة الكبرى في المجموعة… أسئلة لا جواب حاسم عنها الآن على الأقل…

هناك صراع قوي حول من يتحكم في القرار المالي والاقتصادي في هذه الدائرة المؤثرة، وهناك تغيرات قادمة في عدد من المناصب المالية في المؤسسات العمومية التي كانت محسوبة على جهة وبعيدة عن جهة أخرى، وبهمو هو بداية تغيير وجوه بوجوه، وولاء بولاء، وسياسة بسياسة، والبقية ستأتي.

يقول مراقبو هذه الإمبراطورية المالية الكبيرة إن المجموعة عرفت ثلاث مراحل من التطور في الخمس عشرة سنة الأخيرة؛ هناك،  أولا، مرحلة تسلم الإرث من يد الحرس القديم والمقربين من الحسن الثاني، ومحاولة تطهير هذه المجموعة من عدد من الاختلالات والمشاكل، والكثير من الأطر والكوادر الذين كانوا يشتغلون لحسابهم داخل «أونا» أكثر من اشتغالهم لحساب سيدهم، ثم تلت هذه المرحلة استراتيجية جديدة كان عنوانها التوسع والانتشار وخلق «champion» وطني، أي مجموعة مالية كبيرة ومؤثرة تساند العهد الجديد وتترجم مشاريعه لأن الأجانب الذين صاروا سادة «البزنس الكبير» في الدولة نفسهم قصير، وهم لا يرون أبعد من الأرباح التي يجنونها كل نهاية سنة، أما البرجوازية البيضاوية فإنها لا تستطيع أن تغامر، وأن تلحق بالركب الجديد، لهذا من الأفضل تجاوزها. هنا توسعت «أونا»، ودخلت عالم الاتصالات والطاقة، ووسعت من نشاطها البنكي والائتماني حتى صارت إمبراطورية حقيقية، ورقما كبيرا في الاقتصاد الوطني، ولا علاقة لها بأونا الحسن الثاني رحمه الله. مع المال الوفير جاءت المشاكل الكبرى.. وثائق «ويكليكس» نشرت مراسلات للسفير الأمريكي تتحدث عن الخلط بين السياسة والبزنس في تحركات «أونا»، حتى إن مسؤولا كبيرا قال للسفير الأمريكي: «لا يوجد إلا ثلاثة أشخاص يتخذون القرار في المغرب: الملك والهمة والماجدي، ولا تضيع الوقت للبحث عن شخص آخر»…

ما كان ينشر في الصحافة المشاكسة والدولية لم يكن كله غيرة على الشفافية والسوق الحرة والتنافس.. كان الكثير منه عناوين لغضب فرنسا والبرجوازية البيضاوية التي شعرت بالخطر من اتساع نفوذ الهولدينغ الملكي الذي ذاق أرباحا كثيرة، وفتحت شهيته عن آخرها. القائمون على «أونا» أحسوا بالخطر من اتساع نفوذ الهولدينغ الملكي في بلد فقير، أو قل في بلد المشكل فيه هو الغنى وليس الفقر، لهذا عمدوا إلى دمج ona في sni للتخلص من صورة الأولى التي أصبحت عبئا لا يحتمل، كان هذا في 2010، أما عندما أطل الربيع العربي سنة 2011، حاملا شعارات فصل السلطة عن الثروة في أكثر من 54 مدينة وعمالة وإقليما، فإن قرار المجموعة الانسحاب من الصناعات الغذائية أصبح ضرورة ملحة، ومعه الانسحاب من البورصة، والبحث عن الاستثمار بعيدا عن أعين الصحافة والمراقبين…

بعد التطهير والتوسع وإعادة الانتشار، الآن هناك معالم خطة جديدة يقول أصحاب الدار إنها تطبخ على مهل في كواليس الهولدينغ الملكي، وهي تحويل sni من هولدينغ عملاق يدير ويتحكم في عدد كبير ومهم من الشركات، إلى صندوق استثماري (Fonds d’investissent) يحوز حصصا صغيرة في الشركات، ويستثمر في المشاريع عالية المخاطرة (capital risque)، ويسافر إلى إفريقيا حيث توجد فرص كبيرة، وحيث يتردد الرأسمال المغربي في المغامرة… هل هذا ممكن بعد أن جرب الهولدينغ الملكي عسل الاستثمار المباشر والاستيلاء على حصص مرجعية في الشركات الكبرى وخاصة في البنك؟ هل ستدخل المجموعة إلى مجال عالي المخاطر، وتترك كل الخبرة التي راكمتها في السابق؟ من سيرث هذا الهولدينغ إن كان ينوي فعلا الانسحاب من قلاعه الاستراتيجية؟ هل الاعتبارات السياسية العقلانية قادرة على التحكم في إغراء الربح المالي الكبير؟ هل سيشكل حسن الورياغلي الوجه الجديد للهولدينغ الملكي الذي سيقطع مع مرحلة كاملة ويبدأ صفحة جديدة؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بيان حقيقة من الهولدينغ الملكي بيان حقيقة من الهولدينغ الملكي



GMT 19:41 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

الاهتمام بلبنان في ظلّ إعادة تأسيسنا صاروخيّاً!

GMT 19:39 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ثلاثية الكويت

GMT 19:36 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

محاكمة لجنة التحقيق!

GMT 19:35 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

فكرة بديلة فى الرى!

GMT 19:32 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ما نعرفه حتى الآن

GMT 12:34 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

الشخصية اللبنانية كمزحة

GMT 12:32 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

لماذا يكره المتطرفون الفنانين؟

GMT 12:29 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

ارفع معنوياتك!

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 11:14 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج القوس

GMT 15:51 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج العذراء

GMT 11:04 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج العذراء

GMT 00:58 2020 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

دراسة تحدّد الأطفال الأكثر عرضة لخطر السكري من النوع الثاني

GMT 19:55 2019 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

رشيد دلال مساعدا للكيسر في تدريب أولمبيك آسفي

GMT 05:10 2016 السبت ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران تستضيف أعمال الفن العربي الحديث في متاحفها

GMT 07:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

غوايدو يدعو الفنزويليين للاحتجاجات ضد مادورو

GMT 17:50 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وهبي يراسل وزير الصحة بشأن غياب دواء مرضى السرطان
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya